منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ مَطْلَع الشَّمْسِ أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض والسُّفْعةُ في الوجه سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ وسُفَعُ الثوْرِ نُقَط سُود في وجهه ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ والأَسْفَعُ الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ وظَلِيمٌ أَسْفَعُ أَرْبَدُ وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه والسَّوافِعُ لَوافِحُ السَّمُوم ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار والسُّفْعةُ ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض وقيل السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض قال ذو الرمة أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ ويروى من دِمْنة ويروى أَو دِمْنة أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل وهو قوله بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها لَطَمَها بجناحه والمُسافَعةُ المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ ومنه قول الأَعشى يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ وثُكَنٌ جماعاتٌ وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً لَطَمَه وسَفَع عُنُقَه ضربها بكفه مبسوطة وهو مذكور في حرف الصاد وسَفَعَه بالعَصا ضَربه وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً قاتَلَه قال خالد بن عامر
( * قوله « خالد بن عامر » بهامش الأصل وشرح القاموس جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب )
كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً جذَب وأَخَذ وقَبض وفي التنزيل لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة ناصِيَتُه مقدَّم رأْسِه أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه ويقال لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال فيؤخذ بالنواصي والأَقدام ويقال معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه قال الأَزهري فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر قَومٌ إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته وحكى ابن الأَعرابي اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده ويقال سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه ومنه حديث عباس الجشمي إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال أَنا قرينُك في الدنيا أَي أَخذ بيده ومن قال لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه والحجة له قوله وكنتُ إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه وهو مثل قوله تعالى سَنَسِمُه على الخُرْطوم وفي الحديث ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم يقال سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة يريد أَثراً من النار والسَّفْعةُ العين ومرأَة مَسْفُوعةٌ بها سَفعة أَي إِصابة عين ورواها أَبو عبيد شَفْعةٌ ومرأَة مشفوعة والصحيح ما قلناه ويقال به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته وفي حديث أُم سلمة رضي الله عنها أَنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ فقال إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان وقيل ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ وقيل السَّفْعةُ العين والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين ومنه حديث ابن مسعود قال لرجل رآه إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان فقال له الرجل لم أَسمع ما قلت فقال نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك ؟ قال لا قال فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ بالسين والشين الجنون ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون والسَّفْعُ الثوب وجمعه سُفُوع قال