كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

سنَوْتُ حتى اشتكَيْتُ صدري وفي حديث العزل إنَّ لي جاريةً هي خادِمُنا وسانِيَتُنا في النخل كأَنها كانت تسقي لهم نخْلَهُم عِوَضَ البعير والمَسْنَوِيَّةُ البئرُ التي يُسْنى منها واسْتَنى لنفسِه والسحاب يَسْنُو المطر وسنَتِ السحابةُ بالمطر تسْنُو وتَسْني وأَرضٌ مسْنُوَّةٌ ومَسْنِيَّةٌ مَسْقِيَّة ولم يعرف سيبويه سَنيْتُها وأَما مَسْنِيَّةٌ عنده فعلى يَسْنوها وإنما قلبوا الواوَ ياء لخِفَّتِها وقُرْبِها من الطَّرَف وشُبِّهَت بمَسْنِيٍّ كما جعلوا عَظاءةً بمنزلة عَظاءٍ وساناه راضاه أَبو عمرو سانَيْتُ الرجلَ راضيْتُه وداريته وأَحسنت معاشرته ومنه قول لبيد وسانيْتُ مِنْ ذي بَهْجةٍ ورَقَيْتُه عليه السُّموطُ عائصٍ مُتَعصِّب وأَنشد الجوهري هذا البيت عابسٍ مُتعصِّب قال ابن بري قال ابن القطاع مُتعصب بالتاج وقيل يُعَصَّب برأْسِه أَمرُ الرَّعِيَّةِ قال والذي رواه ابن السكيت في الأَلفاظ في بابالمُساهَلة مُتَفضِّب قال وكذلك أَنشده أَبو عبيد في باب المُداراةِ والمُساناةُ الملاينةُ في المُطالَبة والمُساناةُ المُصانَعَة وهي المُداراة وكذلك المُصاداة والمُداجاةُ الفراء يقال أَخذتُه بسِنايَته وصِنايَتِه أَي أَخذه كلَّه والسُّنَةُ إذا قُلْته بالهاء وجعَلْت نقصانَه الواو فهو من هذا الباب تقول أَسْنَى القومُ يُسْنُونَ إسْناءً إذا لَبِثوا في موضعٍ سنَةً وأَسْنَتُوا إذا أَصابتهم الجُدوبةُ تُقلب الواوُ تاءً للفرق بينهما وقال المازني هذا شاذٌّ لا يقاس عليه وقيل التاءُ في أَسْنَتُوا بدلٌ من الياء التي كانت في الأَصل واواً ليكونَ الفِعْلُ رُباعِيّاً والسُّنَةُ من الزَّمَن من الواو ومن الهاء وتصريفها مذكور في حرف الهاء والجمع سَنَواتٌ وسِنُونَ وسَنَهاتٌ وسِنُونَ مذكور في الهاء وتعليلُ جمعِها بالواو والنونِ هناك وأَصابتهم السَّنَةُ يَعْنُونَ به السَّنَة المُجْدِبة وعلى هذا قالوا أَسْنَتُوا فأَبدَلوا التاءَ من الياءِ التي أَصلُها الواوُ ولا يُستعمل ذلك إلا في الجَدْبِ وضِدِّ الخِصْب وأَرضٌسَنَةٌ مُجْدِبةٌ على التشبيه بالسَّنَةِ من الزمان وجمعُها سِنُونَ وحكى اللحياني أَرضٌ سِنُونَ كأَنهم جعلوا كلّ جزءٍ منها أَرضاً سَنَةً ثم جمعُوه على هذا وأَسْنَى القومُ أَتَى عليهم العامُ وساناهُ مُساناةً وسِناءً استأْجَرَه السَّنَة وعامَلَه مُساناةً واستأْجره مُساناةً كقوله مُسانَهَةً التهذيب المُساناةُ المُسانَهةُ وهو الأَجَلُ إلى سَنَةٍ وأَصابتهم السَّنَة السَّنْواءُ الشدىدةُ وأَرضٌ سَنْهاءُ وسَنواءُ إذا أَصابتها السَّنَةُ والسَّنا نبتٌ يُتَداوي به قال ابن سيده والسَّنا والسَّناءُ نبتٌ يُكتَحَلُ به يمدُّ ويقصر