كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له وقال غيره سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه والسُّوسُ الأَصل والسُّوسُ الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة يقال الفصاحة من سُوسِه قال اللحياني الكرم من سُوسِه أَي من طبعه وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق وسَوْ يكون وسَوْ يفعل يريدون سوف حكاه ثعلب وقد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل والسُّوسُ حَشيشة تشبه القَتَّ ابن سيده السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان ويقال أَبو حنيفة هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في
( * كذا بياض بالأصل ولعل محله في الأدوية كما يؤخذ من ابن البيطار )
وفي عروقه حلاوة شديدة في فروعه مرارة وهو ببلاد العرب كثير والسَّوَاسُ شجر واحدته سَواسَة قال أَبو حنيفة السَّواسُ من العضاه وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا ورق يطول في السماء ويُستظل تحته وقال بعض العرب هي السَّواسِي قال أَبو حنيفة فسأَلته عنها فقال السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ وقال الطِّرِمَّاح وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ والواحدة سَواسَة وقال غيره أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى وهي شجرة تنبت في جبل سلمى وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي لأَنه لا نار فيه فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه وهو الزند الأَعلى وسَوَاسُ موضع أَنشد ثعلب وإِنَّ امْرأً أَمسى ودُونَ حَبيبهِ سَواسٌ فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ
( سوسن ) السَّوْسَن نَبت أَعجمي معرّب وهو معروف وقد جرى في كلام العرب قال الأَعشى وآسُ وخَيْرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ إذا كان هيزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما وأَجناسه كثيرة وأَطيبه الأَبيض ( سوط ) السَّوْطُ خَلْطُ الشيء بَعْضِه ببعض ومنه سمي المِسْواطُ وساطَ الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذلك وخصَّ بعضُهم به القِدْرَ إِذا خُلِطَ ما فيها والمِسْوَطُ والمِسْواطُ ما سِيطَ به واسْتَوَطَ هو اخْتَلَطَ نادر وفي حديث سَوْدة أَنه نظَرَ إِليها وهي تنظر في رَكْوةٍ فيها ماء فنَهاها وقال إِني أَخافُ عليكم منه المِسْوطَ يعني الشيْطانَ سمي به من ساطَ القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ وهو خشبة يُحَرّكُ بها ما فيها ليخْتَلِطَ كأَنه يُحَرِّك الناس للمعصيةِ ويجمعهم فيها وفي حديث عليّ كرّم اللّه وجهه لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر وحديثه مع فاطمةَ رضوان اللّه عليهما مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط ومنه قصيد كعب بن زهير لكِنَّها خُلَّةٌ قدْ سِيطَ من دَمِها فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ أَي كأَنَّ هذه الأَخْلاقَ قد خُلِطَتْ بدمها وفي حديث حَلِيمةَ فشَقّا بَطْنَه فهما يَسُوطانِه وسَوْطَ رَأْيَه خَلَّطَه واسْتَوَطَ عليه أَمرُه اضْطَرَبَ وأَمْوالُهم بينهم سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي مُخْتلِطةٌ وإِذا خَلَّط الإِنسانُ في أَمره قيل سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً وأَنشد فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي غَيرَ مُوَفَّقٍ فَلَسْتَ على تَسْوِيطِها بِمُعانِ وسمي السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ به إِنسان أَو دابّة خُلِطَ الدمُ باللحمِ وهو مُشْتَقٌّ من ذلك لأَنه يَخْلِطُ الدم باللحم ويَسُوطُه وقولهم ضربت زيداً سَوْطاً إِنما معناه ضربته ضربة بسوط ولكن طريق إِعرابه أَنه على حذف المضاف أَي ضربته ضربة سَوْطٍ ثم حذفت الضربة على حذف المضاف ولو ذهبت تتأَوّل ضربته سوطاً على أَن تقدَّر إِعرابه ضربةً بسوط كما أَن معناه كذلك أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كما يُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ في نحو قوله أَمَرْتُكَ الخير وأَسْتَغْفِرُ اللّه ذنباً فتحتاج إِلى اعْتذارٍ من حذف حرف الجر وقد غَنِيتَ عن ذلك كله بقوله إِنه على حذف المضاف في ضربة سوطٍ ومعناه ضربةً بسوط وجمعه أَسْواطٌ وسِياطٌ وفي الحديث معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ البقر هو جمع سَوْطٍ الذي يُجْلَد به والأَصل سِواطٌ بالواو فقلبت ياء للكسرة قبلها ويجمع على الأَصل أَسْواطاً وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه فجعلنا نضْرِبه بأَسْياطِنا وقِسيِّنا قال ابن الأَثير هكذا روي بالياء وهو شاذّ والقياسُ أَسْواطِنا كما يقال في جمع ريح أَرياح شاذّاً والقياس أَرواحٌ وهو المُطَّرِدُ المستعمل وإِنما قلبت الواو في سِياط للكسرة قبلها ولا كَسرةَ في أَسواط وقد ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضربته بالسَّوْط قال الشَّماخ يصف فرسَه

الصفحة 2150