ذَهَلْت عنه وذَهِلْتُ وأَذْهَلَني كذا وكذا عنه وأَنشد أَذْهَلَ خِلِّي عن فِراشِي مَسْجَدُهْ وفي التنزيل العزيز يوم تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعة عما أَرضعت أَي تَسْلُو عن ولدها ابن سيده ذَهَل الشيءَ وذَهَل عنه وذَهِلَه وذَهِل بالكسر عنه يَذْهَل فيهما ذَهْلاً وذُهُولاً تركه على عَمْد أَو غَفَل عنه أَو نَسِيَه لشُغُل وقيل الذَّهْل السُّلوُّ وطيب النَّفْس عن الإِلْف وقد أَذْهَله الأَمر وأَذْهلَه عنه ومَرَّ ذَهْل من الليل وذُهْل أَي قِطْعة وقيل ساعة منه مثل دَهْل والدال أَعلى وجاءَ بعد ذَهْل من الليل ودَهْل أَي بعد هَدْءٍ وأَنشد ابن بري لأَبي جهمة الذهلي مَضَى من الليل ذَهْلٌ وهي واحدةٌ كأَنَّها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور قال وقال أَبو زكريا التبريزي دَهْل بدال غير معجمة قال وكذا أَنشده في الحَماسة والذُّهْلُول من الخيل الجَوادُ الدَّقيق وذُهْل قبيلة وذُهْلٌ حَيٌّ من بكر وهما ذُهْلان كلاهما من ربيعة أَحدهما ذُهْلُ بن شيبان بنِ ثَعْلبةَ بنِ عُكَابة والآخر ذُهْل بنُ ثعلبة بن عُكَابة وقد سَمَّوا ذُهْلاً وذُهْلانَ وذُهَيلاً
( ذهن ) الذِّهْنُ الفهم والعقل والذِّهْن أَيضاً حِفْظُ القلب وجمعهما أَذْهان تقول اجعل ذِهْنَك إلى كذا وكذا ورجل ذَهِنٌ وذِهْنٌ كلاهما على النسب وكأَنَّ ذِهْناً مُغيَّر من ذَهِنٍ وفي النوادر ذَهِنْتُ كذا وكذا أَي فهمته وذَهَنتُ عن كذا فَهِمْتُ عنه ويقال ذَهَنَني عن كذا وأَذْهَنَني واسْتَذْهَنَني أَي أَنساني وأَلهاني عن الذِّكْرِ الجوهري الذَّهَُ مثل الذِّهْنِ وهو الفِطْنة والحفظ وفلانُ يُذاهِنُ الناس أَي يُفاطنهم وذاهَنَني فذَهَنْتُه أَي كنت أَجْوَدَ منه ذِهْناً والذِّهْنُ أَيضاً القوَّة قال أَوس بن حَجَر أَنُوءُ بِرجْلٍ بها ذِهْنُها وأَعْيَتْ بها أُخْتُها الغابِرَه والغابرة هنا الباقية ( ذها ) التهذيب في ترجمة هَذَى ابن الأَعرابي هَذَى إذا هَدَر بكلام لا يُفْهَم وذَها إذا تَكَبَّر قال الأَزهري لم أَسمع ذَهَا إذا تَكَبَّر لغيره ( ذوب ) الذَّوْبُ ضِدُّ الجُمُودِ ذابَ يَذُوبُ ذَوْباً وذَوَباناً نَقيض جمَدَ وأَذابَه غيرُه وأَذَبْته وذَوَّبْته واسْتَذَبْته طَلَبْت منه ذاكَ على عامَّة ما يدُلُّ عليه هذا البِناءُ والمِذْوَبُ ما ذَوَّبْتُ فيه والذَّوْبُ ما ذَوَّبْت منه وذاب إِذا سال وذابت الشمسُ اشتدَّ حَرُّها قال ذو الرُّمة
إِذا ذابتِ الشمسُ اتَّقى صَقَراتِها ... بأَفْنانِ مَرْبُوعِ الصَّريمةِ مُعْبِلِ
وقال الرَّاجز وذابَ للشمسِ لُعابٌ فنَزَلْ ويقال هاجِرَةٌ ذَوّابة شديدةُ الحَرِّ قال الشاعر
وظَلْماءَ من جَرَّى نَوارٍ سَرَيْتُها ... وهَاجِرَةٍ ذَوّابةٍ لا أَقِيلُها
والذَّوْبُ العَسَل عامَّة وقيل هو ما في أَبياتِ النَّحْل من العَسَلِ خاصَّة وقيل هو العَسَل الذي خُلِّص من شَمْعِه ومُومِه قال المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ
شِرْكاً بماءِ الذَّوْب تَجْمَعُه ... في طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ
[ ص 397 ] أَيْمن موضع أَبو زيد قال الزُّبْدُ حين يَحْصُلُ في البُرْمة فيُطْبَخُ فهو الإِذْوابةُ فإِن خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ قيل ارْتجَنَ والإِذْوابُ والإِذْوابةُ الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ وذَابَ إِذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ وهو العَسَل ويقال في المَثل ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب ؟ وذلك عند شدَّةِ الأَمر قال بشر بن أَبي خازم
وكُنْتُمْ كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ ... أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها ؟
أَي لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرةً أَم تُذِيبُها ؟ وذلك إِذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ وقال أَبو الهيثم قوله تُذِيبُها تُبْقيها من قولك ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِيَ وقال غيره تُذِيبُها تُنْهِبُها والمِذْوَبةُ المِغْرَفَةُ عن اللحياني وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل وما ذابَ في يدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل والإِذابةُ الإِغارةُ وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا وفي حديث قس أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِيبَ صَداكُما أَي أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها من الإِذابة الإِغارة والإِذابةُ النُّهْبةُ اسمٌ لا مصدَر واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم وشرح قوله أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها ؟ فقال أَي تُنْهِبُها وقال غيره تُثْبِتُها مِن قولهم ذابَ لي عليه من الحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَبَتَ وذابَ عليه من الأَمْركذا ذَوْباً وجَبَ كما قالوا جَمَدَ وبَرَدَ وقال الأَصمعي هو مِن ذابَ نَقِيض جَمَدَ وأَصلُ المَثَل في الزُّبْدِ وفي حديث عبداللّه فيَفْرَحُ المَرْءُ أَن يَذُوبَ له الحَقُّ أَي يَجِبَ وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة ويقال ذابَتْ