كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

من الملائكة مُسَوَّمين قرئَ بفتح الواو أَراد مُعَلَّمين والخَيْلُ المُسَوَّمة المَرْعِيَّة والمُسَوَّمَةُ المُعَلَّمةُ وقوله تعالى مُسَوّمين قال الأَخفش يكون مُعَلَّمين ويكون مُرْسَلِينَ من قولك سَوَّم فيها الخيلَ أَي أَرسلها ومنه السائمة وإِنما جاء بالياء والنون لأَن الخيل سُوِّمَتْ وعليها رُكْبانُها وفي الحديث إِن لله فُرْساناً من أَهل السماء مُسَوَّمِينَ أَي مُعَلَّمِينَ وفي الحديث قال يوم بَدْرٍ سَوِّمُوا فإِن الملائكة قد سَوَّمَتْ أَي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضاً وفي حديث الخوارج سِيماهُمُ التحليق أَي علامتهم والأَصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمدّ وتقصر الليث سَوَّمَ فلانٌ فرسه إِذا أَعْلَم عليه بحريرة أَو بشيء يعرف به قال والسِّيما ياؤها في الأَصل واو وهي العلامة يعرف بها الخير والشر قال الله تعالى تَعْرفُهم بسيماهم قال وفيه لغة أُخرى السِّيماء بالمد قال الراجز غُلامٌ رَماه اللهُ بالحُسْنِ يافِعاً له سِيماءُ لا تَشُقُّ على البَصَرْ
( * قوله سيماء هكذا في الأصل والوزن مختل ولعلَّها سيمياء كما سوف يأتي في الصفحة التالية )
تأْنيث سِيما غيرَ مُجْرىً الجوهري السيما مقصور من الواو قال تعالى سِيماهُم في وجوههم قال وقد يجيء السِّيما والسِّيميَا ممدودين وأَنشد لأُسَيْدِ ابن عَنْقاء الفَزارِيِّ يمدح عُمَيْلَةَ حين قاسمه مالَه غُلامٌ رَماه الله بالحُسْنِ يافعاً له سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ على البَصَرْ كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِهِ وفي جِيدِه الشِّعْرَى وفي وجهه القَمَر له سِيمياء لا تشق على البصر أَي يَفْرَح به من ينظر إِليه قال ابن بري وحكى عليُّ بنُ حَمْزَة أَن أَبا رِياشٍ قال لا يَرْوي بيتَ ابن عنقاء الفزاري غلام رماه الله بالحسن يافعاً إِلا أَعمى البصيرة لأَن الحُسْنَ مَوْلود وإِنما هو رماه الله بالخير يافعاً قال حكاه أَبو رِياشٍ عن أَبي زيد الأَصمعي السِّيماءُ ممدودة السِّيمِياءُ أَنشد شمر في باب السِّيما مقصورةً للجَعْدِي ولهُمْ سِيما إِذا تُبْصِرُهُمْ بَيَّنَتْ رِيبةَ من كانَ سَأَلْ والسَّامةُ الحَفْرُ الذي على الرَّكِيَّة والجمع سِيَمٌ وقد أَسامَها والسَّامَةُ عِرْقٌ في الجَبل مُخالف لجِبِلَّتِه إِذا أُخذَ من المُشْرِقِ إِلى المغرب لم يُخْلِف أَن يكون فيه مَعْدِنُ فضَّة والجمع سامٌ وقيل السَّامُ عُروق الذهب والفضة في الحَجر وقيل السَّامُ عُروق الذهب والفضة واحدته سامَةٌ وبه سمي سامَةُ بن لُؤَيِّ بن غالب قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ لَوَ انَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوْقَ بَيْضِنا تَدَحْرَجَ عن ذِي سامِهِ المُتَقارِبِ أَي على ذي سامه وعن فيه بمعنى على والهاء في سامه ترجع إِلى البيض يعني البَيْضَ المُمَوَّهَ به أَي البيض الذي له سامٌ قال ثعلب معناه أَنهم تَراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حَنْظَلٌ على رؤوسهم على امِّلاسه واسْتِواءِ أَجزائه لم ينزل إِلى الأَرض قال وقال الأَصمعي وابن الأَعرابي وغيره السامُ الذهب والفضة قال النابغة الذُّبْيانيُّ كأَنَّ فاها إِذا تُوَسَّنُ من طِيبِ رُضابٍ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ رُكِّبَ في السَّامِ والزبيب أَقا حِيُّ كَثِيبٍ يَنْدَى من الرِّهَمِ قال فهذا لا يكون إِلا فضة لأَنه إِنما شبه أَسنان الثغر بها في بياضها والأَعْرَفُ من كل ذلك أَن السَّامَ الذهبُ دون الفضة أَبو سعيد يقال للفضة بالفارسية سِيمٌ وبالعربية سامٌ والسامُ المَوْتُ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال في الحَبَّةِ السَّوداء شفاءٌ من كل داء إِلا السَّامَ قيل وما السَّامُ ؟ قال المَوْتُ وفي الحديث كانت اليهود إِذا سَلَّموا على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا السَّامُ عليكم ويُظْهرون أَنهم يريدون السلام عليكم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عليهم فيقول وعليكم أَي وعليكم مثلُ ما دَعَوْتم وفي حديث عائشة أَنها سمعت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم السَّامُ عليك يا أَبا القاسم فقالت عليكم السامُ والذامُ واللعنةُ ولهذا قال عليه السلام إِذا سلم عليكم أَهل الكتاب فقولوا وعليكم يعني الذي يقولون لكم رُدُّوه عليهم قال الخطابي عامة المُحَدِّثِينَ يَرْوُونَ هذا الحديث يقولون وعليكم بإِثبات واو العطف قال وكان ابن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب لأَنه إِذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه بعينه مردوداً عليهم خاصة وإِذا أَثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه لأن الواو تجمع بين الشيئين والله أَعلم وفي الحديث لكل داءٍ دواءٌ إِلا السَّامَ يعني الموت والسَّامُ شجر تعمل منه أَدْقالُ السُّفُنِ هذه عن كراع وأَنشد شمر قول العجاج ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ صَعْلٌ من السَّامِ ورُبَّانيُّ أَجْرَدُ يقول الدَّقَلُ لا قِشْر عليه والصَّعْلُ الدقيق الرأْس يعني رأْس الدَّقَل والسَّام شجر يقول الدَّقَلُ منه ورُبَّانيٌّ رأْس المَلاَّحين وسامَ إِذا رَعى وسامَ إِذا طَلَبَ وسامَ إِذا باع وسامَ إِذا عَذَّبَ النَّضْرُ سامَ يَسُوم إِذا مَرَّ وسامَتِ الناقةُ إِذا مضت وخلى لها سَومْها أَي وَجْهها وقال شجاع يقال سارَ القومُ وساموا بمعنىً واحد ابن الأَعرابي السَّامَةُ الساقةُ والسَّامَةُ

الصفحة 2159