السكيت السَّفَن والمِسْفَن والشَّفْرُ أَيضاً قَدوم تُقْشر به الأَجذاع وقال ذو الرمة يصف ناقة أَنضاها السير تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامكاً قَرِداً كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ
( * قوله « تخوف السير إلخ » الذي في الصحاح الرحل بدل السير وظهر بدل عود قال الصاغاني وعزاه الأزهري لابن مقبل وهو لعبد الله بن عجلان النهدي وذكر صاحب الأغاني في ترجمة حماد الراوية أَنه لابن مزاحم الثمالي )
يعني تَنقَّص الجوهري السَّفَنُ ما يُنْحَت به الشيء والمِسْفَن مثله وقال وأَنتَ في كَفِّكَ المِبْراةُ والسَّفَنُ يقول إِنك نجَّار وأَنشد ابن بري لزهير ضَرْباً كنَحتِ جُذوعِ الأَثْلِ بالسَّفَنِ والسَّفَنُ جِلدٌ أَخشَن غليظ كجلود التماسيح يكون على قوائم السيوف وقيل هو حجَرٌ يُنْحَت به ويُليَّن وقد سَفَنَه سَفْناً وسَفَّنَه وقال أَبو حنيفة السَّفَنُ قطعة خشناء من جلد ضَبٍّ أَو جلد سمكة يُسْحَج بها القِدْح حتى تذهب عنه آثار المِبراة وقيل السَّفَنُ جلد السمك الذي تُحَكُّ به السِّياط والقِدْحان والسِّهام والصِّحافُ ويكون على قائم السيف وقال عديّ بن زيد يصف قِدْحاً رَمَّه البارِي فَسوَّى دَرْأَه غَمْزُ كَفَّيه وتحْليقُ السَّفَنْ وقال الأََعشى وفي كلِّ عامٍ له غَزْوَةٌ تَحُكّ الدوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ أَي تأْكل الحجارةُ دوابرَ لها من بعد الغزو وقال الليث وقد يجعل من الحديد ما يُسَفَّن به الخشبُ أَي يُحَك به حتى يلين وقيل السَّفَنُ جلد الأَطومِ وهي سمكة بحرية تُسَوَّى قوائمُ السيوف من جلدها وسَفَنَتِ الريحُ الترابَ تَسْفِنُه سَفْناً جعلته دُقاقاً وأَنشد إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّن أَبو عبيد السَّوافِنُ الرياح التي تَسْفِنُ وجه الأَرض كأَنها تَمْسحه وقال غيره تقشره الواحدة سافِنَة وسَفَنَت الريح التراب عن وجه الأَرض وقال اللحياني سَفَنَتِ الريح تَسْفُنُ سُفُوناً وسَفِنَتْ إذا هَبَّتْ على وجه الأرض وهي ريح سَفُونٌ إذا كانت أَبداً هابَّةً وأَنشد مَطاعِيمُ للأَضيافِ في كلِّ شَتْوَةٍ سَفُونِ الرِّياحِ تَتْرُكُ الليطَ أَغْبرا والسَّفِينَةُ اسم وبه سمي عبد أَو عَسِيف مُتكَهِّن كان لعلي بن أَبي طالب رضي الله عنه وأَخبرني أَبو العَلاء أَنه إِنما سمي سفِينَة لأَنه كان يحمل الحسنَ والحسين أَو متاعَهما فشبَّه بالسَّفينة من الفُلْكِ وسَفَّانة بنت
( * قوله « وسفانة بنت إلخ » أصل السفانة اللؤلؤة كما في القاموس ) حاتم طَيِّءٍ وبها كان يُكنى وورد في الحديث ذكر سَفَوانَ بفتح السين والفاء وادٍ من ناحية بدر بلغ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب كُرْزٍ الفِهْرِي لما أَغار على سَرْحِ المدينة وهي غزوة بدر الأُولى والله أَعلم ( سفنج ) السَّفَنَّجُ الظليم الخفيف وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه وقيل الظليم الذكر وقيل هو من أَسماء الظليم في سرعته وأَنشد جاءَتْ به مِن اسْتِها سَفَنَّجَا أَي ولدته أَسود والسَّفَنَّجُ السريع وقيل الطويل والأُنثى سَفَنَّجَةٌ قال ساعدة بن جؤية يهجو امرأَة فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِن وَتَرِيَّةٍ سَفَنَّجَةٍ كأَنها قَوْسُ تَأْلَبِ ؟ الليث هو طائر كثيرُ الاسْتِنانِ قال ابن جني ذهب بعضهم في سَفَنَّج أَنه من السَّفْج وأَن النون المشدَّدة زائدة ومذهب سيبويه فيه أَنه كلام شَفَلَّح ورأْي عَتَرَّس والسُّفَانِجُ السريع كالسَفَنَّج أَنشد ابن الأَعرابي يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافَى واسِجِ سُكَاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال سَفْنَجَ أَي أَسْرَعَ وقول الآخر يا شَيْخُ لا بُدَّ لنا أَنْ نَحْجُجَا قد حَجَّ في ذا العامِ مَن تَحَوَّجا فابْتَعْ له جِمالَ صِدْقٍ فالنَّجا وعَجِّلِ النَّقْدَ له وسَفْنِجا لا تُعْطِهِ زَيْفاً ولا تُبَهْرِجَا
( * « ولا تبهرجا » كذا بالأصل بهذا الضبط ولعله ولا نبهرجا بفتح النون والنراء وأَورده المصنف في زيف ولا بهرجا )
قال عَجِّلِ النَّقْدَ له وقال سَفْنِجا أَي وَجِّهْ وأَسرِعْ له من السَّفَنَّجِ السريع أَبو الهيثم سَفْنَجَ فلانٌ لفلانٍ النَّقْدَ أَي عَجَّلَه وأَنشد قد أَخَذْتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجَا إِنِّي أَخافُ طالِباً سَفَنَّجا
( سفه ) السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة خِفَّةُ الحِلْم وقيل نقيض الحِلْم وأَصله الخفة والحركة وقيل الجهل وهو قريب بعضه من بعض وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة حمله على السَّفَهِ قال اللحياني هذا هو الكلام العالي قال وبعضهم يقول سَفُه وهي قليلة