كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وقيل معناه أَن اللَّه مُطَّلِعٌ عليكم فلا تَغْفُلوا وقيل معناه اسم السَّلامِ عليكَ إِذ كان اسماللَّه تعالى يُذْكَرُ على الأَعمال تَوَقُّعاً لاجتماع معاني الخيرات فيه وانتفاء عَوارض الفساد عنه وقيل معناه سَلِمْتَ مني فاجعلني أَسْلَمُ منك من السَّلامة بمعنى السَّلام ويقال السَّلامُ عليكم سَلامٌ عليكم سَلامٌ بحذف عليكم ولم يرد في القرآن غالباً إِلاَّ مُنَكَّراً كقوله تعالى { سَلامٌ عليكم بما صَبَرْتُمْ } فأَمَّا في تشَهُّدِ الصلاة فيقال فيه مُعَرَّفاً ومُنَكَّراً والظاهر الأَكثر من مذهب الشافعي أَنه اختار التنكير قال وأَما في السَّلام الذي يَخْرُجُ به من الصلاة فروى الربيعُ عنه أَنه قال لا يكفيه إِلاَّ مُعَرَّفاً فإِنه قال أَقَلُّ ما يكفيه أَن يقول السَّلامُ عليكم فإِن نقص من هذا حرفاً عاد فسَلَّمَ ووجهه أَن يكون أَراد بالسَّلام اسم اللَّه فلم يجز حذف الأَلف واللام منه وكانوا يستحسنون أَن يقولوا في الأَوّل سلامٌ عليكم وفي الآخِر السَّلام عليكم وتكون الأَلف واللام للعَهْدِ يعني السَّلام الأَول وفي حديث عِمْرانَ بن حُصَيْنٍ كان يُسَلَّمُ عليَّ حتى اكْتَوَيْتُ يعني أَن الملائكة كانت تُسلِّمُ عليه فلما اكتوى بسبب مرضه تركوا السَّلامَ عليه لأَن الكَيَّ يَقْدَحُ في التَّوَكُّلِ التَّسْلِيمِ إِلى اللَّه والصبر على ما يُبْتَلى به العبدُ وطلبِ الشفاء من عنده وليس ذلك قادحاً في جواز الكَيِّ ولكنه قادح في التَّوَكُّلِ وهي درجة عالية وراء مباشرة الأسباب السَّلامُ السَّلامة ُ السَّلامُ اللَّه عزّ وجلّ اسم من أَسمائه لسَلامته من النقص والعيب والفناء ; حكاه ابن قُتيْبَة َ وقيل معناه أَنه سَلِمَ مما يَلْحَق الغير من آفات الغِيَر والفناء وأَنه الباقي الدائم الذي تَفْنى الخلق ولا يَفْنى وهو على كل شيء قدير السَّلامُ في الأَصل السَّلامة ُ يقال سَلِمَ يَسْلَمُ سَلاماً سَلامة ً ومنه قيل للجنة دار السَّلام لأَنها دار السَّلامة ِ من الآفات وروى يحيى بن جابر أَن أَبا بكر قال السَّلامُ أَمانُ اللَّهِ في الأَرض وقوله تعالى { لهم دار السلامِ عند ربهم } ; قال بعضهم السَّلامُ ههنا اللَّه ودليله { السَّلامُ المؤْمن المهيمن } ; وقال الزجاج سُمِّيَتْ دارَ السَّلامِ لأَنها دارُ السلامَة الدائمة التي لا تنقَطع ولا تَفْنى وهي دار السَّلامة ِ من الموت والهَرَمِ والأَسْقام ; وقال أَبو إِسحق أَي للمؤمنين دار السَّلام وقال دارُ السَّلامِ الجنة ُ لأَنها دارُ اللَّه عزّ وجلّ فأُضيفت إِليه تفخيماً لها كما قيل للخليفة عبد اللَّه ; وقد سَلَّمَ عليه وتقول سَلِمَ فلانٌ من الآفات سَلامَة ً سَلَّمَه اللَّه منها وفي الحديث ثلاثة كلُّهم