كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وسَقى الثوبَ وسَقَّاهُ أَشربه صِبغاً ويقال للثوب إذا صبغته سَقَيته مَنّاً من عُصْفُرٍ ونحو ذلك واستقى الرجل واستَسْقى تَقَيَّأَ قال رؤبة وكنتَ من دائك ذا أَقْلاسِ فاستَسْقِيَنْ بثمر القَسْقاسِ والمُساقاة في النخيل والكروم على الثُّلُثِ والرُّبُع وما أَشبهه يقال ساقى فلان فلاناً نخله أو كرْمَه إذا دفعه إليه واستعمله فيه على أَن يَعْمُرَه ويَسقِيَه ويقومَ بمصلحته من الإبارِ وغيره فما أَخرج الله منه فللعامل سهمٌ من كذا وكذا سَهْماً مما تُغِلُّه والباقي لمالِكِ النخل وأَهل العراق يُسَمُّونَها المُعاملة وفي حديث الحج وهو قائلٌ السُّقْىا السُّقيا منزلٌ بين مكة والمدينة قيل هي على يومين من المدينة ومنه الحديث أَنه كان يَسْتَعدِبُ الماءَ من بيوت السقيا
( سكب ) السَّكْبُ صَبُّ الماءِ سَكَبَ الماءَ والدَّمْعَ ونحوَهما يَسْكُبُه سَكْباً وتَسْكاباً فسَكَبَ وانْسَكَبَ صَبَّه فانْصَبَّ وسَكَبَ الماءُ بنفسِه سُكوباً وتَسْكاباً وانْسَكَبَ بمعنًى وأَهلُ المدينة يقولون اسْكُبْ على يَدِي وماءٌ سَكْبٌ وساكِبٌ وسَكُوبٌ وسَيْكَبٌ وأُسْكُوبٌ مُنْسَكِبٌ أَو مَسكُوبٌ يجري على وجهِ الأَرضِ من غَيرِ حَفر [ ص 470 ] ودمْعٌ ساكِبٌ وماءٌ سَكْبٌ وُصِفَ بالمصدرِ كقولِهم ماءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ أَنشد سيبويه بَرْقٌ يُضِيءُ أَمامَ البَيْتِ أُسْكوبُ كأَنَّ هذا البَرْقَ يَسْكُب المطَر وطَعْنَةٌ أُسْكُوبٌ كذلك وسَحابٌ أُسْكُوبٌ وقال اللحياني السَّكْبُ والأُسْكوبُ الهَطَلانُ الدَّائمُ وماءٌ أُسْكُوبٌ أَي جارٍ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذي الكلب تَرثِيه
والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ يَتْبَعها ... مُثْعَنْجِرٌ من دَمِ الأَجْوافِ أُسْكوبُ
ويروى من نَجِيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ والنَّجْلاءُ الواسعة والمُثْعَنْجِرُ الدَّمُ الذي يَسِيلُ يَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً والنَّجِيعُ الدَّمُ الخالِصُ والأُثْعُوبُ من الإِثْعابِ وهو جَرْي الماءِ في المَثْعَبِ وفي الحديث عن عروة عن عائشة رضي اللّه عنها أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يُصَلِّي فيما بين العشاءِ إِلى انْصِدَاعِ الفَجر إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَةً فإِذا سَكَبَ المُؤَذِّنُ بالأُولى من صلاةِ الفجْرِ قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَيْن خَفِيفَتَيْنِ قال سُوَيْدٌ سَكَبَ يريدُ أَذَّنَ وأَصْلُه من سَكْبِ الماءِ وهذا كما يقال أَخَذَ في خُطْبَة فسَحَلَها قال ابن الأَثير أَرادت إِذا أَذَّن فاسْتُعِيرَ السَّكْبُ للإِفاضَةِ في الكلامِ كما يقال أَفْرَغَ في أُذُني حديثاً أَيْ أَلْقَى وصَبَّ وفي بعض الحديث ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شَيئاً يكون على أَهل بَيْتِكَ سُنَّةً سَكْباً يقال هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازِمٌ وفي رواية إِنَّا نُمِيطُ عنكَ شيئاً وفَرَسٌ سَكْبٌ جوادٌ كثير العَدْوِ ذَرِيعٌ مثلُ حَتٍّ والسَّكْبُ فَرَسُ سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان كُمَيْتاً أَغَرَّ مُحَجَّلاً مُطْلَقَ اليُمْنَى سمي بالسَّكْبِ من الخَيْلِ وكذلك فَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ وغُلامٌ سَكْبٌ إِذا كان خفيف الرُّوحِ نَشِيطاً في عَمَلِه ويقال هذا أَمْرٌ سَكْبٌ أَي لازمٌ ويقالُ سُنَّةٌ سَكْبٌ وقال لَقِيطُ بنُ زُرارَة لأَخيه مَعْبَدٍ لما طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بمائتين من الإِبل وكان أَسِيراً ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شيئاً يكون على أَهل بيتِك سُنَّةً سَكْباً ويَدْرَبُ الناسُ له بِنا دَرْباً والسَّكْبَةُ الكُرْدَة العُلْيا التي تُسْقى بها الكُرودُ من الأَرض وفي التهذيب التي يُسْقَى منها كُرْدُ الطِّبابَةِ من الأَرض والسَّكْبُ النُّحاسُ عن ابن الأَعرابي والسَّكْبُ ضَرْبٌ من الثيابِ رَقِيقٌ والسَّكْبَةُ الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْس كالشَّبَكَة من ذلك التهذيب السَّكْبُ ضربٌ من الثيابِ رَقِيقٌ كأَنه غُبارٌ من رِقَّتِه وكأَنه سَكْبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة والسَّكْبَة من ذلك اشْتُقَّتْ وهي الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْسِ تُسَمِّيها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ ابن الأَعرابي السَّكَبُ ضَرْبٌ من الثِّياب محرّك الكاف والسَّكَبُ الرَّصاصُ والسَّكْبة الغِرْسُ الذي يَخْرُجُ على الوَلَد أُرى من ذلك والسَّكَبة الهِبْرِية التي في الرأْس والأُسْكُوب والإِسْكاب لغة في الإِسكاف وأُسكُبَّة الباب أُسْكُفَّته [ ص 471 ] والإِسْكابة الفَلْكَةُ التي تُوضَعُ في قِمَع الدُّهْنِ ونحوه وقيل هي الفَلْكةُ التي يُشْعَبُ بها خَرْقُ القِرْبةِ والإِسْكابةُ خَشَبة على قدرِ الفَلْس إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جعلوها عليه ثم صَرُّوا عليها بسَيْرٍ حتى يَخْرُزوه معه فهي الإِسكابةُ يقال اجعلْ لي إِسكابةً فيُتَّخَذُ ذلك وقيل الإِسكابة والإِسكابُ قِطْعَةٌ من خَشَبٍ تُدْخَلُ في خَرْقِ الزِّقِّ أَنشد ثعلب قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِسْكاب وقيل الإِسْكابُ هنا جمعُ إِسكابةٍ وليس بلُغةٍ فيه أَلا تراه قال آذانُهُم ؟ فتَشْبِيهُ الجمع بالجمع أَسْوَغُ من تَشْبِيهِه بالواحد والسَّكَبُ بالتحريك شَجَرٌ طَيِّبُ الريح كأَنَّ ريحَه رِيحُ الخَلُوقِ يَنْبُتُ مُسْتَقِلاًّ على عِرْقٍ واحدٍ له زَغَبٌ ووَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً يَنْبُتُ في القِيعانِ والأَودِيَة ويَبيسُه لا يَنْفَعُ أَحداً وله جَنًى يُؤْكَلُ ويَصْنَعُه أَهل الحِجازِ نَبيذاً ولا يَنْبُتُ جَنَاهُ في عام حَياً إِنما يَنْبُتُ في أَعوامِ السنينَ وقال أَبو

الصفحة 2045