كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

وماءٌ مَسْوَدَةٌ يأْخذ عليه السُّوادُ وقد سادَ يسودُ شرب المَسْوَدَةَ وسَوَّدَ الإِبل تسويداً إِذا دَقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَر فداوى به أَدْبارَها يعني جمع دَبَر عن أَبي عبيد والسُّودَدُ الشرف معروف وقد يُهْمَز وتُضم الدال طائية الأَزهري السُّؤدُدُ بضم الدال الأُولى لغة طيء وقد سادهم سُوداً وسُودُداً وسِيادةً وسَيْدُودة واستادهم كسادهم وسوَّدهم هو والمسُودُ الذي ساده غيره والمُسَوَّدُ السَّيّدُ وفي حديث قيس بن عاصم اتقوا الله وسَوِّدوا أَكبَرَكم وفي حديث ابن عمر ما رأَيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَ من معاوية قيل ولا عُمَر ؟ قال كان عمر خيراً منه وكان هو أَسودَ من عمر قيل أَراد أَسخى وأَعطى للمال وقيل أَحلم منه قال والسَّيِّدُ يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومُحْتَمِل أَذى قومه والزوج والرئيس والمقدَّم وأَصله من سادَ يَسُودُ فهو سَيْوِد فقلبت الواو ياءً لأَجل الياءِ الساكنة قبلها ثم أُدغمت وفي الحديث لا تقولوا للمنافق سَيِّداً فهو إِن كان سَيِّدَكم وهو منافق فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك أَبو زيد اسْتادَ القومُ اسْتِياداً إِذا قتلوا سيدهم أَو خطبوا إِليه ابن الأَعرابي استاد فلان في بني فلان إِذا تزوّج سيدة من عقائلهم واستاد القوم بني فلان قتلوا سيدهم أَو أَسروه أَو خطبوا إِليه واستادَ القومَ واستاد فيهم خطب فيهم سيدة قال تَمنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهةُ كاسْمِها لِيَسْتادَ مِنا أَن شَتَوْنا لَيالِيا أَي أَراد يتزوجُ منا سيدة لأَن أَصابتنا سنة وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه تَفَقَّهوا قبل أَن تُسَوَّدوا قال شَمِر معناه تعلَّموا الفقه قبل أَن تُزَوَّجوا فتصيروا أَرباب بيوت فَتُشْغَلوا بالزواج عن العلم من قولهم استاد الرجلُ يقول إِذا تَزوّج في سادة وقال أَبو عبيد يقول تعلموا العلم ما دمتم صِغاراً قبل أَن تصيروا سادَةً رُؤَساءَ منظوراً إِليهم فإِن لم تَعَلَّموا قبل ذلك استحيتم أَن تَعَلَّموا بعد الكبر فبقِيتم جُهَّالاً تأْخذونه من الأَصاغر فيزري ذلك بكم وهذا شبيه بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لا يزال الناس بخير ما أَخذوا العلم عن أَكابرهم فإِذا أَتاهم من أَصاغرهم فقد هلكوا والأَكابر أَوْفَرُ الأَسنان والأَصاغرُ الأَحْداث وقيل الأَكابر أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأَصاغر مَنْ بَعْدَهم من التابعين وقيل الأَكابر أَهل السنة والأَصاغر أَهل البدع قال أَبو عبيد ولا أُرى عبدالله أَراد إِلا هذا والسَّيِّدُ الرئيس وقال كُراع وجمعه سادةٌ ونظَّره بقَيِّم وقامة وعَيِّل وعالةٍ قال ابن سيده وعندي أَن سادةً جمع سائد على ما يكثر في هذا النحو وأَما قامةٌ وعالةٌ فجمْع قائم وعائل لا جمعُ قَيِّمٍ وعيِّلٍ كما زعم هو وذلك لأَنَّ فَعِلاً لا يُجْمَع على فَعَلةٍ إِنما بابه الواو والنون وربما كُسِّر منه شيء على غير فَعَلة كأَموات وأَهْوِناء واستعمل بعض الشعراء السيد للجن فقال جِنٌّ هَتَفْنَ بليلٍ يَنْدُبْنَ سَيِّدَهُنَّهْ قال الأَخفش هذا البيت معروف من شعر العرب وزعم بعضهم أَنه من شعر الوليد والذي زعم ذلك أَيضاً
( * بياض بالأصل المعول عليه قبل ابن شميل بقدر ثلاث كلمات ) ابن شميل السيد الذي فاق غيره بالعقل والمال والدفع والنفع المعطي ماله في حقوقه المعين بنفسه فذلك السيد وقال عكرمة السيد الذي لا يغلبه غَضَبه وقال قتادة هو العابد الوَرِع الحليم وقال أَبو خيرة سمي سيداً لأَنه يسود سواد الناس أَي عُظْمهم الأَصمعي العرب تقول السيد كل مَقْهور مَغْمُور بحلمه وقيل السيد الكريم وروى مطرّف عن أَبيه قال جاءَ رجل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَنت سيد قريش ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم السيدُ الله فقال أَنت أَفضلُها قولاً وأَعْظَمُها فيها طَوْلاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم لِيَقُلْ أَحدكم بقوله ولا يَسْتَجْرِئَنَّكُم معناهُ هو الله الذي يَحِقُّ له السيادة قال أَبو منصور كره النبي صلى الله عليه وسلم أَن يُمْدَحَ في وجهه وأَحَبَّ التَّواضع لله تعالى وجَعَلَ السيادة للذي ساد الخلق أَجمعين وليس هذا بمخالف لقوله لسعد بن معاذ حين قال لقومه الأَنصار قوموا إِلى سيدكم أَراد أَنه أَفضلكم رجلاً وأَكرمكم وأَما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه أَنه مالك الخلق والخلق كلهم عبيده وكذلك قوله أَنا سيّدُ ولد آدم يوم القيامة ولا فَخْرَ أَراد أَنه أَوَّل شفيع وأَول من يُفتح له باب الجنة قال ذلك إِخباراً عما أَكرمه الله به من الفضل والسودد وتحدُّثاً بنعمة الله عنده وإِعلاماً منه ليكون إِيمانهم به على حَسَبهِ ومُوجَبهِ ولهذا أَتبعه بقوله ولا فخر أَي أَن هذه الفضيلة التي نلتها كرامة من الله لم أَنلها من قبل نفسي ولا بلغتها بقوَّتي فليس لي أَن أَفْتَخِرَ بها وقيل في معنى قوله لهم لما قالوا له أَنت سَيِّدُنا قولوا بِقَوْلِكُم أَي ادْعوني نبياً ورسولاً كما سماني الله ولا تُسَمُّوني سَيِّداً كما تُسَمُّونَ رؤُساءكم فإِني لست كأَحدهم ممن يسودكم في أَسباب الدنيا وفي الحديث يا رسولَ الله مَنِ السيِّد ؟

الصفحة 2144