كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

والجمع سُفَراءُ وقد سَفَرَ بينهم يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة أَصلح وفي حديث عليّ أَنه قال لعثمان إِن الناس قد اسْتَسْفَرُوني بينك وبينهم أَي جعلوني سفيراً وهو الرسول المصلح بين القوم يقال سَفَرْتُ بين القوم إِذا سَعَيْتَ بينهم في الإصلاح والسِّفْرُ بالكسر الكتاب وقيل هو الكتاب الكبير وقيل هو جزء من التوراة والجمع أَسْفارٌ والسَّفَرَةُ الكَتَبَةُ واحدهم سافِرٌ وهو بالنَّبَطِيَّةِ سافرا قال الله تعالى بِأَيْدِي سَفرَةٍ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً وقوله عز وجل كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً قال الزجاج فب الأَسفار الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ أَعْلَمَ اللهُ تعالى أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها والسَّفَرَةُ كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال قال ابن عرفة سميت الملائكة سَفَزَةً لأَنهم يَسْفِرُونَ بين الله وبين أَنبيائه قال أَبو بكر سموا سَفَرَةً لأَنهم ينزلون بوحي الله وبإِذنه وما يقع به الصلاح بين الناس فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح شأْنهما وفي الحديث مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ هم الملائكة جمع سافر والسافِرُ في الأَصل الكاتب سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه قال الزجاج قيل للكاتب سافر وللكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه يبين الشيء ويوضحه ويقال أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف وأَضاء إِضاءة لا يشك فيه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم للأَجْرِ يقول صلوا صلاة الفجر بعدما يتبين الفجر ويظهر ظهوراً لا ارتياب فيه وكل من نظر إِليه عرف أَنه الفجر الصادق وفي الحديث أَسْفِرُوا بالفجر أَي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرين ويقال طَوِّلُوها إِلى الإِسْفارِ قال ابن الأَثير قالوا يحتمل أَنهم حين أَمرهم بتغليس صلاة الفجر في أَول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً ورغبة فقال أَسْفِرُوا بها أَي أَخروها إِلى أَن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه ويقوّي ذلك أَنه قال لبلال نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما يبصر القوم مواقع نَبْلِهِم وقيل الأَمر بالإِسْفارِ خاص في الليالي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل الصبح لا يتبين فيها فأُمروا بالإِسفار احتياطاً ومنه حديث عمر صلوا المغرب والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بينة مضيئة لا تخفى وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ كان يأْتينا بلال يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُون جِدّاً ومنه قولهم سفرت المرأَة وفي التنزيل العزيز بأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قال المفسرون السَّفَرَةُ يعني الملائكة الذين يكتبون أَعمال بني آدم واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ وكَتَبَةٍ قال أَبو إِسحق واعتباره بقوله كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون وقول أَبي صخر الهذلي لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ آياتُها سَفْرُ قال السكري دُرِسَتْ فصارت رسومها أَغفالاً قال ابن جني ينبغي أَن يكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البيت أَي كنسته فكأَنه من كنست الكتابة من الطِّرْس وفي الحديث أَن عمر رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو أَمرت بهذا البيت فَسُفِرَ قال الأَصمعي أَي كُنِسَ والسَّافِرَة أُمَّةٌ من الروم وفي حديث سعيد بن المسيب لولا أَصواتُ السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس قال والسافرة أُمة من الروم
( * قوله « أمة من الروم » قال في النهاية كأَنهم سموا بذلك لبعدهم وتوغلهم في المغرب والوجبة الغروب يعني صوته فحذف المضاف ) كذا جاء متصلاً بالحديث ووجبة الشمس وقوعها إِذا غربت وسَفَارِ اسم ماء مؤنثة معرفة مبنية على الكسر الجوهري وسَفَارِ مثل قَطامِ اسم بئر قال الفرزدق متى ما تَرِدْ يوماً سَفَارِ نَجِدْ بهَا أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا وسُفَيْرَةُ هَضْبَةٌ معروفة قال زهير بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا سفيرة والغيام
( سفرجل ) السَّفَرْجَل معروف واحدته سَفَرجلة والجمع سَفَارج قال أَبو حنيفة وهو كثير في بلاد العرب وقول سيبويه ليس في الكلام مثل سِفِرجال لا يريد أَن سِفِرْجالاً شيء مقول ولا غيره وكذلك قوله ليس في الكلام مثل اسْفَرْجَلْت لا يريد أَن اسْفَرْجَلْت مقولة إِنما نَفَى أَن يكون في الكلام مثل هذا البناء لا اسْفَرْجَلْت ولا غيره وتصغير السَّفَرْجَلة سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ وذكره الأَزهري في الخماسي ( سفسر ) السِّفْسِيرُ الفَيْجُ والتابِعُ ونحوه ابن سيده السِّفْسِيرُ الذي يقوم على الناقة قال أَوْسُ بن حَجَرٍ وفَارَقَتْ وَهْي لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّيِّ سِفْسِيرُ وقيل هو الذي يقوم على الإِبل ويصلح شأْنها وقيل هو السمسار قال

الصفحة 2026