كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

عَمِلَ عَمَلاً إِلاَّ سَارَ في قلبه سَوُْرَتانِ وسارَ الشَّرَابُ في رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً على الأَصل دار وارتفع والسَّوَّارُ الذي تَسُورُ الخمر في رأْسه سريعاً كأَنه هو الذي يسور قال الأَخطل وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَني لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ وروي ولا فيها بِسَأْآرِ بوزن سَعَّارِ بالهمز أَي لا يُسْئِرُ في الإِناء سُؤْراً بل يَشْتَفُّه كُلَّه وهو مذكور في موضعه وقوله أَنشده ثعلب أُحِبُّهُ حُبّاً له سُوَّارى كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَى فسره فقال له سُوَّارَى أَي له ارتفاعٌ ومعنى كما تحب فرخها الحبارى أَنها فيها رُعُونَةٌ فمتى أَحبت ولدها أَفرطت في الرعونة والسَّوْرَةُ البَرْدُ الشديد وسَوْرَةُ المَجْد أَثَرُه وعلامته ارتفاعه وقال النابغة ولآلِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ في المَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ وسارَ يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً وَثَبَ وثارَ قال الأَخطل يصف خمراً لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ ومِبْزَلِهمْ سَارَتْ إِليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاري وساوَرَهُ مُساوَرَةٌ وسِوَاراً واثبه قال أَبو كبير ذو عيث يسر إِذ كان شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ والإِنسانُ يُساوِرُ إِنساناً إِذا تناول رأْسه وفلانٌ ذو سَوْرَةٍ في الحرب أَي ذو نظر سديد والسَّوَّارُ من الكلاب الذي يأْخذ بالرأْس والسَّوَّارُ الذي يواثب نديمه إِذا شرب والسَّوْرَةُ الوَثْبَةُ وقد سُرْتُ إِليه أَي وثَبْتُ إِليه ويقال إِن لغضبه لسَوْرَةً وهو سَوَّارٌ أَي وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ وفي حديث عمر فكِدْتُ أُساوِرُه في الصلاة أَي أُواثبه وأُقاتله وفي قصيدة كعب بن زهير إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إِلا وهْو مَجْدُولُ والسُّورُ حائط المدينة مُذَكَّرٌ وقول جرير يهجو ابن جُرْمُوز لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِينَةِ والجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بعض المدينة فكأَنه قال تواضعت المدينة والأَلف واللام في الخشع زائدة إِذا كان خبراً كقوله ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ وإِنما هو بنات أَوبر لأَن أَوبر معرفة وكما أَنشد الفارسي عن أَبي زيد يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانت صَاحِبي أَراد أُم عمرو ومن رواه أُم الغمر فلا كلام فيه لأَن الغمر صفة في الأَصل فهو يجري مجرى الحرث والعباس ومن جعل الخشع صفة فإِنه سماها بما آلت إِليه والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ وتَسَوَّرَ الحائطَ تَسَلَّقَه وتَسَوَّرَ الحائط هجم مثل اللص عن ابن الأَعرابي وفي حديث كعب بن مالك مَشَيْتُ حتى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قتادة أَي عَلَوْتُه ومنه حديث شيبة لم يَبْقَ إِلا أَنَّ أُسَوِّرَهُ أَي أَرتفع إِليه وآخذه وفي الحديث فَتَساوَرْتُ لها أَي رَفَعْتُ لها شخصي يقال تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه وفي التنزيل العزيز إِذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ وأَنشد تَسَوَّرَ الشَّيْبُ وخَفَّ النَّحْضُ وتَسَوَّرَ عليه كَسَوَّرَةُ والسُّورَةُ المنزلة والجمع سُوَرٌ وسُوْرٌ الأَخيرة عن كراع والسُّورَةُ من البناء ما حَسُنَ وطال الجوهري والسُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة وبُسْرٍ وهي كل منزلة من البناء ومنه سُورَةُ القرآن لأَنها منزلةٌ بعد منزلة مقطوعةٌ عن الأُخرى والجمع سُوَرٌ بفتح الواو قال الراعي هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ سُودُ المحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قال ويجوز أَن يجمع على سُوْرَاتٍ وسُوَرَاتٍ ابن سيده سميت السُّورَةُ من القرآن سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلى غيرها ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن وقِطْعَة وأَكثر القراء على ترك الهمزة فيها وقيل السُّورَةُ من القرآن يجوز أَن تكون من سُؤْرَةِ المال ترك همزه لما كثر في الكلام التهذيب وأَما أَبو عبيدة فإِنه زعم أَنه مشتق من سُورة البناء وأَن السُّورَةَ عِرْقٌ من أَعراق الحائط ويجمع سُوْراً وكذلك الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً واحتج أَبو عبيدة بقوله سِرْتُ إِليه في أَعالي السُّوْرِ وروى الأَزهري بسنده عن أَبي الهيثم أَنه ردّ على أَبي عبيدة قوله وقال إِنما تجمع فُعْلَةٌ على فُعْلٍ بسكون العين إِذا سبق الجمعَ الواحِدُ مثل صُوفَةٍ وصُوفٍ وسُوْرَةُ البناء وسُوْرُهُ فالسُّورُ جمع سبق وُحْدَانَه في هذا الموضع قال الله عز وجل فضرب بينهم بسُورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيه الرحمةُ قال والسُّور عند العرب حائط المدينة وهو أَشرف الحيطان وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أَهل النار وأَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه في الدنيا وهو اسم واحد لشيء واحد إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ منه قلنا سُورَةٌ كما نقول التمر وهو اسم جامع للجنس فإِذا أَردنا معرفة الواحدة من التمر قلنا تمرة وكلُّ منزلة رفيعة فهي سُورَةٌ مأْخوذة من سُورَةِ البناء

الصفحة 2147