واحدته سَناةٌ وسَناءَةٌ الأَخيرة قِياسٌ لا سَماع وقول النابغة الجعدي كأَنَّ تَبَسُّمَها مَوْهِناً سَنا المِسْكِ حينَ تُحِسُّ النُّعامى قال يجوز أَن يكون السَّنا ههنا هذا النَّباتَ كأَنه خالط المسك ويجوز أَن يكون من السَّنا الذي هو الضَّوْءُ لأَنَّ الفَوْحَ انْتِشارٌ أَيضاً وهذا كما قالوا سَطَعَت رائِحتُه أَي فاحَت ويروى كأَنَّ تَنَسُّمَها وهو الصحيح وقالت أَبو حنيفة السَّنا شُجَيْرَةٌ من الأَغْلاث تُخْلَط بالحِنَّاء فتكونُ شِباباً له وتُقَوِّي لَوْنَه وتُسَوِّدُه وله حمل أَبيضُ إذا يَبِس فحركَتْه الريحُ سَمِعْتَ له زَجَلاً قال حميد بن ثور صَوْتُ السَّنا هَبَّتْ به عُلْوِيَّةٌ هَزَّتْ أَعالِيَهُ بِسَهْبٍ مُقْفِرِ وتَثْنِيَتُه سَنَيانِ ويقال سَنَوانِ وفي الحديث عليكم بالسَّنا والسَّنُّوتِ وهو مقصور هو هذا النَّبْتُ وبعضهم يرويه بالمد وقال ابن الأَعرابي السَّنُّوتُ العَسل والسَّنُّوت الكمُّون والسَّنُّوتُ الشِّبِثُّ قال أَبو منصور وهو السَّنُّوت بفتح السين وفي الحديث عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بثياب فيها خَمِيصة سَوْداء فقال ائْتُوني بأُمِّ خالدٍ قالت فأُتِيَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم محمولةً وأَنا صغيرَةٌ فأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ ثم أَلْبَسَنِيها ثم قال أَبْلي وأَخْلِقِي ثم نَظَر إلى عَلمٍ فيها أَصْفَرَ وأَخْضَرَ فجعل يقول يا أمَّ خالدٍ سَنا سَنا قيل سَنا بالحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ وهي لغةٌ وتُخَفَّفُ نونُها وتشددُ وفي رواية سَنَهْ سَنَهْ وفي رواية أُخرى سَناهْ سَناهْ مخفَّفاً ومشدَّداً فيهما وقول العجاج يصف شبابه بعدما كَبِرَ وأَصْباهُ النِّساءُ وقَدْ يُسامِي جِنَّهُنَّ جِنِّي في غَيْطَلاتٍ من دُجى الدُّجُنِّ بمَنطقٍ لوْ أَنَّني أُسَنِّي حَيَّاتِ هَضْبٍ جِئْن أَوْ لوَ انِّي أَرْقِي به الأَرْوِي دَنَوْنَ منِّي مُلاوَةٌ مُلِّيتُها كأَنِّي ضارِبُ صَنْجَيْ نَشْوَةٍ مُغَنِّي شَرْبٍ بِبَيْسانَ من الأُرْدُنِّ بَيْنَ خَوابي قَرْقَفٍ ودَنِّ قوله لو أَنَّني أُسَنِّي أَي أَستَخْرج الحيَّات فأَرْقِيها وأَرفُقُ بها حتى تخرج إليَّ يقال سَنَّيْتُ وسانيْتُ وسَنَيْتُ البابَ وسَنَوْته إذا فتحته والمُسَنَّاة ضَفيرةٌ تُبْنى للسيل لترُدَّ الماء سُمّيت مُسَنَّاةً لأَن فيها مفاتحَ للماء بقدر ما تحتاج إليه مما لا يَغْلِب مأْخوذٌ من قولك سَنَّيْت الشيءَ والأَمر إذا فَتَحْت وجهه ابن الأَعرابي تَسَنَّى الرجلُ إذا تسَهَّل في أُموره قال الشاعر وقد تَسَنَّيْتُ له كلجَ التسَنِّي وكذلك تَسَنَّيْتُ فلاناً إذا تَرَضَّيْته

الصفحة 2130