كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)
بالله الظُّنُونا الألف التي بعد النون الأخيرة هي صلة لفتحة النون ولها أَخوات في فواصل الآيات كَقوله عز وجل قَواريرا وسَلْسَبِيلاً وأَما فتحة ها المؤنث فقولك ضربتها ومررت بها والفرق بين ألف الوصل وأَلف الصلة أَن أَلف الوصل إنما اجتلبت في أَوائل الأسماء والأفعال وألف الصلة في أَواخر الأَسماء كما ترى ومنها أَلف النون الخفيفة كقوله عز وجل لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيةِ وكقوله عز وجل ولَيَكُوناً من الصاغرين الوقوف على لَنسفعا وعلى وَليكونا بالألف وهذه الأَلف خَلَفٌ من النون والنونُ الخفيفة أَصلها الثقيلة إلا أَنها خُفّفت من ذلك قول الأعشى ولا تَحْمَدِ المُثْرِينَ والله فَاحْمَدا أَراد فاحْمَدَنْ بالنون الخفيفة فوقف على الألف وقال آخر وقُمَيْرٍ بدا ابْنَ خَمْسٍ وعِشْرِي نَ فقالت له الفَتاتانِ قُوما أَراد قُومَنْ فوقف بالأَلف ومثله قوله يَحْسَبهُ الجاهِلُ ما لم يَعْلَما شَيْخاً على كُرْسِيِّه مُعَمِّمَا فنصب يَعْلم لأَنه أَراد ما لم يَعْلَمن بالنون الخفيفة فوقف بالأَلف وقال أَبو عكرمة الضبي في قول امرئ القيس قِفا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ قال أَراد قِفَنْ فأَبدل الأَلف من النون الخفيفة كقوله قُوما أَراد قُومَنْ قال أَبو بكر وكذلك قوله عز وجل أَلقِيَا في جَهَنَّم أَكثر الرواية أَن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده فبناه على ما وصفناه وقيل هو خطاب لمالك ومَلَكٍ معه والله أَعلم ومنها ألف الجمع مثل مَساجد وجِبال وفُرْسان وفَواعِل ومنها التفضيل والتصغير كقوله فلان أَكْرَمُ منكَ وأَلأَمُ مِنْكَ وفلان أَجْهَلُ الناسِ ومنها ألف النِّداء كقولك أَزَيْدُ تريد يا زَيْدُ ومنها أَلف النُّدبة كقولك وازَيْداه أَعني الأَلف التي بعد الدال ويشاكلها أَلف الاستنكار إذا قال رجل جاء أَبو عمرو فيُجِيب المجيب أَبو عَمْراه زيدت الهاء على المدّة في الاستنكار كما زيدت في وافُلاناهْ في الندبة ومنها ألف التأْنيث نحو مدَّةٍ حَمْراء وبَيْضاء ونُفَساء ومنها أَلف سَكْرَى وحُبْلَى ومنها أَلف التَّعايِي وهو أَن يقول الرجل إن عُمر ثم يُرْتَجُ عليه كلامُه فيقف على عُمر ويقول إن عُمرا فيمدها مستمداً لما يُفتح له من الكلام فيقول مُنْطَلِق المعنى إنَّ عمر منطلق إذا لم يَتعايَ ويفعلون ذلك في الترخيم كما يقول يا عُما وهو يريد يا عُمر فيمدّ فتحة الميم بالأَلف ليمتدّ الصوت ومنها ألفات المدَّات كقول العرب لِلْكَلْكَلِ الكَلْكال ويقولون للخاتَم خاتام وللدانَق داناق قال أَبو بكر العرب تصل الفتحة بالألف والضمة بالواو والكسرة بالياء فمِنَ وَصْلِهم الفتحة بالألف قولُ الراجز
قُلْتُ وقد خَرَّتْ علَى الكَلْكَالِ ... يا ناقَتِي ما جُلْتِ عن مَجالِي
أَراد على الكَلْكَلِ فَوَصَل فتحة الكاف بالألف وقال آخر
لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كما
أَرادَ خَظَتا ومِن وصلِهم الضمةَ بالواو ما أَنشده الفراء
لَوْ أَنَّ عَمْراً هَمَّ أَنْ يَرْقُودا ... فانْهَضْ فَشُدَّ المِئزَرَ المَعْقُودا
أراد أن يَرْقُدَ فوصل ضمة القاف بالواو وأَنشدَ أَيضاً
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا ... يَومَ الفِراقِ إلى إخْوانِنا صُورُ
(* قوله «إخواننا» تقدّم في صور أحبابنا وكذا هو في المحكم)
وأَنَّنِي حَيْثُما يَثْني الهَوَي بَصَرِي ... مِنْ حَيْثُما سَلَكُوا أَدْنو فأَنْظُورُ
أَراد فأَنْظُرُ وأَنشد في وَصْلِ الكسرة بالياء
لا عَهْدَ لِي بِنِيضالِ ... أَصْبحْتُ كالشَّنِّ البالِي
أَراد بِنِضال وقال علَى عَجَلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِيمالِي أَراد شِمالِي فوصل الكسرة بالياء وقال عنترة يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ أراد يَنْبَعُ قال وهذا قول أَكثر أهل اللغة وقال بعضهم يَنْباعُ يَنْفَعِل من باعَ يَبُوع والأول يَفْعَلُ مِن نَبَعَ يَنْبَعُ ومنها الألف المُحوَّلة وهي كل ألف أصلها الياء والواو المتحركتان كقولك قال وباعَ وقضى وغَزا وما أشبهها ومنها ألف التثنية كقولك يَجْلِسانِ ويَذْهَبانِ ومنها ألف التثنية في الأسماء كقولك الزَّيْدان والعَمْران وقال أَبو زيد سمعتهم يقولون أَيا أَياه أَقبل وزنه عَيا عَياه وقال أَبو بكر ابن الأَنباري أَلف القطع في أَوائل الأَسماء على وجهين أَحدهما أَن تكون في أَوائل الأَسماء المنفردة والوجه الآخر أَن تكون في أَوائل الجمع فالتي في أَوائل الأَسماء تعرفها بثباتها في التصغير بأَن تمتحن الأَلف فلا تجدها فاء ولا عيناً ولا لاماً وكذلك فحَيُّوا بأَحسن منها والفرق بين أَلف القطع وألف الوصل أن أَلف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عيناً ولا لاماً وأَما ألف القطع في الجمع
الصفحة 2
4980