كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وسَمَّعَ بالرجل أَذاعَ عنه عَيْباً ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه وأَسمَعَ الناسَ إِياه قال الأَزهري ومن التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله صلى الله عليه وسلم مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به أَبو زيد شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً ونَدَّدْتُ به وسَمَّعْتُ به وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه وفي الحديث من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه وروي أَسامِعَ خَلْقِه فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالى ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ وقال الأَزهري من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَي فضَحَه ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه بالنصب كَسَّرَ سَمْعاً على أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل يوم القيامة وقيل أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه وقيل من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه وقيل من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه وأَن عمله لم يكن خالصاً وقيل يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه ومنه الحديث إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه ومنه الحديث قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان ؟ قال أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به ومن يُرائي يُرائي اللهُ به وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره هذه عن اللحياني وسَمَّعَ بفلان بالناس نَوَّه بذكره والسُّمْعةُ ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى وتقول فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به والتسْمِيعُ التشْنِيعُ وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ بالتخفيف الأَخيرة عن يعقوب أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ قال إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ ويروى كالذئب وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ المعترضةُ والمِفَنَّةُ التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب ويروى سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً بالضم وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما وقال اللحياني سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر وقوله أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب ورجل سِمْعٌ يُسْمَعُ وفي الدعاء اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً وسَمْعاً لا بَلْغاً وسِمْعٌ لا بِلْغٌ وسَمْعٌ لا بَلْغ معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ وقيل معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ وقيل يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ الكسائي إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال سِمْعٌ ولا بِلْغ وسَمْع لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها طُولُها وعَرْضها قال أَبو عبيد ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء وحكى ابن الأَعرابي أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو وفي حديث قَيْلة أَن أُختها قالت الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها وفي النهاية لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض وبصرها يقال خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه لأَنه لا يقع على الطريق وقيل أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالى واسأَل القريةَ أَي أَهلها ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو أَلقى نفسه بين سمع الأَرض وبصرها وقال أَبو عبيد معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها أَن الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ ليس أَن الأَرض لها سَمْع ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها بالرجل الذي صَحِبها وقال الزمخشري هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها والبكْريّ الذي تَصْحَبُه قال ابن السكيت يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد وسَمِعَ له أَطاعه وفي الخبر أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم له والمِسمَع موضع العُروة من المَزادة وقيل هو ما جاوز خَرْتَ العُروة وقيل المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ يجعل فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو قال عبد الله بن أَوفى

الصفحة 2097