والأُسْكُوفُ والإسكافُ كله الصانعُ أَيّاً كان وخصَّ بعضهم به النَّجّارَ قال لم يَبْقَ إلا مِنْطَقٌ وأَطْرافْ وبُرْدَتانِ وقَمِيصٌ هَفْهافْ وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ المِنْطَقُ والنِّطاقُ واحد ويروى مَنْطِقٌ بفتح الميم يريد كلامه ولسانه وأَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ وجعلُ النجّارِ إسْكافاً على التوهم أَراد براها النَّجار كما قال ابن أَحمر لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها ودِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ اليرندج الجِلد الأَسود يُعْمَلُ منه الخِفافُ وظنّ ابن أَحمر أَنه يُنْسَج وأَراد أَنها غِرَّة نشأَت في نَعْمة ولم تَدْرِ عَوِيصَ الكلام وقال الأَصمعي يقول خَدَعْتها بكلامَ حسن كأَنه أَرَنْدَجٌ منسوج وقوله دارِس متخدد أَي يَغْمَضُ أَحْياناً ويظهر أَحياناً وقال أَبو نخيلة بَرِّيّة لم تأْكلِ المُرَقّقا ولم تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا
( * قوله « برية » المشهور جارية )
وقال زهير فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشأَم كلُّهُمْ كأَحْمَرِ عاد ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ وقال آخر جائِفُ القَرْعة أَصْنَع حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ قال ابن بري هذا مثل يقال لمن عَمِلَ عملاً وظنَّ أَنه لا يَصْنع أَحد مِثْله فيقال جائفُ القرعةِ أَصنعُ منكَ وحِرْفةُ الإسْكافِ السِّكافةُ والأُسْكُفّةُ الأَخيرة نادرة عن الفراء الليث الإسْكاف مصدره السِّكافةُ ولا فِعْل له ابن الأَعرابي أَسْكَفَ الرجلُ إذا صار إسْكافاً والإسكافُ عند العرب كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يعمل الخِفاف فإذا أَرادوا معنى الإسكاف في الحضَر قالوا هو الأَسْكَفُ وأَنشد وَضَعَ الأَسْكَفُ فيه رُقَعاً مِثْلَ ما ضَمّدَ جَنْبَيْه الطَّحَلْ قال الجوهري قولُ من قال كلُّ صانع عند العرب إسْكافٌ غير معروف قال ابن بري وقول الأَعشى أَرَنْدَج إسْكاف خطا
( * هكذا بالأصل )
خطأٌ قال شمر سمعت ابن الفَقْعَسيّ يقول إنك لإسْكافٌ بهذا الأَمر أَي حاذِقٌ وأَنشد يصف بئراً حتى طَوَيْناها كَطَيِّ الإسْكافْ قال والإسْكافُ الحاذِقُ قال ويقال رجل إسْكافٌ وأُسْكُوف للخَفّاف
( سكك ) السَّكَكُ الصَّمَمُ وقيل السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها بالرأْس وقِلََّة إشرافها وقيل قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء وقيل هو صِغر فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ وقد وصف به الصَّمَمُ يكون ذلك في الآدميين وغيرهم وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ قال الراجز ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ يعني البراغيث وأَفرده على إرادة الجنس والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك القطا ابن الأَعرابي يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها وسَكَّاءُ لأَنه لا أُذن لها وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ وأَنشد حَذَّاءُ مُدْبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَةً للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ وقوله إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ مثلُ النِّعامِ والنعامُ صُكُّ سُكٌّ أَي صُمُّ الليث يقال ظليم أَسَكُّ لأنه لا يسمع قال زهير أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ
( * وروي في ديوان زهير أصكّ بدل أسكُّ )
واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ ويقال ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه أَي ما دَخَلَ وأُذن سَكَّاء أي صغيرة وحكى ابن الأَعرابي رجل سُكاكة لصغير الأُذن قال والمعروف أَسَكّ ابن سيده والسُّكاكة الصغير الأذنين أَنشد ابن الأَعرابي يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ ويقال كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ فالسَّكَّاء التي لا أُذن لها والشَّرْفاء التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة ويقال سَكَّة يَسُكّه إذا اصطَلم أُذنيه وفي الحديث أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت ومنه قول النابغة الذبياني أَتاني أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ وقال عَبيدُ بن الأَبرص دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم يا لَهْفَ نفْسيَ لو يَدْعُو بني أَسَدِ وفي حديث الخُدْرِي أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم أَكن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الذهبُ بالذهب أَي صَمَّتا والاسْتِكاكُ الصَّمَمُ وذهاب السمع وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً فاسْتَكَّ سَدَّه فانسَدَّ وطريق سُكُّ ضَيِّق مُنْسَدّ عن اللحياني وبئر سَكٌّ وسُكُّ ضيقة الخرق وقيل الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى آخرها أَنشد ابن الأَعرابي ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي ؟ وجمعها سِكَاكٌ وبئر سَكُوك كَسُكٍّ