كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً أَقام قال كثيِّر عزة وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ الأَخيرة اسم للجمع وقيل جمع على قول الأَخفش وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب وهم سُكّان فلان والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى وقال اللحياني والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار يقال لك فيها سَكَنٌ أَي سُكْنَى والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن المنزل والبيت الأخيرة نادرة وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ بالفتح والسَّكْنُ أَهل الدار اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ قال سَلامة بن جَنْدَل ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بري أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر وقوله فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم والسَّكْنُ جمع ساكن كصَحْب وصاحب وفي حديث يأْجوج ومأْجوج حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت وقال اللحياني السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة يقال تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا والسَّكَنُ كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ومنه قوله تعالى جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً والسَّكَنُ المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها والسَّكَنُ الساكِنُ قال الراجز لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه وهو بفتح السين والكاف الليث السَّكْنُ السُّكّانُ والسُّكْنُ أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء قال والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت الواحد ساكِنٌ وفي حديث الدجال السُّكْنُ القُوتُ وفي حديث المهدي حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته وهو بمنزلة النُّزْل وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه والأَسْكانُ الأَقْواتُ وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً ويقال مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ قال والسُّكْنُ المَسْكَن يقال لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد وسُكْنى المرأَة المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه يقال لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه وسُكّانُ الدَّارِ هُمُ الجنّ المقيمون بها وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح الجن والسَّكَنُ بالتحريك النار قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وهو النار والتَّسْكين أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ وهو الحمار الخفيف السريع والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة قال والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه والسُّكَيْنُ الحمار الوحشي قال أَبو دُواد دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة الوَدَاعة والوَقار وقوله عز وجل فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ قال الزجاج معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم قال ابن سيده قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء وقيل إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل وقيل إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان قال الحسن جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه الفراء من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة وفي حديث قَيْلَةَ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ يقال رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ وروي عن ابن مسعود أَنه قال السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم وقيل أَراد بها ههنا الرحمة وفي الحديث نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة وقال شمر قال بعضهم السَّكِينة الرحمة وقيل هي الطمأْنينة وقيل هي النصر وقيل هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان وقوله تعالى فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم وتقول للوَقُور عليه السُّكون والسَّكِينة أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي

الصفحة 2053