كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

رآها فُؤَادي أُمَّ خِشْفٍ خَلالها بقُور الوِراقَيْن السَّراءُ المُصَنَّفُ قال أَبو عبيدة هو من كِبار الشجر ينبت في الجبال وربما اتُّخِذَ منها القِسِيُّ العَرَبيَّة وقال أَبو حنيفة وتُتَّخذ القِسِيُّ من السَّراءِ وهو من عُتْقِ العيدان وشَجَرِ الجِبال قال لبيد تَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ بعُودِ السَّراء عِنْدَ بابٍ مُحَجَّب يقول إنهم حضروا باب الملك وهم مُتنَكِّبو قسِيَّهِمْ فتفاخروا فكلما ذكر منهم رجل مأْثَرة خط لها في الأرض خطّاً فأَيّهم وُجِدَ أََكثر خُطوطاً كان أكثر مآثِرَ فذلك شَيْنُهم صحاح البِيد وقال في موضع آخر والسَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِيِّ الواحدة سَراءَةٌ قال الجوهري السَّراءُ بالفتح ممدود شجر تُتَّخذ منه القسيّ قال زُهَيْرٌ يصفُ وَحْشاً ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّراء وناشِطٌ قد انحَصَّ من لَسِّ الغَمِير جحافِلُهْ والسَّرْوةُ دودَةٌ تقع في النبات فتأْكلُه والجمع سَرْوٌ وأَرضٌ مَسْرُوَّة من السَّرْوةِ والسِّرْوُ الجَرادُ أََولَ ما يَنْبُتُ حين يخرُجُ من بَيْضِه الجوهري والسِّرْوةُ الجَرادة أولَ ما تكونُ وهي دُودَةٌ وأَصله الهمز والسِّرْيَةُ لغة فيها وأَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ وقد أَنكر علي بن حمزة السِّرْوة في الجَرادة وقال إنما هي السِّرْأَةُ بالهمز لا غيرُ من سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إذا باضت ويقال جَرادةٌ سَرُوٌّ والجمع سِرَاءٌ وسَراةُ اليَمَنِ معروفة والجمع سَرَوات حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة فقال وبالسَّرَة شجر جوز لا يربى والسُّرَى سَيرُ الليلِ عامَّتهِ وقيل السُّرَى سيرُ الليلِ كلِّه تُذَكِّرهُ العرب وتؤَنِّثهُ قال ولم يعرف اللحياني إلا التأْنيث وقول لبيد قلتُ هَجِّدْنا فقد طال السُّرَى وقَدَرْنا إنْ خَنى الليلِ غَفَل قد يكون على لغة من ذكَّر قال وقد يجوز أَن يُريد طالَتِ السُّرَى فحذَفَ علامة التأْنيث لأَنه ليس بمؤنث حقيقي وقد سَرَى سُرىً وسَرْيَةً وسُرْيَةً فهو سارٍ قال أَتَوْا ناري فقلْتُ مَنُونَ ؟ قالوا سُرَاةُ الجِنِّ قلتُ عِمُوا صَباحا وسَرَيْت سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْت بمعنى إذا سِرْت ليلاً بالأَلف لغة أَهل الحجاز وجاءَ القرآنُ العزيزُ بهما جميعاً ويقال سَرَيْنا سَرْيةً واحدة والاسم السُّرْيةُ بالضم والسُّرَى وأَسْراهُ وأَسْرَى به وفي المثل ذهبوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ وذلك أن القُنْفُذَ يسري ليلَه كلَّه لا ينام قال حسان بن ثابت حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ أَسْرَتْ إليكَ ولم تكُنْ تُسْري
( * عجز البيت تُزجي الشمالُ عليه وابل البَردَ )
قال ابن بري رأَيت بخط الوزير ابن المغربي حَيِّ النصِيرة وقال النابغة أَسْرَتْ إليهِ من الجَوْزاءِ سارِيَةٌ ويروى سَرَت وقال لبيد فباتَ وأَسْرَى القومُ آخرَ ليْلِهِمْ وما كان وقَّافاً بغيرِ مُعَصَّرِ
( * قوله « وما كان وقافاً بغير معصر » هكذا في الأصل وتقدم في مادة عصر بدار معصر )
وفي حديث جابر قال له ما السُّرَى يا جابِرُ السُّرَى السَّيرُ بالليل أَراد ما أَوْجبَ مَجيئَك في هذا الوقت واسْتَرَى كأَسْرَى قال الهذلي وخَفُّوا فأَمّا الجامِلُ الجَوْنُ فاسْترَى بلَيلٍ وأَمّا الحَيُّ بعدُ فأَصْبَحُوا وأَنشد ابن الأَعرابي قولَ كثير أَرُوحُ وأَغْدُو من هَواكِ وأَسْتَرِي وفي النَّفْسِ مما قَدْ عَلِمْتِ عَلاقِمُ وقد سَرَى به وأَسْرَى والسَّرَّاءُ الكثِيرُ السُّرى بالليلِ وفي التنزيل العزيز سبحانَ الذي أَسْرَى بعَبْدهِ ليلاً وفيه أَيضاً والليل إذا يَسْرِ فنزَل القرآن العزيز باللغتين وقال أَبو عبيد عن أَصحابه سَرَيْت بالليل وأَسْرَيْت فجاء باللغتين وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل سبحان الذي أَسْرَى بعبده قال معناه سَيَّرَ عَبْدَه يقال أَسْرَيْت وسَرَيْت إذا سِرْتَ ليلاً وأَسْراهُ وأَسْرَى به مثلُ أَخَذَ الخِطامَ وأَخَذَ بالخِطامِ وإنما قال سبحانه سبحان الذي أَسْرى بعبدهِ ليلاً ون كان السُّرَى لا يكون إلا بالليل للتأْكيد كقولهم سِرْت أَمسِ نهاراً والبارِحةَ ليلاً والسِّرايَةُ سُرَى الليل وهو مصدر ويَقلّ في المصادر أَن تجيء على هذا البناء لأَنه من أَبنية الجمع يدل على صحة ذلك أَنَّ بعض العرب يؤنث السُّرَى والهُدى وهم بنو أَسد توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ قال ابن بري شاهد هذا أَي تأْنيث السُّرى قول جرير هُمُ رَجَعُوها بعدَما طالتِ السُّرى عَواناً ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسْودا وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل والليلِ إذا يَسْرِ معنى يَسْرِ يمضي قال سَرى يَسْري إذا مَضى قال وحذفت الياء من يسري لأَنها رأْس آية وقال غيره قوله والليل إذا يَسْرِ إذا يُسْرى فيه كما قالوا ليل نائمٌ أَي يُنامُ فيه وقال فإذا عَزَم الأَمرُ أَي عُزِمَ عليه والسارية من السحاب التي تجيءُ ليلاً وفي مكان آخر السارِية السحابة التي تَسْري ليلاً وجمعها السَّواري ومنه قول النابغة سَرَتْ عليه من الجَوْزاءِ سارِيَةٌ تُزْجِي الشَّمالُ عليه جامِدَ البرَد ابن سيده والسارِيَة السحابة التي بين الغادِيَة والرائحة وقال اللحياني السارِيَة المَطْرة التي تكون بالليل قول الشاعر

الصفحة 2003