ضامن على اللَّه أَحَدُهم من يَدْخُل بيته بسلامٍ قال ابن الأَثير أَراد أَن يلزم بيته طالباً للسلامة من الفِتَنِ ورغبة في العُزْلَة ِ وقيل أَراد أَنه إِذا دخل سَلَّمَ قال والأَول الوجه سَلِمَ من الأَمر سَلامة ً نَجا وقوله عزّ وجلّ { والسَّلامُ على من اتَّبعَ الهُدى } ; معناه أَن من اتَّبَعَ هُدى اللَّه سَلِمَ من عذابه وسخطه والدليل على أَنه ليس بسَلامٍ أَنه ليس ابتداءً لقاء وخطاب السَّلامُ الاسم من التَّسْليم وقوله تعالى { فقُل سلامٌ عليكم كَتَبَ رَبُّكُمْ على نفسه الرَّحْمَة َ } الآية ; ذكر محمد بن يزيد أَن السَّلامَ في لغة العرب أَربعة أَشياء فمنها سَلَّمْتُ سَلاماً مصدر سَلَّمْتُ ومنها السَّلامُ جمع سَلامة ومنها السَّلامُ اسم من أَسماء اللَّه تعالى ومنها السلامُ شَجَرٌ ومعنى السَّلامُ الذي هو مصدر سَلَّمْتُ أَنه دعاء للإِنسان بأَن يَسْلَمَ من الآفات في دينه ونفسه وتأْويله التخليص قال وتأْويل السَّلام اسم اللَّه أَنه ذو السَّلامِ الذي يملك السلام أَي يخلص من المكروه ابن الأَعرابي السَّلام اللَّه السَّلامُ السلامة ُ السَّلامة ُ الدعاء ودارُ السَّلامِ دار اللَّه عزّ وجلّ السَّالِمُ في العَرُوض كل جزء يجوز فيه الزِّحافُ فَيَسْلَمُ منه كسلامة الجزء من القَبْض والكَفِّ وما أَشبهه ورجل سَلِيمٌ سَالِمٌ والجمع سُلَماءُ وقوله تعالى { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّه بقَلبٍ سَليمٍ " أَي سليم من الكفر وقال أَبو إِسحق في قوله عزّ وجلّ { ورجلاً سَلَماً لرجل } : وقرىء ورجلاً سالِماً لرجل فمن قرأَ سالماً فهو اسم الفاعل على سَلِم فهو سالِمٌ ومن قرأَ سِلْماً سَلْماً فهما مصدران وُصفَ بهما على معنى ورجلاً ذا سِلمٍ لرجل وذا سَلْمٍ لرجل والمعنى أَن من وحَّدَ اللَّه مثَلُه مَثَلُ السالم لرجل لا يَشْرَكُه فيه غيره ومَثَلُ الذي أَشرك اللَّه مَثَلُ صاحب الشُّرَكاء المتشاكسِينَ السلامُ البراءة من العُيوب في قول أُمَيَّة وقرىء ورجلاً سَلَماً قال ابن بري يعني قول أُمية سَلامَكَ رَبَّنا في كلِّ فَجرٍ بَرِيئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ الذُّموم العيوب أَي ما تَلْزَقُ بك ولا تنتسب إِليك سَلَّمَه اللَّه من الأَمر وقاه إِياه ابن بُزُرْج يقال كنت راعِيَإِبل فأَسْلَمْتُ عنها أَي تركتها وكل صنيعة أَو شيء تركته وقد كنت فيه فقد أَسْلَمْت عنه وقال ابن السِّكِّيت لا بِذي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا وللاثنين لا بِذي تَسْلَمانِ وللجماعة لا بِذِي تَسْلَمُونَ وللمؤنث لا بِذي تَسْلَمِينَ وللجماعة لا بِذي تَسْلَمْن والتأْويل لا واللَّه الذي يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا

الصفحة 2078