كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 3)

كلُّ واحدٍ منهم الحَقَّ لِنَفْسِه فَيَنْفَرِدَ برأْيِه وقال الفراء يقال هم سَواسِيَة يَسْتَوون في الشرِّ قال ولا أَقول في الخيرِ وليس له واحدٌ وحكي عن أَبي القَمْقامِ سَواسِيَة أَراد سَواء ثم قال سِيَة ورُوِي عن أَبي عمرو بن العلاءِ أَنه قال ما أَشدَّ ما هجا القائلُ وهو الفرزدق سَواسِيَةٌ كأَسْنانِ الحِمارِ وذلك أَن أَسنانَ الحمارِ مُسْتوية وقال ذو الرمة وأَمْثَلُ أَخْلاقِ امْرِئِ القَيْسِ أَنَّها صِلابٌ على عَضِّ الهَوانِ جُلودُها لَهُمْ مجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها ويقال أَلآمٌ سَواسِيَة وأَرْآدٌ سَواسِيَة ويقال هو لِئْمُه ورِئْدُهُ أَي مِثْلُه والجمعُ أَلآمٌ وأَرْآدٌ وقوله عز وجل سَواءٌ منْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ ومَنْ جَهَرَ بِه معناه أَنَّ الله يعلَم ما غابَ وما شَهِدَ والظاهرَ في الطُّرُقاتِ والمُسْتَخْفِيَ في الظُّلُماتِ والجاهِرَ في نُطْقِه والمُضْمِرَ في نفْسِه عَلِمَ الله بهم جميعاً سواءً وسواءٌ تطلُبُ اثْنَيْنَ تقول سَواءٌ زيدٌ وعمْروٌ في معنى ذَوا سَواءٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن سواءً مصدرٌ فلا يجوز أَن يُرْفع ما بعْدها إلاَّ على الحَذْفِ تقولُ عَدْلٌ زيدٌ وعمروٌ والمعنى ذَوا عَدْلٍ زيدٌ وعمروٌ لأَن المصادر ليست كأَسْماء الفاعلينَ وإنما يَرْفَعُ الأَسْماءَ أَوصافُها فأَما إذا رفعتها المصادر فهي على الحذف كما قالت الخنساء تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إذا ادَّكَرَتْ فإنَّما هِيَ إقْبالٌ وإدْبارُ أَي ذاتُ إقْبالٍ وإدْبار هذا قول الزجاج فأَمّا سيبويه فجَعلها الإقبالَة والإدبارَة على سَعةِ الكلام وتَساوَتِ الأُمورُ واسْتَوَتْ وساوَيْتُ بينهما أَي سَوَّيْتُ واسْتَوى الشَّيْئَانِ وتَساوَيا تَماثَلا وسَوَّيْتُه به وساوَيْتُ بينهما وسَوَّيْتُ وساوَيْتُ الشيءَ وساوَيْتُ به وأَسْوَيْتُه به عن ابن الأَعرابي وأَنشد اللحياني للقناني أَبي الحَجْناء فإنَّ الذي يُسْويكَ يَوْماً بوِاحِدٍ مِنَ الناسِ أَعْمى القَلْبِ أَعْمى بَصائرهْ الليث الاسْتِواءُ فِعْلٌ لازِمٌ من قولك سَوَّيْتُه فاسْتَوى وقال أَبو الهيثم العرب تقول استوى الشيءُ مع كذا وكذا وبكذا إلا قولَهم للغلامِ إذا تَمَّ شَبابُه قد اسْتَوى قال ويقال اسْتَوى الماءُ والخَشَبةَ أَي مع الخَشَبةِ الواوُ بمعنى مَعْ ههنا وقال الليث يقال في البيع لا يُساوي أَي لا يكون هذا مَعَ هذا الثَّمَنِ سيَّيْنِ الفراء يقال لا يُساوي الثوبُ وغيرُه كذا وكذا ولَمْ يعْرفْ يَسْوى وقال الليث يَسْوى نادرة ولا يقال منه سَوِيَ ولا سَوى كما