كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وقال اللحياني السفيه الجاهل بالإملال قال ابن سيده وهذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَو لا يَسْتطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ وسَفُه علينا بالضم سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ بالكسر سَفَهاً لغتان أَي صار سفيهاً فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لم يقولوه إلاَّ بالكسر لأَن فَعُلَ لا يكون متعدّياً ووادٍ مُسْفَه مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ فمُسْفَه على هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفيهاً قال عَدِيُّ بن الرِّقاع فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه وإن تَراغَبَ إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ الخِفَّة وثوب سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف وتَسَفَّهَتِ الرياحُ اضطَرَبت وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ حرَّكتها واستخفتها قال مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مالت به وناقة سَفِيهة الزِّمامِ إذا كانت خفيفة السير ومنه قول ذي الرمة يصف سيفاً وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه على ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يعني خفيفٍ زِمامُها يريد أَن جديلها يضطرب لاضطراب رأْسها وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إذا خَفَّتْ في سيرها قال الشاعر أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الموطوء قال ابن بري وأَما قول خلف بن إسحق البَهْرانيّ بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة كقول الجَرْمي تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ وأَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل والأَول أَظهر وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً أَكثر شربه فلم يَرْوَ والله أَسْفَهه إياه وحكى اللحياني سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شربته بغير رِفْقٍ وسَفِهْتُ الشرابَ بالكسر إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ وأَسْفَهَكَه الله وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة وسافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت فيه قال الشَّمَّاخ فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري رجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديد العطش ابن الأَعرابي طعام مَسْهَفَة ومَسْفَهة إذا كان يَسْقِي الماءَ كثيراً وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ كلاهما شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ وسَفِهْتُ نصيبي نَسِيتُه عن ثعلب وتَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه وتَسَفَّهْتُ عليه إذا أَسمعته
( سفا ) السَّفَا الخِفَّةُ في كلّ شيء وهو الجَهْلُ والسَّفَا مَقصورٌ خِفَّة شَعَر الناصِيَة زاد الجوهري في الخَيْل وليس بمَحْمود وقيل قِصَرُها وقِلَّتُها يقال ناصِيَةٌ فيها سَفاً وفرسٌ أَسْفى إذا كان خَفيفَ الناصِيَة وأَنشد أَبو عبيد لسلامة بن جندل ليس بأَسْفى ولا أَقْنى ولا سَغِلٍ يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ والأُنْثى سَفْواء وقال ثعلب هو السَّفاءُ ممدود وأَنشد قلائِصُ في أَلْبانِهِنّ سَفاءُ أَي في عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ استعاره للبن أَي فيه خِفَّةٌ ابن الأَعرابي سَفا إذا ضَعُفَ عَقْلُه وسَفا إذا خَفَّ رُوحُه وسَفا إذا تَعَبَّد وتواضع لله وسِفا إذا رَقَّ شَعْرهُ وجَلِحَ لُغة طَيّءٍ الجوهري الأَصمعي الأَسْفى من الخيل القليل الناصيَة والأَسْفى من البغالِ السريعُ قال ولا يقال لشيءٍ أَسْفى لخِفَّةِ ناصِيتهِ إلا للفرس قال ابن بري الصحيح عن الأَصمعي أَنه قال الأَسْفَى من الخيل الخفيفُ الناصية ولا يقال للأُنثى سَفْواءُ والسَّفْواءُ في البغالِ السريعة ولا يقال للذكرِ أَسْفَى قال وقول الجوهري في حكايته عن الأَصمعي الأَسْفى من البغالِ السريعُ ليس بصحيحٍ قال ومما يشهد بأَنه يقال للفرس الخفيفة الناصيةِ سفواءُ قول الشاعر بل ذات أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها ال أَحْجارُ مَشْهورةٌ مَواسِمُها ليست بشامِيَّةِ النِّحاسِ ولا سَفْواءَ مَضْبُوحةٍ مَعاصِمُها وبَغْلَةٌ سَفْواءُ خفيفةٌ سريعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ وكذلك الأَتانُ الوَحْشِيَّة قال دُكَينُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمي في عمر بنِ هُبَيرة وكان على بغلةٍ مُعْتَجِراً ببُرْدٍ رفيعٍ فقال على البديهة جاءت به مُعْتَجِراً ببُرْدِهِ سَفْواءُ تَرْديُ بنَسِيجِ وَحْدِهِ مُسْتَقْبِلاً حَدَّ الصَّبا بحَدِّهِ كالسَّيْفِ سُلَّ نَصْلُه من غِمْدِه خَيْرَ أَميرٍ جاءَ من مَعَدِّه مِنْ قَبْلِه أَو رافِدٍ من بَعْدِه فكلُّ قيسٍ قادِحٌ من زَنْدِه يَرْجُونَ رَفْعَ جَدِّهِم بجَدِّه فإنْ ثَوَى ثوَى النَّدى في لَحْدِه واخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدهِ قال أَبو عبيدة في قوله سَفْواءُ في البيت إنها الخفيفة الناصية وذلك مما تُمْدَح به البغال وأَنكر هذا الأَصمعي وقال سَفْواء

الصفحة 2034