والحديث له قصة مَرْويَّةٌ عن خَوَّات أَنه قال نزلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائي فإِذا نسوة يتَحَدّثن فأَعجبنني فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَيْبَتي فَلبسْتُها ثم جلست إِليهن فمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهِبتُه فقلت يا رسول الله جمل لي شَرُود وأَنا أَبْتَغِي له قَيْداً فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتَبِعْتُه فأَلقى إِليَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضى حاجته وتوضأَ ثم جاء فقال يا أَبا عبد الله ما فعل شَروُدُك ؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني إِلا قال السلام عليكم يا أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ جَملك ؟ قال فتعجلت إِلى المدينة واجتنبت المسجدَ ومُجالَسة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت أُصلي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حُجَرِه فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني فقال طوِّلْ يا أَبا عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف فقلت والله لأَعتذرن إِليه فانصرفت فقال السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل ؟ فقلت والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت فقال رحمك الله مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد والشَّريدُ البقية من الشيء ويقال في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي بقية وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا فإِما أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ
( * قوله « كفيل » كذا بالأَصل المعوّل عليه ولعل الأَولى كأفيل بالهمز وهو الفصيل من الإبل كما في القاموس ) وأَفائِلَ وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد وينو الشَّريدِ حَيٌّ منهم صخر أَخو الخنساء وفيهم يقول أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّر ي دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها وبنو الشَّريدِ بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم ( شردح ) ابن الأَعرابي رجل شِرْداحُ القَدَمِ إِذا كان عريضها غليظها ( شردخ ) رجل شِرْداخُ القدمين عريضهما وفي النوادر قَدَمٌ شِرْداخة أَي عريضة وفي بعض حواشي نسخ الصحاح قال أَبو سهل الذي أَحفظه شِرْداح القدم بالحاءِ المهملة ( شردم ) الشِّرْذِمَةُ القليل من الناس وفي التنزيل العزيز إِنَّ هؤلاء لَشِرْذِمةٌ قليلون قال ابن بري حكى الوزير عن أَبي عمر شِرْذِمَة وشِرْدِمَة بالذال والدال والله أعلم ( شرذل ) في الاستيعاب لابن عبد البر في حرف القاف في ترجمة قيس بن الحرث الأَسدي عن خَمِيصة بن الشَّرْذَل قال ابن أَبي خَيْثَمة الشَّرْذَل بالذال المعجمة الرجلُ الطويل ( شرذم ) الشِّرْذِمةُ القِطْعة من الشيء والجمع شَراذِمُ قال ساعدة بن جؤية فَخَرَّتْ وأَلْقَتْ كلَّ نَعْلٍ شَراذِماً يَلُوحُ بضاحي الجِلْدِ منها حُدُورُها الليث الشِّرْذِمةُ القطعة من السَّفَرْجَلة ونحوها وأَنشد يُنَفِّرُ النِّيبَ عنها بَيْنَ أَسْوُقِها لم يَبْقَ من شَرِّها إِلاَّ شَراذِيمُ والشِّرْذِمةُ القليل من الناس وقيل الجماعةُ من الناس القليلة والشِّرْذمة في كلام العرب القليلُ وفي التنزيل العزيز إِن هؤلاء لشِرْذمة قليلون قال ابن بري حكى الوزير عن أَبي عُمَر شِرْذِمة وشِرْدِمة بالدال والذال وثياب شراذِمُ أَي أَخْلاق متقطعة وثوب شَراذمُ أَي قِطَعٌ وأَنشد ابن بري لراجز جاء الشِّتاءُ وقَمِيصي أَخْلاقْ شَراذِمٌ يَضْحَكُ مني التَّوَّاقْ قال والتَّوَّاق ابنه
( شرر ) الشَّرُّ السُّوءُ والفعل للرجل الشِّرِّيرِ والمصدر الشَّرَارَةُ والفعل شَرَّ يَشُِرُّ وقوم أَشْرَارٌ ضد الأَخيار ابن سيده الشَّرُّ ضدّ الخير وجمعه شُرُورٌ والشُّرُّ لغة فيه عن كراع وفي حديث الدعاء والخيرُ كُلُّه بيديك والشَّرُّ ليس إِليك أَي أَن الشر لا يُتقرّب به إِليك ولا يُبْتَغَى به وَجْهُكَ أَو أَن الشر لا يصعد إِليك وإِنما يصعد إِليك الطيب من القول والعمل وهذا الكلام إِرشاد إِلى استعمال الأَدب في الثناء على الله تعالى وتقدس وأَن تضاف إِليه عز وعلا محاسن الأَشياء دون مساوئها وليس المقصود نفي شيء عن قدرته وإِثباته لها فإِن هذا في الدعاء مندوب إِليه يقال يا رب السماء والأَرض ولا يقال يا رب الكلاب والخنازير وإِن كان هو ربها ومنه قوله تعالى ولله الأَسماء الحسنى فادعوه بها وقد شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرّاً وشَرَارَةً وحكى بعضهم شَرُرْتُ بضم العين ورجل شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ من أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ وهو شَرٌّ منك ولا يقال أَشَرُّ حذفوه لكثرة استعمالهم إِياه وقد حكاه بعضهم ويقال هو شَرُّهُم وهي شَرُّهُنَّ ولا يقال هو أَشرهم وشَرَّ إِنساناً يَشُرُّه إِذا عابه اليزيدي شَرَّرَنِي في الناس وشَهَّرني فيهم بمعنى واحد وهو شَرُّ الناس وفلان شَرُّ الثلاثة وشَرُّ الاثنين وفي الحديث وَلَدُ الزنا شَرُّ الثلاثة قيل هذا جاء في رجل بعينه كان