كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

لقد عَلِمْتُ وما الإشْرافُ من طَمَعي أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني
( * قوله « من طمعي » في شرح ابن هشام لبانت سعاد من خلقي )
وقال ابن الأَعرابي الإشْرافُ الحِرْصُ وروي في الحديث وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه وقال ابن الأعرابي اسْتَشْرَفَني حَقّي أَي ظَلمَني وقال ابن الرِّقاع ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلوم قال غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم ويقال أَشْرَفْتُ الشيءَ عَلَوْتُه وأَشْرَفْتُ عليه اطَّلَعْتُ عليه من فوق أَراد ما جاءك منه وأَنت غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه وقال الليث اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه وفي الحديث لا يَنْتَهِبُ نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها وفي الحديث لا تَشَرَّفُوا
( * قوله « لا تشرفوا » كذا بالأصل والذي في النهاية لا تستشرفوا ) للبلاء قال شمر التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ وتَوَقُّعُه ومنه فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها وأَشْرَفْت عليه اطَّلَعْتُ عليه من فوق وذلك الموضع مُشْرَفٌ وشارَفْتُ الشيء أَي أَشْرَفْت عليه وفي الحديث اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم وأَبصارَهم قال أَبو منصور في حديث سالم معناه وأَنت غير طامع ولا طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها ومن أَخذها بسخاوةِ نَفْس بُورِك له فيها أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُه أَي علوته قال العجاج ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى قال الجوهري بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من الشمس بقِيّة يقال عند غروب الشمس ما بَقِيَ منها إلا شَفًى واسْتَشْرَفَ إبلَهم تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين والشارِفُ من الإبل المُسِنُّ والمُسِنَّةُ والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً والشارِفُ الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ وقال ابن الأعرابي الشارِفُ الناقة الهِمّةُ والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ ولا يقال للجمل شارِفٌ وأَنشد الليث نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة كُمَيْت عليها كَبْرةٌ فهي شارفُ وفي حديث عليّ وحَمْزة عليهما السلام أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً ويروى ذا الشرَف بفتح الراء والشين أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ وفي حديث ابن زمْل وإذا أَمام ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ هي المُسِنّةُ وفي الحديث إذا كان كذا وكذا أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ قالوا يا رسول اللّه وما الشُّرْفُ الجُون ؟ قال فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ قال أَبو بكر الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود والجُونُ السود قال ابن الأَثير هكذا يروى بسكون الراء
( * قوله « يروى بسكون الراء » في القاموس وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين ) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ إلا في أَسماء معدودة وفي رواية أُخرى الشُّرْقُ الجُون بالقاف وهو جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ وسهم شارِفٌ بعيد العهد بالصِّيانةِ وقيل هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه وقيل هو الدقيق الطويل غيره وسهم شارِفٌ إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم قال أَوس بن حجر يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ ظُهار لُؤامٍ فهو أَعْجَفُ شارِفُ الليث يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ والإشْرافُ الشَّفَقة وأَنشد ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ علينا وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا ودَنٌّ شارِفٌ قدِيمُ الخَمْر قال الأَخطل سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ كأَنَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ وقول بشر وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ وطائرٌ ليس له وَكْرُ قال عمرو الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً ظاهراً وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش وهو يَلِدُ ولا يبيض والطير الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان كأَبوَيه في عادتهما والإشْرافُ سُرعةُ عَدْوِ الخيل وشَرَّفَ الناقةَ كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ

الصفحة 2243