كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

أَراد من اللواتي وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة قال ابن الأَعرابي ليس من الشَّرَف ولكن من التشريف وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في أَخْلافِها وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا رَفَّهَ عن أَنْفاسِه وما رَبا حَداها ساقها شرفاً أَي وجْهاً يقال طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين يريد وجْهاً أَو وجْهَين مُغَرِّباً مُتَباعداً بعيداً رَفَّهَ عن أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو شَوْطَيْنِ وفي حديث الخيل فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين عَدَتْ شَوْطاً أَو شَوْطَيْن والمَشارِفُ قُرًى من أَرض اليمن وقيل من أَرض العرب تَدْنُو من الرِّيف والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها يقال سَيفٌ مَشْرَفيّ ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ وفي حديث سَطِيح يسكن مَشارِفَ الشام هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب قيل لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ والبَراغِيلُ وقيل هي القرى التي تَقْرُب من المدن ابن الأَعرابي العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ وهو طين أَحمر وثوب مُشَرَّفٌ مصبوغ بالشَّرَف وأَنشد أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ وقال الليث الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر يقال له الدّارْبَرْنَيان قال أَبو منصور والقول ما قال ابن الأعرابي في المُشَرَّفِ وفي حديث عائشة أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً قال هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب والشُّرافيُّ لَوْنٌ من الثياب أَبيض وشُرَيفٌ أَطولُ جبل في بلاد العرب ابن سيده والشُّرَيْف جبل تزعم العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض وشَرَفٌ جبل آخرُ يقرب منه والأَشْرَفُ اسم رجل وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً اسم ماء بعينه وشَراف موضع عن ابن الأَعرابي وأَنشد لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ
( * قوله « غظتني بالحزم حزم » في معجم ياقوت عضني بالجوّ جوّ )
التهذيب وشَرافِ ماء لبني أَسد ابن السكيت الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ قال وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها وفيها حِمَى ضَرِيّةَ وضرِيّة بئر وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ والشُّرَيْفُ إلى جنبه يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ فما كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف وما كان مغرِّياً فهو الشرَفُ قال أَبو منصور وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ ولا ذاتُ قَرْن شَرافِ موضع وقيل ماء لبني أَسد وفي الحديث أَن عمر حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ قال ابن الأَثير كذا روي بالشين وفتح الراء قال وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء وفي الحديث ما أُحِبُّ أَن أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ والشُّرَيْفُ مُصَغّر ماء لبني نُمير والشاروفُ جبل وهو موَلَّد والشاروفُ المِكْنَسةُ وهو فارسيٌّ معرَّب وأَبو الشَّرفاء من كُناهم قال أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ أَراد مَنّاع أَهل الخفر ( شرفغ ) الشُّرْفُوغُ الضِّفْدع الصغير يمانية
( شرق ) شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً طلعت واسم الموضع المَشْرِق وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل وفي حديث ابن عباس نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس يقال شَرَقَت الشمسُ إذا طلعت وأشْرَقَت إذا أضاءت فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر حتى تطلع الشمس وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر حتى ترتفع الشمس والإضاءة مع الإرتفاع وقوله تعالى يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب فلما جُعِلا اثنين غَلَّب لفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم والوجودُ لا محالة أشرفُ كما يقال القمران للشمس والقمر قال لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير وكما قالوا سُنَّة العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر رضوان الله عليهما فآثروا الخِفَّة وأما قوله تعالى رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب فقد ذكر في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب والشَّرْق المَشْرِق والجمع أَشراق قال كُثَيِّر عزّة إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل زيَّنُوا مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا والتَّشْرِيقُ الأخذ في ناحية المشرق يقال شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ ومُغرِّبٍ وشَرِّقوا ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق وكل ما طلَع من المشرق فقد شَرَّق ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم وفي الحديث لا تَسْتَقْبلوا

الصفحة 2244