كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى نَعامٌ فاق في بَلَدٍ قِفارِ قال ابن بري وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ كِرامٍ وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن بَشِير بن الماحُوز
( * قوله « الماحوز » هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة وفي عدة مواضع من ياقوت بالعكس ) المازني قال ابن بري وسِلَّى أَيضاً اسم الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس وقيل شُمَيس بن طَرود بن قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة قال الشاعر وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ قال ابن بري حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم وفيهم يقول الشاعر وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول
( * هذا البيت للسَّموأل بن عادياء وهو في حماسة أبي تمَّام وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ )
يريد عامرَ بن صَعْصَعة وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة قال وفي قُضاعة سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن بن الجَرْم بن قُضاعة قال وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة قال وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني سَلُولَ لأَنها أُمُّهم وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي مريم السَّلُولي وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأَيت في حاشية وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق
( سلم ) السَّلامُ والسَّلامَة ُ البراءة تَسَلَّمَ منه تَبَرَّأَ وقال ابن الأَعرابي السَّلامة العافية السَّلامة ُ شجرة وقوله تعالى { وإِذا خاطَبَهُمُ الجاهلون قالوا سَلاماً } ِ معناه تَسَلُّماً وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شر وليس السَّلام المُسْتَعْمَل في التحيَّة لأَن لآية مكية ولم يُؤْمَرِ المسلمون يومئذ أَن يُسَلِّمُوا على المشركين ; هذا كله قول سيبويه وزعم أَن أَبا ربيعة كان يقول إِذا لقيتَ فلاناً فقل سَلاماً أَي تَسَلُّماً قال ومنهم من يقول سَلامٌ أَي أَمري وأَمرك المبارأَة والمُتاركة قال ابن عرفة قالوا سَلاماً أَي قالوا قولاً يَتسَلّمون فيه ليس فيه تَعدَ ولا مَأْثم وكانت العرب في الجاهلية يُحَيُّون بأَن يقول أَحدهم لصاحبه أَنْعِمْ صباحاً وأَبَيْتَ اللَّعْنَ ويقولون سَلامٌ عليكم فكأَنه علامة المُسالَمَة ِ وأَنه لا حَرْب هنالك ثم جاء اللَّه بالإِسلام فقصروا على السلام وأُمروا بإِفْشائِهِ ; قال أَبو منصور نَتَسَلَّمُ منكم سلاماً ولا نُجاهلكم وقيل قالوا سَلاماً أَي سَداداً من القول وقَصْداً لا لَغْو فيه وقوله قالوا سَلاماً قال أَي سَلِّمُوا سَلاماً وقال سَلامٌ أَي أَمري سَلامٌ لا أُريد غير السَّلامَة ِ وقرئت الأَخيرة قال سِلْمٌ قال الفراء سِلْمٌ سَلامٌ واحد ; وقال الزجاج الأَول منصوب على سَلِّموا سَلاماً والثاني مرفوع على معنى أَمْري سَلامٌ وقوله عزّ وجلّ { سَلامٌ هي حتى مَطْلَعِ الفَجْر } ِ أَي لا دار فيها ولا يستطيع الشيطان أَن يصنع فيها شيئاً وقد يجوز أَن يكون السَّلامُ جمع سَلامة السَّلامُ التحية ; وقال ابن قتيبة يجوز أَن يكون السلامُ السَّلامَة ُ لغتين كاللَّذاذِ واللَّذاذَة ِ ; وأَنشد تُحَيِّي بالسَّلامَة ِ أُمُّ بَكْرٍ وهَلْ لَكِ بعد قَومِكِ من سَلامِ قال ويجوز أَن يكون السَّلامُ جَمع سَلامَة ٍ وقال أَبو الهيثم السَّلامُ والتحية معناهما واحد ومعناهما السَّلامَة ُ من جميع الآفات الجوهري السِّلْمُ بالكسر السَّلامُ وقال وقَفْنا فَقْلْنا إِيه سِلْمٌ فسَلَّمَتْ فما كان إِلاَّ وَمْؤُها بالحواجِبِ قال ابن بري والذي رواه القَنانيّ فقلنا السلام فاتَّقَتْ من أَسيرِها وما كان إِلاَّ وَمْؤها بالحَواجِبِ وفي حديث التَّسْلِيم قل السَّلامُ عليك فإِن عليك السَّلامُ تحيَّة المَوْتَى ; قال هذه إِشارة إِلى ما جَرَتْ به عادتهم في المَراثي كانوا يقدّمون ضمير الميت على الدعاء له كقوله عليك سَلامٌ من أَميرٍ وبارَكَتْ يَدُ اللَّهِ في ذاك الأَدِيمِ المُمَزَّقِ وكقول الآخر عليك سَلامُ اللَّهِ قَيْسَ بن عاصِمٍ ورَحْمَتُهُ ما شَاءَ أَن يَتَرَحَّما قال وإِنما فعلوا ذلك لأَن المُسَلِّمَ على القوم يَتَوَقَّعُ الجواب وأَن يقال له عليك السَّلام فلما كان الميت لا يُتَوَقَّعُ منه جواب جعلوا السلام عليه كالجواب وقيل أَراد بالمَوْتى كفَّار الجاهلية وهذا في الدعاء بالخير والمدح وأَما الشر والذَّم فيقدم الضمير كقوله تعالى { وإِنَّ عليك لَعْنَتي } وكقوله { عليهم دائرة السَّوْءِ }
والسُّنَّة لا تختلف في تحية الأَموات والأَحْياء ويشهد له الحديث الصحيح أَنه كان إِذا دخل القبور قال سَلامٌ عليكم دارَ قَومٍ مؤمنين التَّسْلِيمُ مشتق من السَّلام اسم اللَّه تعالى لسلامته من العيب والنقص

الصفحة 2077