في نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ فيقال إِنه أَراد به الحرَسَ وسَفِلةَ الناس وأَنشد ابن الأَعرابي أَشارِيطُ من أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِّءٍ وكان أَبوهمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطا وفي الحديث لا تقومُ الساعةُ حتى يأْخُذَ اللّهُ شريطتَه من أَهلِ الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لا يَعْرِفون مَعْروفاً ولا يُنْكِرُون مُنْكَراً يعني أَهلَ الخيرِ والدِّينِ والأَشْراطُ من الأَضْداد يقع على الأَشراف والأَرذال قال الأَزهري أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ شمراً كذا رواه وشرَطٌ لقَب مالِكِ بن بُجْرَة ذهَبوا في ذلك إِلى اسْتِرْذالِه لأَنه كان يُحَمَّقُ قال خالد بن قيس التيْمي يهجُو مالكاً هذا لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عند السَّبَلهْ وحَلَّقَتْ بك العُقابُ القَيْعَلَهْ مُدْبِرةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ والغنمُ أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه مُفاضَلةٌ وليس هناك فِعْل قال ابن سيده وهذا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تكون من الفعل دون الاسم وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم أَحْنَكُ الشاتين لأَن ذلك لا فعل له أَيضاً عنده وكذلك آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ له عند سيبويه وشَرَطُ الإِبلِ حَواشِيها وصِغارُها واحدها شَرَطٌ أَيضاً وناقة شَرَطٌ وإِبل شَرَطٌ قال وفي بعض نسخ الإِصلاح الغنمُ أَشْراطُ المال قال فإِن صح هذا فهو جمع شَرَط التهذيب وشَرَطُ المالِ صغارها وقال والشُّرَطُ سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شيء خِيارُه وهم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده وقال الأَخطل ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ إِذْ مُنِيت بِهِمْ حَنَّتْ مَثاكِيلُ من أَيْفاعِهمْ نُكُدُ وقال آخر حتى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ وقال أَوْسٌ فأَشْرَط فيها أَي استخَفَّ بها وجعلها شَرَطاً أَي شيئاً دُوناً خاطَرَ بها أَبو عمرو أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَي يَسَّرْتُه وجعلته يليه وأَنشد قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ المُيَسَّرُ للعمل والمِشْرَطُ المِبْضَعُ والمِشْراطُ مثله والشَّرْطُ بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ شَرَطَ يَشْرُطُ ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ الآلةُ التي يَشْرُط بها قال ابن الأَعرابي حدثني بعض أَصحابي عن ابن الكَلْبي عن رجل عن مُجالِد قال كنت جالساً عند عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أَبي طالب بالكوفة فأُتِيَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه فقلت هذا واللّهِ جَهْدُ البَلاء فقال واللّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه ولكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنىً مُوسع وفي الحديث نَهى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن شَرِيطةِ الشيطانِ وهي ذبيحة لا تُفْرَى فيها الأَوْداجُ ولا تُقْطَعُ ولا يُسْتَقْصَى ذبحُها أُخذ من شَرْط الحجام وكان أَهل الجاهلية يقطعون بعضَ حَلْقِها ويتركونها حتى تموتَ وإِنما أَضافها إِلى الشيطان لأَنه هو الذي حملهم على ذلك وحسّن هذا الفعلَ لدَيْهِم وسوّلَه لهم والشَّرِيطةُ من الإِبل المشقُوقةُ الأُذن والشَّرِيطةُ شِبْه خُيوطٍ تُفْتل من الخُوص واللِّيفِ وقيل هو الحبلُ ما كان سمي بذلك لأَنه يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثم يفتل والجمع شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كشَعيرة وشَعير والشَّرِطُ العَتِيدةُ للنساء تَضَعُ فيها طِيبَها وقيل هي عَتيدةُ الطِّيبِ وقيل العَيْبةُ حكاه ابن الأَعرابي وبه فُسِّر قولُ عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني يقول زَيْنُكَ الطِّيبُ الذي في العَتِيدةِ أَو الثيابُ التي في العَيْبة وزَيْني أَنا السِّلاحُ وعَنَى بذي النُّونين السيفَ كما سماه بعضهم ذا الحَيّاتِ قال الأَسود بن يَعْفُرَ عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه فَخَرَّ كما خَرَّ النِّساءُ عَبِيطَا وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذليّ وما جَرَّدْتُ ذا الحَيّاتِ إِلاّ لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ الحُبابِ
( * قوله « الحباب » ضبط في الأصل هنا وفي مادة دبر بالضم وقال هناك الحباب اسم سيفه )
كانت امرأَته نظرت إِلى رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف فأَتَرَّ يَدَها فقال فيها هذا يقول إِنما كنت ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ لجَدِّكِ فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ وقال أَبو حنيفة الشَّرَطُ المَسِيلُ الصغير يجيء من قَدر عشرة أَذرُع مِثل شَرَطِ المال رُذالِها وقيل الأَشْراطُ ما سال من الأَسْلاقِ في الشِّعابِ والشَّرْواطُ الطويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللحْم الدقيقُ يكون ذلك من الناس والإِبل وكذلك الأُنثى بغير هاء قال يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ قال ابن بري الرجَز لجسَّاسِ بن قُطَيْبٍ والرجز مُغَيَّرٌ وصوابه بكماله على ما أَنشده ثعلب في أَمالِيه وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