كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ على الأَمْعَزِ الضَّاحِي إِذا سِيطَ أَحْضَرا صَوَّبْتُه حملته على الحُضرِ في صَبَبٍ من الأَرض والصَّوْبُ المطر والغَبْيَةُ الدُّفْعةُ منه وفي الحديث أَوَّلُ من يدخل النارَ السَّوَّاطونَ قيل هم الشُّرَطُ الذين معهم الأَسْواط يَضْربون بها الناس وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضربه بالسوْطِ وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه عن اللحياني لم يزد على ذلك شيئاً قال ابن سيده وأَراه إِنما أَراد خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي به فغلبته وهذا في الجَواهِر قليل إِنما هو في الأَعْراضِ وقوله عزّ وجلّ فصَبَّ عليهم ربُّك سَوْطَ عَذابٍ أَي نَصِيبَ عَذابٍ ويقال شدَّته لأَن العذاب قد يكون بالسوط وقال الفراء هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوْطُ جرى به الكلام والمثَل ويروى أَن السوطَ من عذابهم الذي يُعذّبون به فجرى لكل عذاب إِذ كان فيه عندهم غايةُ العذابِ والمِسْياطُ الماء يبقى في أَسفل الحوض قال أَبو محمد الفقعسي حتى انتهت رَجارِجُ المِسْياطِ والسِّياطُ قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه
( * قوله « ماليقه » كذا بالأصل والذي في القاموس زماليقه ) تشبيهاً بالسياط التي يضرب بها وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذلك وسَوْطُ باطلٍ الضوء الذي يدخل من الكُوَّة وقد حكيت فيه الشين والسُّوَيْطاء مرقة كثيرة الماء تساط أَي تخلط وتضرب( سوع ) الساعة جزء من أَجزاء الليل والنهار والجمع ساعاتٌ وساعٌ قال القطامي وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري المشهور في صدر هذا البيت وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة والساعةُ الوقت الحاضر وقوله تعالى ويوم تقوم الساعة يُقْسِمُ المجرمون يعني بالساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة فلذلك تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هي فإِن سميت القيامة ساعة فعَلى هذا والساعة القيامة وقال الزجاج الساعة اسم للوقت الذي تَصْعَقُ فيه العِبادُ والوقتِ الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة سميت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأُولى التي ذكرها الله عز وجل فقال إِن كانت إِلا صيحة واحدة فإِذا هم خادمون وفي الحديث ذكر الساعة
( * قوله « ذكر الساعة » هي يوم القيامة ) وشرحت أَنها الساعة وتكرر ذكرها في القرآن والحديث والساعة في الأَصل تطلق بمعنيين أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة والثاني أَن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أَو الليل يقال جلست عندك ساعة من النهار أَي وقتاً قليلاً منه ثم استعير لاسم يوم القيامة قال الزجاج معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة يريد أَنها ساعة خفيفة يحدث فيها أَمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كما يقال لَيْلةٌ لَيْلاءُ وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها وعامَلَه مُساوَعة أَي بالساعة او بالساعات كما يقال عامله مُياوَمةً من اليَوْمِ لا يستعمل منهما إِلا هذا والسّاعُ والسّاعةُ المَشَقَّةُ والساعة البُعْدُ وقال رجل لأَعرابية أَين مَنْزِلُكِ ؟ فقالت أَمَّا على كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ وأَمَّا على ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال السُّواعِيُّ مأْخوذ من السُّواعِ وهو المذْيُ وهو السُّوَعاءُ قال ويقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه وقال أَبو عبيدة لرؤبة ما الوَدْيُ ؟ فقال يسمى عندنا السُّوَعاءَ وحكي عن شمر السُّوَعاءُ ممدود المذْي الذي يخرج قبل النطفة وقد أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فعل ذلك والسُّوَعاءُ بالمد والقصر المَذْي وقيل الوَدْيُ وقيل القَيْءُ وفي الحديث في السُّوَعاءِ الوُضوءُ فسره بالمذي وقال هو بضم السين وفتح الواو والمدّ وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً ذهبت في المَرْعَى وانهملت وأَسَعْتُها أَنا وناقة مِسْياعٌ ذاهبة في المرعى قلبوا الواو ياء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتى كأَنهم توهَّموها على السين وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هي تَسُوعُ سَوْعاً وساعً الشيءُ سَوْعاً ضاعَ وهو ضائِعٌ سائِعٌ وأَساعَه أَضاعَه ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال وأَنشد ابن بري للشاعر وَيْلُ مّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ قَلِيلِ الوَفْرِ مِسْياعِ أُم أَجياد اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن وشاةً منصوب على التمييز وقال ابن الأَعرابي الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ وسُواعٌ اسم صَنَم كان لهَمْدان

الصفحة 2151