رأَيتُكَ تَغْشَى السارِياتِ ولم تكن لتَرْكَبَ إلاَّ ذا الرّسُوم المُوقَّعا قيل يعني بالساريات الحُمُرَ لأَنها تَرْعى ليلاً وتَنَفَّسُ ولا تقرّ بالليل وتَغْشى أَي تركب هذا قول ابن الأَعرابي قال ابن سيده وعندي أَنه عنى بغِشْيانِها نِكاحَها لأَن البيت للفرزدق يهجو جريراً وكأَنه يعيبه بذلك واستعار بعضُهم السُّرى للدَّواهي والحُرُوبِ والهُمُومِ فقال في صفة الحرب أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة ولكنَّها تَسْري إذا نام أَهلُها فتأْتي على ما ليس يَخْطُر في الوَهْمِ وفي حديث موسى عليه السلام والسبعين من قومه ثم تَبْرُزُونَ صَبيحَةَ سارِيةٍ أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر والسارية السحابة تُمْطِر ليلاً فاعِلة من السُّرى سَيرِ الليلِ وهي من الصفات الغالبة ومنه قول كعب بن زهير تَنْفي الرياح القَذَى عنه وأَفْرَطَه من صَوْبِ ساريةٍ بيضٌ يَعالِيلُ وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحَساء إنه يَرْتُو فؤادَ الحَزِين ويَسْرُو عن فؤاد السَّقيم قال الأَصمعي يَرْتو بمعنى يَشُدُّه ويقوِّيه وأما يَسْرُو فمعناه يكشِفُ عن فؤادِه الأَلم ويُزيلُه ولهذا قيل سَرَوْت الثوب وغيره عني سَرْواً وسَرَيتُه وسَرَّيته إذا أَلقَيته عنك ونَضَوْتَه قال ابن هرمة سرى ثوْبَه عنك الصِّبا المُتَخايلُ ووَدَّعَ لِلْبَينِ الخَلِيطُ المُزايِلُ أَي كشَف وسَرَوْت عنيِ درعي بالواو لا غير وفي الحديث فإذا مَطرَتْ يعني السَّحابةَ سُرِّي عنه أَي كُشِف عنه الخَوْفُ وقد تكرَّر ذكر هذه اللفظة في الحديث وخاصَّةً في ذكر نُزول الوَحْي عليه وكلُّها بمعنى الكشْفِ والإزالة والسَّرِيَّةُ ما بين خمسة أَنفسٍ إلى ثلثمائة وقيل هي من الخيل نحو أَربِعمائةٍ ولامُها ياءٌ والسَّرِيَّة قطعة من الجيش يقال خيرُ السَّريا أَرْبعُمائةِ رجلٍ التهذيب وأَما السَّرِيَّة من سَرايا الجيوشِ فإنها فَعِيلة بمعى فاعِلَة سُمِّيت سريَّةً لأَنها تَسْري ليلاً في خُفْيةً لئلاَّ يَنْذَرَ بهم العدوُّ فيَحْذَروا أَو يمتنعوا يقال سرَّى قائِدُ الجيشِ سَرِيَّةً إلى العدوِّ إذا جرَّدَها وبعثها إليهم وهو التَّسْرِيةُ وفي الحديث يَردُّ مُتَسَرِّيهِم على قاعدِهم المُتَسَرِّي الذي يخرج في السَّرِيَّة وهي طائفة من الجيش يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ وجمعُها السَّرايا سُمُّوا بذلك لأَنهم يكونون خُلاصة العسكر وخِيارَهم من الشيء السَّرِيِّ النَّفيس وقيل سُمُّوا بذلك لأَنهم يُنَفَّذون سرّاً وخُفْيةٌ وليس بالوجه لأَن لام السِّر راءٌ وهذه ياءٌ ومعنى الحديث أَن الإمامَ أَو أَمير الجيشِ يبعثُهم وهو خارجٌ إلى بلاد العدوِّ فإذا غنِموا شيئاً كان بينهم وبين الجيش عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لهم وفِئَةٌ فأَما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يُشارِكونهم في المغْنَم وإن كان جعل لهم نَفَلاً من الغنِيمة لم يَشْرَكْهم غيرُهم في شيء منه على الوجهين معاً وفي حديث سعدٍ لا يَسِىرُ بالسَّرِيَّة أَي لا يَخرُج بنفسهِ مع السَّرِيَّة في الغَزْوِ وقيل معناه لا يَسير فينا بالسِّيرَةَ النَّفيسة ومنه الحديث أَنه قال لأَصحابه يوم أُحُدٍ اليومَ تُسَرَّوْنَ أي يُقتل سَريُّكُمْ فقُتِل حمزَةُ رضوان الله عليه وفي الحديث لما حضر بني شيانَ وكلَّم سَراتَهم ومنهم المُثَنىَّ بنُ حارِثَة أََي أشرافَهم قال ويجمع السَّراةُ على سَرَوات ومنه حديث الأَنصار افتَرَقَ ملَؤُهُم وقُتِلَت سَرَواتُهم أَي أَشْرافُهم وسرى عرقُ الشَّجَرة يَسْري في الأَرض سَرْياً دَبَّ تحت الأَرض والسَّاريَةُ الأُسْطُوانَة وقيل أُسْطُوانة من حِجارة أَو آجُرٍّ وجمعها السَّواري وفي الحديث أَنه نهى أَن يُصَلَّى بين السَّواري يريد إذا كان في صلاة الجماعة لأَجل انقطاع الصَّفِّ أَبو عمرو يقال هو يُسَرِّي العَرَق عن نفْسِه إذا كان يَنْضَحُه وأَنشد يَنْضَحْنَ ماءَ البدنِ المُسَرَّى ويقال فلان يُساري إبِلَ جارِه إذا طَرَقَها ليَحْتلِبَها دون صاحِبِها قال أَبو وجزة فإني لا وأُمِّكَ لا أُساري لِقاحَ الجارِ ما سَمَر السَّمِيرُ والسَّراةُ جبل بناحِية الطائف قال ابن السكيت الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف على عرَفَة يَنْقاد إلى صَنْعاءَ يقال له السَّرَاةُ فأَوَّله سراة ثَقيفٍ ثم سَراةُ فَهمٍ وعدْوانَ ثم الأَزْدِ ثم الحَرَّةِ آخر ذلك الجوهري وإسرائيل اسمٌ ويقال هو مضاف إلى إيل قال الأَخفش هو يُهْمز ولا يهمز قال ويقال في لغةٍ إسرائين بالنون كما قالوا جبرين وإسماعين والله أَعلم
( سسم ) السَّاسَمُ بالفتح شجر أَسود وفي وصيته لعياش بن أَبي ربيعة والأَسود البَهِيم كأَنه من ساسَمٍ قيل هو شجر أَسود وقيل هو الآبَنُوس قال أَبو حاتم والساسَمُ غير مهموز شجر يتخذ منه السهامُ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ إِذا شاء طالَعَ مَسْجُورَةً تَرى حَوْلَها النَّبْعَ والسَّاسَما وقال أَبو حنيفة هو من شجر الجبال وهو من العُتُق التي يتخذ منها القِسِيُّ قال وزعم قوم أَنه الآبنوس وقال آخرون هو الشِّيزُ قال وليس واحد من هذين يصلح للقِسِيِّ ابن الأَعرابي