كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وبارحاتٍ لم تحر تبرح بطير تخبيب ولا تبرح قال شمر رواه ابن الأَعرابي تَسْنَحُ قال والسُّنْحُ اليُمْنُ والبَرَكَةُ وأَنشد أَبو زيد أَقول والطيرُ لنا سانِحٌ يَجْرِي لنا أَيْمَنُه بالسُّعُود قال أَبو مالك السَّانِحُ يُتبرك به والبارِحُ يُتشَاءَمُ به وقج تشاءم زهير بالسانح فقال جَرَتْ سُنُحاً فقلتُ لها أَجِيزي نَوًى مَشْمولةً فمتَى اللِّقاءُ ؟ مشمولة أَي شاملة وقيل مشمولة أُخِذَ بها ذاتَ الشِّمالِ والسُّنُحُ الظباء المَيامِين والسُّنُح الظباء المَشائيمُ والعرب تختلف في العِيافَةِ فمنهم من يَتَيَمَّنُ بالسانح ويتشاءم بالبارح وأَنشد الليث جَرَتْ لكَ فيها السانِحاتُ بأَسْعَد وفي المثل مَنْ لي بالسَّانِحِ بعد البارِحِ وسَنَحَ وسانَحَ بمعنًى وأَورد بيت الأعشى جَرَتْ لهما طيرُ السِّناحِ بأَشْأَمِ ومنهم من يخالف ذلك والجمع سَوانحُ والسَّنيحُ كالسانح قال جَرَى يومَ رُحْنا عامِدينَ لأَرْضِها سَنِيحٌ فقال القومُ مَرَّ سَنيحُ والجمع سُنُحٌ قال أَبِالسُّنُحِ الأَيامِنِ أَم بنَحْسٍ تَمُرُّ به البَوارِحُ حين تَجْرِي ؟ قال ابن بري العرب تختلف في العيافة يعني في التَّيَمُّنِ بالسانح والتشاؤم بالبارح فأَهل نجد يتيمنونَ بالسانح كقول ذي الرمة وهو نَجْدِيٌّ خَلِيلَيَّ لا لاقَيْتُما ما حَيِيتُما من الطيرِ إِلاَّ السَّانحاتِ وأَسْعَدا وقال النابغة وهو نجدي فتشاءم بالبارح زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غَداً وبذاكَ تَنْعابُ الغُرابِ الأَسْوَدِ وقال كثير وهو حجازي ممن يتشاءم بالسانح أَقول إِذا ما الطيرُ مَرَّتْ مُخِيفَةً سَوانِحُها تَجْري ولا أَسْتَثيرُها فهذا هو الأَصل ثم قد يستعمل النجدي لغة الحجازي فمن ذلك قول عمرو بن قميئة وهو نجدي فبِيني على طَيرٍ سَنِيحٍ نُحوسُه وأَشْأَمُ طيرِ الزاجِرينَ سَنِيحُها وسَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحاً وسُنْحاً وسُنُحاً وسَنَحَ لي الظبيُ يَسْنَحُ سُنُوحاً إِذا مَرَّ من مَياسرك إِلى ميَامنك حكى الأَزهري قال كانت في الجاهلية امرأَة تقوم بسُوقِ عُطاظَ فتنشدُ الأَقوالَ وتَضربُ الأَمثالَ وتُخْجِلُ الرجالَ فانتدب لها رجل فقال المرأَة ما قالت فأَجابها الرجل أَسْكَتَاكِ جامِحٌ ورامِحُ كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحُ
( * قوله « أسكتاك إلخ » هكذا في الأصل )
فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ وسَنَح لي رأْيٌ وشِعْرٌ يَسْنَحُ عرض لي أَو تيسر وفي حديث عائشة واعتراضها بين يديه في الصلاة قالت أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه أَي أَكره أَن أَستقبله بيديَّ في صلاته مِن سَنَحَ لي الشيءُ إِذا عرض وفي حديث أَبي بكر قال لأُسامة أَغِرْ عليه غارةً سَنْحاءَ مِن سَنَحَ له الرأْيُ إِذا اعترضه قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية والمعروف سَحَّاء وقد ذكر في موضعه ابن السكيت يقال سَنَحَ له سانحٌ فَسَنَحه عما أَراد أَي رَدَّه وصرفه وسَنَحَ بالرجل وعليه أَخرجه أَو أَصابه بشرّ وسَنَحْتُ بكذا أَي عَرَّضْتُ ولَحَنْتُ قال سَوَّارُ بن المُضَرّب وحاجةٍ دونَ أُخْرَى قد سَنَحْتُ لها جعلتها للتي أَخْفَيتْتُ عُنْوانا والسَّنِيحُ الخَيْطُ الذي ينظم فيه الدرُّ قبل أَن ينظم فيه الدر فإِذا نظم فهو عِقْد وجمعه سُنُح اللحياني خَلِّ عن سُنُحِ الطريق وسُجُح الطريق بمعنى واحد الأَزهري وقال بعضهم السَّنِيحُ الدُّرُّ والحَلْيُ قال أَبو داود يذكر نساء وتَغَالَيْنَ بالسَّنِيحِ ولا يَسْ أَلْنَ غِبَّ الصَّباحِ ما الأَخبارُ ؟ وفي النوادر يقال اسْتَسْنَحْته عن كذا وتَسَنَّحْته واستنحسته عن كذا وتَنَحَّسْته بمعنى استفحصته ابن الأَثير وفي حديث عليّ سَنَحْنَحُ الليل كأَني جِنِّي
( * قوله « سنحنح إلخ » هو والسمعمع مما كرر عينه ولامه معاً وهما من سنح وسمع فالسنحنح العرّيض الذي يسنح كثيراً وأَضافه إِلى الليل على معنى أَنه يكثر السنوح فيه لأَعدائه والتعرّض لهم لجلادته كذا بهامش النهاية )
أَي لا أَنام الليل أَبداً فأَنا متيقظ ويروى سَمَعْمَعُ وسيأْتي ذكره في موضعه وفي حديث أَبي بكر كان منزلُه بالسُّنُح بضم السين قيل هو موضع بعوالي المدينة في منازل بني الحرث بن الخَزْرَج وقد سَمَّتْ سُنَيْحاً وسِنْحاناً
( سنحف ) السَّنْحَفُ العظيمُ الطويلُ وفي حديث عبد الملك إنَّك لَسِنَّحْفٌ أَي عظيم طويل والسِّنْحافُ مثله قال ابن الأَثير هكذا ذكره الهروي في السين

الصفحة 2113