كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

ذكر ما قال حَسَّان بن ثابت وشَتَّانَ بينكما في النَّدَى وفي البأْسِ والخُبْرِ والمَنظَرِ وقال آخر أُخاطِبُ جَهْراً إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ وشَتَّانَ بين الجَهْرِ والمَنْطِقِ الخَفْتِ وقال جميل أُرِيدُ صَلاحَها وتُريد قَتْلي وشَتَّا بين قَتْلي والصَّلاحِ فحذف نون شتان لضرورة الشعر وشَتَّانَ مصروفة عن شَتُتَ فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء وتلك الفتحة تدل على أَنه مصروف عن الفعل الماضي وكذلك وَشْكانَ وسَرْعانَ مصروف من وَشُكَ وسَرُعَ تقول وَشْكانَ ذا خُروجاً وسَرْعانَ ذا خُروجاً وأَصله وَشُكَ ذا خُروجاً وسَرُع ذا خُروجاً روى ذلك كله ابن السكيت عن الأَصمعي أَبو زيد شَتَّانَ منصوب على كل حال لأَِنه ليس له واحد وقال في قوله شَتَّانَ بَيْنُهُما في كلِّ مَنْزِلةٍ هذا يُخافُ وهذا يُرْتَجى أَبدا فرفع البين لأَن المعنى وقَع له قال ومن العرب من ينصب بينهما في مثل هذا الموضع فيقول شَتَّانَ بينَهما ويُضْمِر ما كأَنه يقول شَتَّ الذي بينهما كقوله تعالى لقد تَقَطَّع بَيْنَكم قال أَبو بكر شَتَّانَ أَخوك وأَبوك وشَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك وشَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك فمن قال شَتَّانَ رفع الأَخَ بشَتَّانَ ونَسَقَ الأَبَ على الأَخ وفتح النون من شَتَّان لاجتماع الساكنين وشبههما بالأَدوات ومن قال شَتَّانَ ما أَخوك وأَبوك رَفَعَ الأَخ بشتان ونَسَقَ الأَبَ عليه ودَخَلَ ما صِلَةً ويجوز على هذا الوجه شَتَّانِ بكسر النون على أَنه تثنية شَتٍّ والشَّتُّ المُتَفَرِّق وتثنيته شَتَّانِ وجمعه أَشْتاتٌ ومن قال شَتَّانَ ما بين أَخيك وأَبيك رفع ما بشتان على أَنها بمعنى الذي وبين صلة ما والمعنى شَتَّانَ الذي بين أَخيك وأَبيك ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون لأَنها رفعت اسماً واحداً قال ابن جني شَتَّانَ وشَتَّى كسَرْعانَ وسَكْرى يعني أَن شَتَّى ليس مؤنثَ شَتَّان كَسَكْرانَ وسَكْرى وإِنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عُرْضِ اللغة من غير قَصْدٍ ولا إِيثارٍ لتَقاوُدِهما
( شتر ) التهذيب الشَّتَرُ انقلابٌ في جفن العين قلما يكون خلقة والشَّتْرُ مخففةً فِعْلك بها ابن سيده الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العين من أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه وقيل هو أَن ينشَقَّ الجفن حتى ينفصل الحَتَارُ وقيل هو استرخاء الجفن الأَسفل شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها قال سيبويه إِذا قلت شَتَرْتُهُ فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتِرَ ولو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه الجوهري شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً وانشَتَرتْ عينُه ورجل أَشْتَرُ بَيِّنُ الشَّتَرِ والأُنثى شَتْراء وقد شَتِرَ يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مثل أَفِنَ وأُفِنَ وفي حديث قتادة في الشَّتَرِ ربع الدية وهو قطع الجفن الأَسفل والأَصل انقلابُه إِلى أَسفل والشَّتْرُ من عَروض الهَزَجِ أَن يدخله الخَرْمُ والقَبْضُ فيصير فيه مفاعيلن فاعل كقوله قلتُ لا تَخَفْ شيّا فما يكونُ يأْتيكا وكذلك هو في جزء المضارع الذي هو مفاعيلن وهو مشتق من شَتَرِ العين فكأَن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأَشْتَرِ العيْن والشَّتَرُ انشقاق الشفة السفلى شَفَة شَتْراء وشَتَّرَ بالرجل تَشْتِيراً تَنَقَّصَه وعابه وسبَّه بنظم أَو نثر وفي حديث عمر لو قَدَرْتُ عليهما لشَتَّرْتُ بهما أَي أَسمعتهما القبيح ويروى بالنون من الشَّنَارِ وهو العار والعيب وشَتَرَه جَرَحَهُ ويروى بيت الأَخطل رَكُوبٌ على السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ والنَّخْسُ في الدُّبُرْ وشَتَّرْت به تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ به تسميعاً ونَدَّدْتُ به تنديداً كل هذا إِذا أَسمعتَه القبيح وشتمتَه قال أَبو منصور وكذلك قال ابن الأَعرابي وأَبو عمرو شَتَّرْت بالتاء وكان شمر أَنكر هذا الحرف وقال إِنما هو شَنَّرْتُ بالنون وأَنشد وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ وهي حَرِيصَةٌ عليه ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا قال الأَزهري جعله من الشَّنَارِ وهو العيب والتاء صحيح عندنا وقال ابن الأَعرابي شَتِرَ انقطع وشُتِرَ انقطع وشَتَرَ ثوبه مَزَّقَهُ والأَشْتَرَانِ مالك وابنه وشُتَيْرُ بن خالد رجل من أَعْلام العرب كان شريفاً قال أَوَالِبَ لا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ وفي حديث علي عليه السلام يوم بدر فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابن الشَّتْرَاءِ قال ابن الأَثير هو رجل كان يقطع الطريق يأْتي الرُّفقة فيدنو منهم حتى إِذا هَمُّوا به نأَى قليلاً ثم عاوَدَهم حتى يصيب منهم غِرَّة المعنى أَن مَفَرَّه قريب وسيعود فصار مثلاً وشُتَيْرٌ موضع أَنشد ثعلب وعلى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ
( شتع ) شَتِعَ شَتَعاً جَزِعَ من مرَض أَو جُوع

الصفحة 2193