كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

في بعض شأْنِه وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول رَبّ العِبادِ ما لَنا وما لَكْ ؟ قد كُنْتَ تَسْقِينا فما بدَا لَكْ ؟ أَنْزِلْ علينا الغَيْثَ لا أَبا لَكْ فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد وفي الحديث لله أَبُوكَ قال ابن الأَثير إِذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك قال أَبو الهيثم إِذا قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة وهو شَتْم وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف وقيل معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ قال ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً وأَما إِذا قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً وإِذا أَراد كرامةً قال لا أَبا لِشانِيكَ ولا أَبَ لِشانِيكَ وقال المبرّد يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ بغير لام وروي عن ابن شميل أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال معناه لا كافيَ لك وقال غيره معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ
( * قوله « وقال غيره معناه أنك تجرني أمرك حمد » هكذا في الأصل )
وقال الفراء قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها وأَبو المرأَة زوجُها عن ابن حبيب ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها أَبو جُخادِب الجَراد وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع وقال حَلَّ أَبو عَمْرَة وَسْطَ حُجْرَتي وأَبو مالِكٍ كُنْية الهَرَم قال أَبا مالِك إِنَّ الغَواني هَجَرْنني أَبا مالِكٍ إِني أَظنُّك دائِبا وفي حديث رُقَيْقَة هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف وفي حديث وائل بن حُجْر من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة قال ابن الأَثير حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب وفي حديث عائشة قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء والأَبْواء بالمدّ موضع وقد ذكر في الحديث الأَبْواء وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ جَبَل بين مكة والمدينة وعنده بلد ينسَب إِليه وكَفْرآبِيا موضع وفي الحديث ذِكْر أَبَّى هي بفتح الهمزة وتشديد الباء بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى نَزَلها سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أَتى بني قُريظة
( أتأ ) حكى أَبو علي في التَّذكرة عن ابن حبيب أَتْأةُ أُمُّ قَيْس بن ضِرار قاتل المقدام وهي من بَكر وائل قال وهو من باب أَجأ ( 1 )
( 1 قوله قال « وهو من باب الخ » كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس وأنشد ياقوت في أجأ لجرير ) قال جرير
أَتَبِيتُ لَيْلَكَ يا ابْنَ أَتْأَةَ نائماً ... وبَنُو أُمامَةَ عَنْكَ غَيرُ نيامِ
وتَرى القِتالَ مع الكرامِ مُحَرَّماً ... وتَرى الزِّناءَ عَلَيْكَ غَيرَ حَرَامِ
( أتب ) الإِتْبُ البَقِيرة وهو بُرْدٌ أَو ثوب يُؤْخَذُ فَيُشَقُّ في وسَطِه ثم تُلْقِيه المرأَةُ في عُنُقِها من غير جَيْب ولا كُمَّيْنِ قال أَحمد بن يحيى هو الإِتْبُ والعَلَقةُ والصِّدارُ والشَّوْذَرُ والجمع الأُتُوبُ وفي حديث النخعي أَنّ جارِيةً زَنَتْ فَجَلَدَها خَمسين وعليها إِتْبٌ لها وإِزارٌ الإِتْبُ بالكسر بُرْدةٌ تُشَقُّ فتُلبس من غير كُمَّيْنِ ولا جَيْب والإِتْبُ دِرْعُ المرأَة ويقال أَتَّبْتُها تَأْتِيباً فَأْتَتَبَتْ هي أَي أَلبَسْتُها الإِتْبَ فَلَبِسَتْه وقيل الإِتْبُ من الثياب ما قَصُر فَنَصَفَ الساقَ وقيل الإِتْبُ غير الإِزار لا رِباطَ له كالتِّكَّةِ وليس على خِياطةِ السَّراوِيلِ ولكنه قَمِيصٌ غير مَخِيطِ الجانبين وقيل هو [ ص 206 ] النُّقْبةُ وهو السَّراوِيلُ بلا رجلين وقال بعضهم هو قميص بغير كُمَّيْنِ والجمع آتابٌ وإِتابٌ والمِئْتَبةُ كالإِتْبِ وقيل فيه كلُّ ما قيل في الإِتْبِ وأُتِّبَ الثوبُ صُيِّرَ إِتْباً قال كثير عزة
هَضِيم الحَشَى رُؤْد المَطا بَخْتَرِيَّة ... جَمِيلٌ عليَها الأَتْحَمِيُّ المُؤَتَّبُ
وقد تَأَتَّبَ به وأْتَتَبَ وأَتَّبَها به وإِيّاه تأْتِيباً كلاهما أَلْبَسها الإِتْبَ فلَبِسَتْه أَبو زيد أَتَّبْتُ الجارِيةَ تَأْتِيباً إِذا دَرَّعْتَها دِرْعاً وأْتَتَبَتِ الجارِيةُ فهي مُؤْتَتِبةٌ إِذا لبست الإِتْبَ وقال أَبو حنيفة التَّأَتُّبُ أَن يَجْعَلَ الرَّجلُ حِمالَ القَوْسِ في صَدره ويُخْرِجَ مَنْكِبَيْه منها فيَصِيرَ القَوْس على مَنْكِبَيْه ويقال تَأَتَّبَ قَوْسَه على ظَهرِه وإِتْبُ الشعِيرةِ قِشْرُها والمِئْتَبُ المِشْمَلُ

الصفحة 19