كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

لأَنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره قال ويجوز أَن يكون السَّوْمُ من رَعْي الإِبل لأَنها إِذا رَعَت الرِّعْي قبل شروق الشمس عليه وهو نَدٍ أَصابها منه داء قتلها وذلك معروف عند أَهل المال من العرب وسُمْتُكَ بَعِيرَك سِيمةً حسنة وإِنه لغالي السِّيمةِ وسامَ أَي مَرَّ وقال صخر الهذلي أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ إِذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما وسَوْمُ الرياح مَرُّها وسامَتِ الإِبلُ والريحُ سَوْماً استمرّت وقول ذي الرُّمَّةِ ومُسْتامة تُسْتامُ وهي رَخِيصةٌ تُباعُ بِصاحاتِ الأَيادي وتُمْسَحُ يعني أَرضاً تَسُومُ فيها الإِبل من السَّوْم الذي هو الرَّعْي لا من السَّوْم الذي هو البيع وتُباعُ تَمُدُّ فيها الإِبل باعَها وتَمْسَحُ من المسح الذي هو القطع من قول الله عز وجل فطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأَعْناقِ الأَصمعي السَّوْمُ سرعة المَرِّ يقال سامَتِ الناقَةُ تَسُومُ سَوْماً وأَنشد بيت الراعي مَقَّاء مُنْفَتَقِ الإِبطَيْنِ ماهِرَة بالسَّوْمِ ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ ومنه قول عبد الله ذي النِّجادَيْنِ يخاطب ناقةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومي تَعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجومِ وقال غيره السَّوْمُ سرعة المَرِّ مع قصد الصَّوْب في السير والسَّوَامُ والسائمةُ بمعنى وهو المال الراعي وسامَتِ الراعيةُ والماشيةُ والغنم تَسُومُ سَوْماً رعت حيث شاءت فهي سائِمَةٌ وقوله أَنشده ثعلب ذاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانةٌ غَرْبَةُ العَيْنِ جِهادُ المَسامْ
( * قوله « جهاد المسام » البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم )
وفسره فقال المَسامُ الذي تَسومُهُ أَي تلزمه ولا تَبْرَحُ منه والسَّوامُ والسائمةُ الإِبل الراعية وأَسامَها هو أَرعاها وسَوَّمَها أَسَمْتُها أَنا أَخرجتها إِلى الرَّعْيِ قال الله تعالى فيه تُسِيمون والسَّوَامُ كل ما رعى من المال في الفَلَواتِ إِذا خُلِّيَ وسَوْمَهُ يرعى حيث شاء والسَّائِمُ الذاهب على وجهه حيث شاء يقال سامَتِ السائمةُ وأَنا أَسَمْتُها أُسِيمُها إِذا رَعًّيْتَها ثعلب أَسَمْتُ الإِبلَ إِذا خَلَّيْتَها ترعى وقال الأَصمعي السَّوامُ والسائمة كل إِبل تُرْسَلُ ترعى ولا تُعْلَفُ في الأصل وجَمْعُ السَّائم والسائِمة سَوائِمُ وفي الحديث في سائِمَةِ الغَنَمِ زكاةٌ وفي الحديث أَيضاً السائمة جُبَارٌ يعني أَن الدابة المُرْسَلَة في مَرْعاها إِذا أَصابت إِنساناً كانت جنايتُها هَدَراً وسامه الأَمرَ سَوْماً كَلَّفَه إِياه وقال الزجاج أَولاه إِياه وأَكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم وفي التنزيل يَسُومونكم سُوءَ العذاب وقال أَبو إِسحق يسومونكم يُولُونَكم التهذيب والسَّوْم من قوله تعالى يسومونكم سوء العذاب قال الليث السَّوْمُ أَن تُجَشِّمَ إِنساناً مشقة أَو سوءاً أَو ظلماً وقال شمر سامُوهم أَرادوهم به وقيل عَرَضُوا عليهم والعرب تقول عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ قال الكسائي وهو بمعنى قول العامة عَرْضٌ سابِريٌّ قال شمر يُضْرَبُ هذا مثلاً لمن يَعْرِضُ عليك ما أَنت عنه غَنيّ كالرجل يعلم أَنك نزلت دار رجل ضيفاً فَيَعْرِضُ عليك القِرى وسُمْتُه خَسْفاً أَي أَوليته إِياه وأَردته عليه ويقال سُمْتُه حاجةً أَي كلفته إِياها وجَشَّمْتُه إِياها من قوله تعالى يَسُومُونكم سُوءَ العذاب أَي يُجَشِّمونَكم أَشَدَّ العذاب وفي حديث فاطمة أَنها أَتت النبي صلى الله عليه وسلم بِبُرْمةٍ فيها سَخِينَةٌ فأَكل وما سامني غَيْرَهُ وما أَكل قَطُّ إِلاَّ سامني غَيْرَهُ هو من السَّوْمِ التكليف وقيل معناه عَرَضَ عَليَّ من السَّوْمِ وهو طلب الشراء وفي حديث علي عليه السلام مَن ترك الجهادَ أَلْبَسَهُ الله الذِّلَّةَ وسِيمَ الخَسْف أَي كُلِّفَ وأُلْزِمَ والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ العلامة وسَوَّمَ الفرسَ جعل عليه السِّيمة وقوله عز وجل حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربك للمُسْرفين قال الزجاج روي عن الحسن أَنها مُعَلَّمة ببياض وحمرة وقال غيره مُسَوَّمة بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أَنها مما عَذَّبَ اللهُ بها الجوهري مُسَوَّمة أَي عليها أَمثال الخواتيم الجوهري السُّومة بالضم العلامة تجعل على الشاة وفي الحرب أَيضاً تقول منه تَسَوَّمَ قال أَبو بكر قولهم عليه سِيما حَسَنَةٌ معناه علامة وهي مأُخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ قال والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه فصار سِوْمى وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وفي التنزيل العزيز والخيلِ المُسَوَّمَةِ قال أَبو زيد الخيل المُسَوَّمة المُرْسَلة وعليها ركبانها وهو من قولك سَوَّمْتُ فلاناً إِذا خَلَّيته وسَوْمه أَي وما يريد وقيل الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة وقال ابن الأَعرابي السِّيَمُ العلاماتُ على صُوف الغنم وقال تعالى

الصفحة 2158