أَنَّ نَكْراءَ جاءَت نادرةً ولا يقال لِذَكَرِها أَنْكَرُ ويقولون نَكِرَ ولا يقولون يَنْكَرُ قال الأَزهري وقولُ الفراء صحيحٌ وقولهم لا يَسْوى أَحسِبُه لغة أَهلِ الحجاز وقد رُوَيَ عن الشافعي وأَما لا يُسْوى فليس بعربي صحيح وهذا لا يُساوي هذا أَي لا يعادِلُه ويقال ساوَيْتُ هذا بذاكَ إذا رَفَعْته حتى بلَغ قَدْره ومَبْلَغه وقال الله عزَّ وجل حتى إذا ساوى بينَ الصَّدَفَيْنِ أَي سَوَّى بينهما حين رفَع السَّدَّ بينَهُما ويقال ساوى الشيءُ الشيءَ إذا عادَلَه وساوَيْتُ بينَ الشَّيْئَيْنِ إذا عَدَّلْتَ بينَِهما وسَوَّيْت ويقال فلانٌ وفلانَ سواءٌ أَي مُتَساويان وقَوْمٌ سواءٌلأَنه مصدر لا يثَنى ولا يجمع قال الله تعالى لَيْسوا سَواءً أَي لَيْسوا مُسْتَوينَ الجوهري وهما في هذا الأَمرِ سواءٌ وإن شئتَ سَواءَانِ وهم سَواءٌ للجمع وهم أَسْواءٌ وهم سَواسِيَةٌ أَي أَشباهٌ مثلُ يمانِيةٍ على غيرِ قياسٍ قال الأَخفش ووزنه فَعَلْفِلَةُ
( * قوله « فعلفلة » وهكذا في الأصل ونسخة قديمة من الصحاح وشرح القاموس وفي نسخة من الصحاح المطبوع فعافلة ) ذهَب عنها الحَرْفُ الثالث وأَصله الياءُ قال فأَمَّا سَواسِيَة فإنَّ سواءً فَعالٌ وسِيَةٌ يجوز أَن يكون فِعَةً أَو فِعْلَةً
( * قوله « وسية يجوز أن يكون فعة أو فعلة » هكذا في الأصل ونسخة الصحاح الخط وشرح القاموس أيضاً وفي نسخة الصحاح المطبوعة فعة أو فلة ) إلا أَنَّ فِعَةً أَقيس لأَن أَكثر ما يُلْقونَ موضِعَ اللام وانْقَلَبَتِ الواوُ في سِيَة ياءً لكسرة ما قبلها لأَن أَصله سِوْيَة وقال ابن بري سَواسِيَةٌ جمعٌ لواحد لم يُنْطَقْ به وهو سَوْساةٌ قال ووزنه فَعْلَلةٌ مثل مَوْماةٍ وأَصلهُ سَوْسَوَة فَسواسِيَةٌ على هذا فَعالِلَةٌ كلمةٌ واحدة ويدل على صحة ذلك قولهم سَواسِوَة لغة في سَواسِية قال وقول الأَخفش ليس بشيءٍ قال وشاهِدُ تَثْنية سواءٍ قولُ قيس ابن مُعاذ أَيا رَبِّ إنْ لم تَقْسِمِ الحُبَّ بَيْننا سَواءَيْنِ فاجْعَلْني على حُبِّها جَلْدا وقال آخر تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دعْدٍ ونَغْتَدي سَواءَيْنِ والمَرْعى بأُمِّ دَرِينِ ويقال للأَرض المجدبة أُمُّ دَرِينٍ وإذا قلتَ سواءٌ علَيَّ احْتَجْتَ أَن تُتَرْجِم عنه بشَيْئَيْن تقول سواءٌ سأَلْتَني أَو سَكَتَّ عنِّي وسواءٌ أَحَرَمْتَني أَم أَعْطَيْتَني وإذا لحِقَ الرجلُ قِرْنَه في عِلْم أَو شَجاعَةٍ قيل ساواهُ وقال ابن بزُرْج يقال لئنْ فَعَلْتَ ذلك وأَنا سِواكَ ليَأتِيَنَّكَ مِنِّي ما تَكْرَهُ يريد وأَنا بأَرْضٍ سِوى أَرْضِكَ ويقال رجلٌ سواءُ البَطْنِ إذا كان بَطْنُه مُسْتَوِياً مع الصَّدْرِ ورجلٌ سواءُ القَدَمِ إذا لم يكن لها أَخْمَصٌ فسواءٌ في هذا

الصفحة 2161