وأَشْرَطَ طائفةً من إِبله وغنمه عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها للبيع والشَّرَطُ من الإِبل ما يُجْلَبُ للبيع نحو النَّاب والدَّبِرِ يقال إِن في إِبلك شَرَطاً فيقول لا ولكنها لُبابٌ كلها وأَشْرَط فلان نفسَه لكذا وكذا أَعْلَمها له وأَعَدَّها ومنه سمي الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفُون بها الواحد شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ قال ابن أَحمر فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عليها وكان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا والشُّرْطةُ في السُّلْطان من العلامة والإِعْدادِ ورجل شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ منسوب إِلى الشُّرطةِ والجمع شُرَطٌ سموا بذلك لأَنهم أَعَدُّوا لذلك وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات وقيل هم أَول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأُ للموت وفي حديث ابن مسعود وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون إِلا غالِبين هم أَوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعة وقيل بل صاحب الشُّرْطةِ في حرب بعينها قال ابن سيده والصواب الأَول قال ابن بري شاهدُ الشُّرْطِيِّ احد الشُّرَطِ قول الدَّهناء واللّهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ الثُّؤْثورُ الجلْوازُ قال وقال آخر أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ من عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ وأَشْراطُ الشيء أَوائلُه قال بعضهم ومنه أَشراطُ الساعةِ وذكرها النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والاشتقاقان مُتقارِبان لأَن علامة الشيء أَوَّله ومَشارِيطُ الأَشياء أَوائلها كأَشْراطِها أَنشد ابن الأَعرابي تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ وتَلْتَوِي مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ قال ولاواحد لها وأَشْراطُ كلِّ شيء ابتداء أَوَّله الأَصمعي أَشْراطُ الساعةِ علاماتها قال ومنه الاشْتِراط الذي يَشْتَرِطُ الناسُ بعضُهم على بعض أَي هي عَلامات يجعلونها بينهم ولهذا سميت الشُّرَط لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفون بها وحكى الحطابي عن بعض أَهل اللغة أَنه أَنكر هذا التفسير وقال أَشراطُ الساعةِ ما تُنكِره الناسُ من صغار أُمورها قبل أَن تقوم الساعة وشُرَطُ السلطانِ نُخْبةُ أَصحابه الذين يقدِّمهم على غيرهم من جنده وقول أَوس بن حجر فأَشْرَط فيها نفْسَه وهو مُعْصِمٌ وأَلْقَى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا أَجعل نفْسَه علَماً لهذا الأَمر وقوله أَشْرَط فيها نفسه أَي هَيَّأَ لهذه النَّبْعةِ وقال أَبو عبيدة سمي الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم أَعِدّاء وأَشراطُ الساعةِ أَسبابُها التي هي دون مُعْظَمِها وقِيامِها والشَّرَطانِ نَجْمانِ من الحَمَلِ يقال لهما قَرْنا الحملِ وهما أَوَّل نجم من الرَّبيع ومن ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر يقع أَشْراطَه ويقال لهما الأَشْراط قال العجاج أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْراطِ ورَيْقُ الليلِ إِلى أَراطِ قال الجوهري الشرطانِ نجمانِ من الحَمَل وهما قَرْناه وإِلى جانِب الشَّمالِيِّ منهما كوكب صغير ومن العرب من يَعُدُّه معهما فيقول هو ثلاثة كواكب ويسميها الأَشراط قال الكميت هاجَتْ عليه من الأَشْراطِ نافِجةٌ في فَلْتةٍ بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قد غَلب عليها فصار كالشيء الواحد قال العجاج من باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُّ أَرادَ الشَّرَطَيْنِ قال ابن بري الشَّرَطانِ تثنية شَرَطٍ وكذلك الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ قال والنسبُ إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ كقوله ومن شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر قال وكذلك النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ قال وربما تسَبُوا إِليه على لفظ الجمع أَشْراطِيٌّ وأَنشد بيت العجاج ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ قال ذو الرمة يصف روضة قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ فيها الذِّهابُ وحَفَّتْها البَراعِيمُ يعني رَوْضةُ مُطرت بنَوء الشرَطينِ وإِنما قال قرحاء لأَنَّ في وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء وقال حوَّاء لخُضْرةِ نباتها وحكى ابن الأَعرابي طلَع الشَّرَطُ فجاء للشَّرَطَيْنِ بواحد والتثنيةُ في ذلك أَعْلى وأَشْهر لأَن أَحدهما لا ينفصل عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ في أَنهما يُثْبَتانِ معاً وتكون حالَتُهما واحدة في كل شيء وأَشْرَطَ الرسولَ أَعْجَله وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رسولاً إِلى أَمر قيل أَشْرَطَه وأَفْرَطَه من الأَشْراط التي هي أَوائل الأَشياء كأَنه
( * قوله « كأَنه إلخ » كذا بالأصل ويظهر ان قبله سقطاً ) من قولك فارِطٌ وهو السابق والشَّرَطُ رُذالُ المالِ وشِرارُه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء قال جرير تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ وفي حديث الزكاة ولا الشَّرَطَ اللَّئيمة أَي رُذالَ المالِ وقيل صِغارُه وشِراره وشَرَطُ الناس خُشارَتُهم وخَمّانُهم قال الكميت وجَدْتُ الناسَ غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ ولَمْ أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودُونا فالشَّرَطُ الدُّونُ من الناسِ والذين هم أَعظم منهم ليسوا بشرَطٍ والأَشْراطُ الأَرْذالُ والأَشْراطُ أَيضاً الأَشْرافُ قال يعقوب وهذا الحرف من الأضداد وأَما قولُ حَسّانَ بن ثابت