كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

السَّوَق وأَنشد قُبُّ من التَّعْداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ الجوهري امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ والأَسْوَقُ الطويل الساقين وقوله للْفَتى عَقْلٌ يَعِيشُ به حيث تَهْدِي ساقَه قَدَمُهْ فسره ابن الأَعرابي فقال معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل وإن اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد والساقُ مؤنث قال الله تعالى والتفَّت الساقُ بالساق وقال كعب بن جُعَيْل فإذا قامَتْ إلى جاراتِها لاحَت الساقُ بُخَلْخالٍ زَجِلْ وفي حديث القيامة يَكْشِفُ عن ساقِه الساقُ في اللغة الأمر الشديد وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل وكذلك هذا لا ساقَ هناك ولا كَشْف وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم ابن سيده في قوله تعالى يوم يُكشَف عن ساقٍ إنما يريد به شدة الأمر كقولهم قامت الحربُ على ساق ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً وعلى هذا بيت الحماسة لجدّ طرفة كَشَفَتْ لهم عن ساقِها وبدا من الشرَّ الصُّراحْ وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ ومنه قول دريد كَمِيش الإزار خارِجِ نصْفُ ساقِه أَراد أَنه مشمر جادٌّ ولم ييرد خروج الساق بعينها ومنه قولهم ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ وقال ابن مسعود يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً طبقاً كان فيها السَّفافيد وأَما قوله تعالى فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعْناق فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ الجوهري الجمع سُوق مثل أَسَدٍ وأُسْد وسِيقانٌ وأَسْوقٌ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل كأنّ مُناخاً من قُنونٍ ومَنْزلاً بحيث الْتَقَيْنا من أَكُفٍّ وأَسْوُقِ وقال الشماخ أَبَعْدَ قَتِيلٍ بالمدينة أَظْلَمَتْ له الأَرضُ تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ ؟ فأَقْسَمْتُ لا أَنْساك ما لاحَ كَوكَبٌ وما اهتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ وفي الحديث لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ هما تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة وفي حديث الزِّبْرِقان الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ هو الطويل الساق والعُنُقِ وساقُ الشجرةِ جِذْعُها وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق الأَخيرة نادرة توهموا ضمة السين على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري وهَمَزَها جرير في قوله أَحَبُّ المُؤقدانِ إليك مُؤسي وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ عاداً الأؤْلى وفي حديث معاوية قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه فقال أَنتَ كما قال إني أُتيحُ له حِرْباء تَنْضُبَةٍ لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا
( * قوله « إِني أُتيح له إلخ » هو هكذا بهذا الضبط في نسخة صحيحة من النهاية )
أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة إلا تَعَلَّق بأُخرى تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن يدور مع الشمس وسَوَّقَ النَّبتُ صار له ساقٌ قال ذو الرمة لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأنه مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍغَمْرِ وساقَه أَصابَ ساقَه وسُقْتُه أصبت ساقَه والسَّوَقُ حُسْن الساقِ وغلظها وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ وقول العجاج بِمُخْدِرٍ من المَخادِير ذَكَرْ يَهْتَذُّ رَدْمِيَّ الحديدِ المُسْتَمرْ هذَّك سَوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ الحَصاد بقلة يقال لها الحَصادة والسَّوَّاقُ الطويل الساق وقيل هو ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت والمُخْدِرُ القاطع خِدْرَه وخَضَرَه قَطَعه قال ذلك كله أَبو زيد سيف مُخْدِر ابن السكيت يقال ولدت فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر

الصفحة 2155