الحمير وهو الشُّحاج والشَّحِيجُ والنُّهاقُ والنَّهِيقُ الأَزهري شَحَجَ البغلُ يَشْحَجُ شَحِيجاً والغراب يَشْحَج شَحَجاناً وقيل شَحِيجُ الغُراب ترجيع صوته فإِذا مدَّ رأْسه قيل نَعَبَ وغُرابٌ شَحَّاجٌ كثير الشَّحِيج وكذلك سائر الأَنواع التي ذكرنا هذا قول ابن سيده قال وقول الراعي يا طِيبَها ليلةً حتى تَخَوَّنَها داعٍ دَعا في فُروعِ لصبح شَحَّاجُ إِنما أَراد شَحَّاجيّ وليس بمنسوب إِنما هو كأَحمر وأَحمريّ وإِنما أَراد المؤَذِّن فاستعار ومنه قول الآخر والدَّهْرُ بالإِنسان دَوَّاريُّ أَراد دَوَّارُ والمِشْحَجُ والشَّحَّاج الحمار الوحشيُّ صِفة غالبة الجوهري الحمار الوحشيُّ مِشْحَج وشَحَّاج قال لبيد فَهْوَ شَحَّاج مُدِلٌّ سَنِقٌ لاحِقُ البَطْنِ إِذا يَعْدو زَمَلْ قال ابن سيده وفي العرب بطنان يُنْسَبان إِلى شَحَّاج كلاهما من الأَزْدِ لهم بقية فيهما
( شحح ) الشُّحُّ والشَّحُّ البُخْلُ والضم أَعلى وقيل هو البخل مع حِرْصٍ وفي الحديث إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل وهو أَبلغ في المنع من البخل وقيل البخل في أَفراد الأُمور وآحادها والشح عام وقيل البخل بالمال والشح بالمال والمعروف وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتَ بالكسر ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح قال سيبويه أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ ولكنه قد جاء من الصفة هذا ونحوه وقوله تعالى سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة الأَزهري نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر ويَعُوقُونَ عند القتال ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين والخيرُ المالُ ههنا ونفس شَحَّة شَحِيحة عن ابن الأَعرابي وأَنشد لسانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك شَحَّةُ وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسَلَتْ يَمينُك شيئاً أَمْسَكَتْه شِمالُكا وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه حَذَرَ فَوْتِه ويقال هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه لا يريد كل واحد منهما أَن يفوته والنعت شَحِيح والعدد أَشِحَّةٌ وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ كذلك وهو منه وماء شَحَاحٌ نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ منه أَيضاً أَنشد ثعلب لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ بَلَداً مُجْدِباً وماءً شَحاحا وزَنْدٌ شَحاحٌ لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار قال ابن هَرْمَة وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ على المثل وفلان يُشاحُّ على فلان أَي يَضِنُّ به وأَرضٌ شَحاحٌ تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها وقال أَبو حنيفة الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة أَسالته وهو من الأَول وأَرضٌ شَحاحٌ لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير
( * قوله « لا تسيل إلا من مطر كثير » لا منافاة بينه وبين ما قبله فهو من الأضداد كما في القاموس ) وأَرضٌ شَحْشَحٌ كذلك والشُّحُّ حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به وما جاء في التنزيل من الشُّحِّ فهذا معناه كقوله تعالى ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم المفلحون وقوله وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ قال الأَزهري في قوله ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال الذي لا يحل له فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه وفي الحديث بَرِئَ من الشُّحِّ من أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة وفي الحديث أَن تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر وفي حديث ابن عمر أَن رجلاً قال له إِني شَحِيح فقال إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ في حديث ابن مسعود قال له رجل ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه قال ذاك البخلُ والشح أَن تأْخذ مال أَخيك بغير حقه وفي حديث ابن مسعود أَنه قال الشح منع الزكاة وإِدخال الحرام وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ بكسر الشين قال وكذلك كل فَعِيل من النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف وقال بعض العرب تقول شَحَّ يَشِحُّ وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ ومثله ضَنَّ يَضَنُّ فهو ضنين والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ واللغة العالية ضَنَّ يَضَنُّ والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ الممسك البخيل قال سلمة ابن عبد الله العَدَوِيّ فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا أَي ما بخل بهديره وبعده يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا