كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

على المصدر لا على الظَّرْف وشَتا القومُ يَشْتُون أَجْدَبوا في الشِّتاءِ خاصَّة قال تَمَنَّى ابنُ كُوزٍ والسَّفاهَةُ كاسْمِها ليَنْكِحَ فِينا إنْ شَتَوْنا لَيالِيا قال أَبو منصور والعربُ تسمِّي القَحِطَ شِتاءً لأَنَّ المَجاعاتِ أَكثرُ ما تُصِيبهُم في الشِّتاء البارِدِ وقال الحُطَيْئة وجعل الشتاءَ قَحْطاً إذا نَزَلَ الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ أَراد بالشتاءِ المَجاعَةَ وفي حديث أُمِّ معبد حينَ قَصَّتْ أَمْرَ النبي صلى الله عليه وسلم مارّاً بها قالت والناسُ مُرْمِلُون مُشْتُون المُشْتِي الذي أصابتْهُ المَجاعَة والأَصلُ في المُشْتِي الداخلُ في الشِّتاء كالمُرْبِعِ والمُصْيِفِ الداخِل في الرَّبِيعِ والصيَّفِ والعربُ تجعلُ الشِّتاءَ مَجاعةً لأَن الناسَ يلْتَزِمونَ فيه البُيوتَ ولا يَخرُجون للانْتِجاعِ وأَرادتْ أُمُّ معبد أَن الناسَ كانوا في أَزْمةٍ ومجاعة وقِلَّةِ لَبَنٍ قال ابن الأَثير والرواية المشهورة مُسْنِتِينَ بالسين المهملة والنون قبل التاء وهو مذكور في موضعه ويقال أَشْتَى القومُ فهم مُشْتُونَ إذا أَصابَتْهُم مَجاعةٌ ابن الأَعرابي الشَّتا المَوْضِعُ الخَشِنُ والشَّثا بالثاء صَدْرُ الوادي ابن بري قال أَبو عمرو الشَّتْيانُ جماعة الجَرادِ والخَيل والرُّكْبانِ وأَنشد لعنترة الطائي وخَيْلٍ كشَتْيانِ الجَرادِ وزَعْتُها بطَعْنٍ على اللَّبّاتِ ذي نَفَحانِ
( شثث ) الشَّثُّ الكثير من كل شيء والشَّثُّ ضَرْب من الشجر قال ابن سيده كذا حكاه ابن دريد وأَنشد بوادٍ يمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه وأَسْفَلُه بالمَرْخِ والشَّبَهانِ وقيل الشَّثُّ شجر طَيِّبُ الريح مُرُّ الطَّعْم يُدْبَغُ به قال أَبو الدُّقَيْشِ ويَنْبُتُ في جبال الغَوْر وتِهامة ونجْدٍ قال الشاعر يصف طبقات النساء فمنهنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبْكَ رِيحُه وفي غَيْبهِ سُوءُ المَذاقةِ والطَّعْمِ واحْتاج فسَكَّنَ كقول جرير سِيرُوا بني العَمِّ فالأَهْوازُ مَنْزِلُكُمْ ونَهْرُ تِيرى ولا تَعْرِفْكُمُ العربُ وقد أَورد الأَزهري هذا البيت فمِنْهُنَّ مِثْلُ الشَّثِّ يُعْجِبُ رِيحُه الأَصمعي الشَّثُّ من شجر الجبال قال تأَبط شرّاً كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه أَوْ أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبَّاقِ قال الأَصمعي هما نبتان وفي الحديث أَنه مَرَّ بشاةٍ مَيِّتةٍ فقال عن جِلْدها أَليس في الشَّثِّ والقَرَظِ ما يُطَهِّرهُ ؟ قال الشَّثُّ ما ذكرناه والقَرَظُ وَرَقُ السَّلَم يُدبغ بهما قال ابن الأَثير هكذا يروى الحديث بالثاء المثلثة قال وكذا يَتَداولُه الفقهاءُ في كتبهم وأَلفاظهم وقال الأَزهري في كتاب لغة الفقه إِن الشَّبَّ يعني بالباء الموحدة هو من الجواهر التي أَنبتها الله في الأَرض يُدْبَغ به شِبه الزاج قال والسَّمَاعُ بالباء وقد صحفه بعضهم فقاله بالمثلثة وهو شجر مُرُّ الطَّعْم قال ولا أَدْري أَيُدبغ به أَم لا ؟ وقال الشافعي في الأُم الدِّباغ بكلِّ ما دَبَغَتْ به العربُ من قَرَظ وشَبٍّ بالباء الموحدة وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة ذكَر رجلاً يَلي الأَمْرَ بعد السُّفْياني فقال يكون بين شَثٍّ وطُبَّاقٍ الطُبَّاقُ شجر يَنْبُت بالحجاز إِلى الطائف أَراد أَن مَخْرَجَه ومُقامه المواضع التي يَنْبُتُ بها الشَّثُّ والطُّبَّاقُ وقيل الشَّثُّ جَوْزُ البَرِّ وقال أَبو حنيفة الشَّثُّ شجر مثل شجر التُّفاح القِصار في القَدْر ووَرَقُه شبيه بورق الخِلافِ ولا شَوْكَ له وله بَرَمةٌ مُورّدةٌ وسِنَفةٌ صَغيرة فيها ثلاثُ حَبَّاتٍ أَو أَربعٌ سُودٌ مثلُ الشِّئْنِيزِ تَرْعاه الحمامُ إِذا انْتَثَرَ واحدتُه شثَّة قال ساعدة بن جؤية فذلِكَ ما كُنَّا بسَهْلٍ ومَرَّةً إِذا ما رَفَعْنا شَثَّه وصَرائمه أَبو عمرو الشَّثُّ النَّحْلُ العَسَّالُ وأَنشد حَدِيثُها إِذْ طالَ فيه النَّثُّ أَطْيَبُ من ذَوْبٍ مَذاهُ الشَّثُّ الذَّوْبُ العسلُ مَذَاه مَجَّه النحلُ كما يَمْذِي الرجلُ المَذْيَ
( شثل ) رجل شَثْل الأَصابع غليظُها خَشِنُها وقَدَمٌ شَثْلةٌ غليظةُ اللحم مُتَراكِبةٌ وقد شَثِلَتْ يَدُه ورِجْلُه وزعم يعقوب وأَبو عبيد أَن لامها بدل من نون شَثْن ابن السكيت الشَّثْل لغة في الشَّثْن وقد شَثُل شُثُولة وشَثُنَ شُثُونةً
( شثن ) الشَّثْنُ من الرجال كالشَّثْل وهو الغليظ وقد شَثُِنَتْ كفُّه وقَدَمُه شَثَناً وشُثُونةً وهي شَثْنَة وفي صفته صلى الله عليه وسلم شَثْنُ الكفين والقدمين أَي أَنهما تميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر وقيل هو الذي في أَنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم ويذم في النساء ومنه حديث المغيرة شَثْنة الكف أَي غليظتها والشُّثُونة غِلَظُ الكف وجُسُوءُ المفاصل وأَسد شَثْنُ البراثِن خَشِنُها وهو منه وشَثُِنَ البعير شَثَناً رَعَى الشَّوْك من العِضاهِ فغَلُظت عليه مشافره قال خالد العِتْريفِيُّ الشُّثُونةُ لا تَعِيبُ الرجالَ بل هي أَشد لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لهم على المِراسِ ولكنها تَعِيبُ النساء قال خالد وأَنا شَثْنٌ الفراء رجل مَكْبُونُ الأَصابع مثل الشَّثْنِ الليث الشَّثْنُ وشُثُونةً قال أَبو منصور وفيه لغة أُخرى شَنِثَ

الصفحة 2195