كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

شَبْعى الخَلْخالِ مَلأَى سِمَناً وامرأَة شَبْعَى الوِشاحِ إِذا كانت مُفاضةً ضخمة البطنِ وامرأَة شَبْعى الدِّرْعِ إِذا كانت ضخمةَ الخَلْقِ وبَلَدٌ قد شَبِعَت غَنمُه إِذا وصف بكثرةِ النبات وتَناهِي الشِّبَعِ وشَبَّعَتْ إِذا وصفت بتوسط النبات ومُقارَبةِ الشِّبَعِ وقال يعقوب شَبَّعَتْ غنَمُه إِذا قاربت الشِّبَعَ ولم تَشْبَعْ وبَهْمةٌ شابِعٌ إِذا بلغت الأَكل لا يزال ذلك وصفاً لها حتى يَدْنُوَ فِطامُها وحَبْلٌ شَبِيعُ الثَّلَّة متينها وثَلَّتُه صُوفُه وشعَره ووبَرُه والجمع شُبُع وكذلك الثوب يقال ثوب شَبِيعُ الغزل أَي كثيره وثياب شُبُعٌ ورجل مُشْبَعُ القلب وشَبِيعُ العقل ومُشْبَعُه مَتِينُه وشَبُعَ عقله فهو شَبِيعٌ مَتُنَ وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه رَوّاه صِبْغاً وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْتَه حتى الكلام يُشْبَعُ فَتُوَفَّرُ حروفُه وتقول شَبِعْتُ من هذا الأَمر ورَوِيتُ إِذا كرهته وهما على الاستعارة وتَشَبَّع الرجل تزيَّن بما ليس عنده وفي الحديث المُتَشَبِّعُ بما لا يَمْلِكُ كلابِس ثَوْبَيْ زُور أَي المتكثر بأَكثر مما عنده يَتَجمَّل بذلك كالذي يُرِي أَنه شَبْعان وليس كذلك ومَن فعله فإِنما يَسْخَر من نفسه وهو من أَفعال ذوي الزُّورِ بل هو في نفسه زُور وكذب ومعنى ثوبي زور أَنْ يُعْمَدَ إِلى الكُمَّين فيُوصَلَ بهما كُمّان آخَرانِ فمن نظر إِليهما ظنهما ثوبين والمُتشَبِّعُ المتزَيِّن بأَكثر مما عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأَة تكون للرجل ولها ضَرائِرُ فَتَتَشَبَّعُ بما تَدَّعِي من الحُظْوة عند زوجها بأَكثر مما عنده لها تريد بذلك غيظ جارتِها وإِدخالَ الأَذى عليها وكذلك هذا في الرجال والإِشباعُ في القوافي حركة الدَّخِيل وهو الحرف الذي بعد التأْسيس ككسرة الصاد من قوله كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمةَ ناصِبِ
( * قوله « يا أُميمة » في شرح الديوان ونصب أميمة لأنه يرى الترخيم فأقحم الهاء مثل يا تيم تيم عديّ إنما أراد يا تيم عديّ فأقحم الثاني قال الخليل من عادة العرب ان تنادي المؤنث بالترخيم فلما لم يرخم أجراها على لفظها مرخمة فأتى بها بالفتح قال الوزير والأحسن أن ينشد بالرفع )
وقيل إِنما ذلك إِذا كان الرَّويّ ساكناً ككسرة الجيم من قوله كَنِعاجِ وَجْرةَ ساقَهُنْ نَ إِلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ وقيل الإِشباع اختلاف تلك الحركة إِذا كان الرَّوِيّ مقيداً كقول الحطيئة في هذه القصيدة الواهِبُ المائةِ الصَّفا يا فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَر بفتح الهاء وقال الأَخفش الإِشباع حركة الحرف الذي بين التأْسيس والرَّوِيّ المطلق نحو قوله يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دُونِي كأَنَّما زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ كسرةُ الجيم هي الإِشباعُ وقد أَكثر منها العرب في كثير من أَشْعارها ولا يجوز أَن يُجْمع فتح مع كسر ولا ضمٍّ ولا مع كسر ضمٌّ لأَن ذلك لم يُقل إِلا قليلاً قال وقد كان الخليل يُجِيزُ هذا ولا يُجيزُ التوجيهَ والتوجيهُ قد جمعته العرب وأَكثرت من جمعه وهذا لم يُقل إِلا شاذّاً فهذا أَحْرَى أَن لا يجوز وقال ابن جني سُمّي بذلك من قِبَل أَنه ليس قبل الرويّ حرف مسمى إِلا ساكناً أَعني التأْسيس والرِّدْفِ فلما جاء الدخيل محركاً مخالفاً للتأْسيس والرِّدْفِ صارت الحركة فيه كالإِشباع له وذلك لزيادة المتحرك على الساكن لاعتماده بالحركة وتمكنه بها ( شبق ) الشَّبَقُ شدة الغُلْمة وطلبُ النكاح يقال رجل شَبِقٌ وامرأة شَبِقةٌ وشَبِقَ الرجل بالكسر شَبَقاً فهو شَبِقٌ اشتدت غلمته وكذلك المرأة وفي حديث ابن عباس أنه قال لرَجل مُحْرِم وطئ امرأَتَه قبل الإفاضة شَبَقٌ شديد وقد يكون الشَّبَقُ في غير الإنسان قال رؤبة يصف حماراً لا يَتْرُك الغَيْرةَ من عَهْدِ الشَّبَقْ ( شبك ) الشَّبْكُ من قولك شَبَكْتُ أَصابعي بعضها في بعض فاشْتَبكت وشَبَّكْتُها فتَشَبْكَّتْ على التكثير والشِّبْكُ الخلط والتداخل ومنه تشبيك الأصابع وفي الحديث إذا مضى أحدُكم إلى الصلاة فلا يُشَبِّكَنَّ بين أَصابعه فإنه في صلاة وهو إدخال الأصابع بعضها في بعض قيل كره ذلك كما كره عَقْصُ الشعر واشْتِمالُ الصَّمَّاء والاخْتِباءُ وقيل التشبيك والإحتباء مما يَجْلُبُ النوم فنهى عن التعرُّض لما ينقض الطهارة وتأوّله بعضهم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها واحتج بقول صلى الله عليه وسلم حين ذكر الفتن فَشَبَّك بين أصابعه وقال اختلفوا فكانوا هكذا ابن سيده شَبَكَ الشيء يَشْبِكُه شَبْكاً فاشْتَبك وشَبَّكَه فتَشَبَّكَ أَنْشَبَ بعضه في بعض وأَدخله وتَشَبَّكَتِ الأُمورُ وتَشابَكت واشْتَبكت التبست واختلطت واشْتَبك السَّراب دخل بعضه في بعض وطريق شابِكٌ متداخل مُلْتَبس مختلط شَرَكُه بعضها ببعض والشَّابِكُ من أسماء الأَسد وأَسدٌ شَابِكٌ مُشْتَبِكُ الأَنياب مختلفها قال

الصفحة 2187