كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

على لاحِبٍ لا يُهْتَدى بِمَنارِه إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا وقوله لا يُهْتَدى بِمَناره يقول ليس به مَنار فَيُهْتَدى به وإذا سافَ الجملُ تُرْبَتَه جَرْجَر جَزَعاً من بُعْده وقلة مائه والسَّوْفَةُ والسَّائفةُ أَرض بين الرَّمل والجَلَد قال أَبو زياد السائفةُ جانِبٌ من الرمل أَلينُ ما يكون منه والجمع سَوائفُ قال ذو الرمة وتَبْسِم عن أَلْمَى اللِّثاتِ كأَنه ذَرا أُقْحُوانٍ من أَقاحي السَّوائفِ وقال جابر بن جبلة السائفة الحبل من الرمل غيره السائفة الرملة الرقيقة قال ذو الرمة يصف فِراخَ النعامة كأَنَّ أَعْناقَها كُرَّاثُ سائفةٍ طارَتْ لفائِفُه أَو هَيْشَرٌ سُلُبُ الهَيْشَرَةُ شجرة لها ساقٌ وفي رأْسها كُعْبُرة شَهْباء والسُّلُبُ الذي لا وَرَقَ عليه والسائفة الشَّطُّ من السَّنام قال ابن سيده هو من الواو لكون الأَلف عيناً والسَّوافُ والسُّوافُ الموتُ في الناسِ والمال سافَ سَوْفاً وأَسافَه اللّه وأَسافَ الرجلُ وقَع في ماله السَّوافُ أَي الموت قال طُفَيْل فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدما أَسافَ ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبَّلِ ابن السكيت أَسافَ الرجلُ فهو مُسِيف إذا هلَك مالُه وقد سافَ المال نَفْسُه يَسُوفُ إذا هلَك ويقال رماه اللّه بالسَّواف كذا رواه بفتح السين قال ابن السكيت سمعت هِشاماً المَكْفُوفَ يقول لأَبي عمرو إنَّ الأَصمعي يقول السُّواف بالضم ويقول الأدْواء كلها جاءت بالضم نحو النُّحازِ والدُّكاعِ والزُّكامِ والقُلابِ والخُمالِ وقال أَبو عمرو لا هو السَّوافُ بالفتح وكذلك قال عُمارة بن عَقِيل بن بلال بن جرير قال ابن بري لم يروه بالفتح غير أَبي عمرو وليس بشيء وسافَ يَسُوفُ أَي هلَك ماله يقال أَسافَ حتى ما يَتَشَكى السُّوافَ إذا تعوَّد الحوادثَ نعوذ باللّه من ذلك ومنه قولُ حميد بن ثور فيا لَهما من مُرسَلَيْنِ لِحاجَةٍ أَسافا من المالِ التِّلادِ وأَعْدَما وأَنشد ابن بري للمَرَّارِ شاهداً على السُّوافِ مَرَضِ المالِ دَعا بالسُّوافِ له ظالماً فذا العَرْشِ خَيْرَهما أَن يسوفا أَي احفظ خَيْرهما من أَن يسوف أَي يَهْلِك وأَنشد ابن بري لأَبي الأَسود العِجْلي لَجَذْتَهُمُ حتى إذا سافَ مالُهُمْ أَتَيْتَهُمُ في قابِلٍ تَتَجَدَّفُ والتَّجَدُّفُ الافتِقارُ وفي حديث الدُّؤلي وقف عليه أَعرابي فقال أَكلَني الفَقْرُ ورَدَّني الدهرُ ضعيفاً مُسِيفاً هو الذي ذهب مالُه من السُّوافِ وهو داء يأْخذ الإبل فَيُهْلِكُها قال ابن الأَثير وقد تفتح سينه خارجاً عن قِياس نَظائِره وقيل هو بالفتح الفَناءُ أَبو حنيفة السُّوافُ مَرَضُ المالِ وفي المحكم مرض الإبل قال والسَّوافُ بفتح السين الفَناء وأَسافَ الخارِزُ يُسِيفُ إسافةً أَي أَثْأَى فانْخَرَمَتِ الخُرْزَتانِ وأَسافَ الخَرَزَ خَرمَه قال الراعي مَزَائِدُ خَرْقاء اليَدَيْنِ مُسِيفَةٍ أَخَبَّ بِهِنَّ المُخْلِفانِ وأَحْفَدا قال ابن سيده كذا وجدناه بخط عليّ بن حمزة مزائد مهموز وإنها لَمُساوِفةُ السَّيْر أَي مُطِيقَتُه والسافُ في البناء كلُّ صَفٍّ من اللَّبِن يقال سافٌ من البناء وسافانِ وثلاثة آسُف وهي السفوف وقال الليث السافُ ما بين سافات البناء أَلفه واو في الأَصل وقال غيره كل سَطْر من اللَّبِن والطين في الجدارِ سافٌ ومِدْماكٌ الجوهري السافُ كلُّ عَرَقٍ من الحائط والسافُ طائر يَصِيدُ قال ابن سيده قَضينا على مجهول هذا الباب بالواو لكونها عيناً والأَسْوافُ موضع بالمدينة بعينه وفي الحديث اصْطَدْتُ نُهَساً بالأَسْوافِ ابن الأَثير هو اسم لحَرَمِ المدينة الذي حَرَّمه سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والنُّهَسُ طائر يشبه الصُّرَدَ مذكور في موضعه
( سوق ) السَّوق معروف ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً وهو سائقٌ وسَوَّاق شدِّد للمبالغة قال الخطم القيسي ويقال لأبي زغْبة الخارجي قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ وقوله تعالى وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد قيل في التفسير سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها وشَهِيد يشهد عليها بعملها وقيل الشهيد هو عملها نفسه وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت وأَنشد ثعلب لولا قُرَيْشٌ هَلَكَتْ مَعَدُّ واسْتاقَ مالَ الأَضْعَفِ الأَشَدُّ وسَوَّقَها كساقَها قال امرؤ القيس لنا غَنَمٌ نُسَوِّقُها غِزارٌ كأنَّ قُرونَ جِلَّتِها العِصِيُّ وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس بعَصاه هو كناية عن استقامةِ الناس

الصفحة 2153