كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وأَما ما جاء في الحديث من قوله لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا معهم فقال بعضهم هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت وقال أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا الذي قد شَرِق بريقه عند الموت أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة في الصحاح بجمعة ولا بغيرها وسئل عن هذا الحديث فقال أَلم ترَ الشمسَ إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة ؟ فذلك شَرَقُ الموتى قال أَبو عبيد يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى دون الأَحياء أَبو زيد تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى في ذلك الوقت وفي الحديث أَنه ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى له معنيان أَحدهما أَنه أَراد به آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت بريقه إذا غَصَّ به فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان فصارت بين القبور كأنها لُجّة ؟ فذلك شَرَقُ الموتى يقال شَرِقَت الشمس شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها قال ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة من اليوم والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند خروج نفسه وفي بعض الروايات واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة وقال أبو عبيد المُشَرَّق جبل بسوق الطائف وقال غيره المُشَرَّق سُوقُ الطائف وقول أبي ذؤيب حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ بصَفا المُشَرَّق كلَّ يومٍ تُقْرَعُ يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك ورواه ابن الأعرابي بصفا المُشَقَّر قال وهو صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا والشارِقُ الكِلْسُ عن كراع والشَّرْقُ طائر وجمعه شُروق وهو من سِباع الطير قال الراجز قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ قال شمر أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي انْتَفِخي يا أَرْنَبَ القِيعان وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ أو ضربة من شرق شاهيان أو توجي جائع غرثان
( * قوله « أو ضربة من شرق إلى آخر البيت » هكذا في الأصل )
قال الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود والشارِق صنم كان في الجاهلية وعبد الشارِق اسم وهو منه والشَّرِيقُ اسم صنم أيضاً والشَّرْقِيُّ اسم رجل راوِية أَخبار ومِشْرِيق موضع وشَرِيق اسم رجل
( شرقرق ) الليث الشِّقِرّاق والشَّقِرَّاق والشَّرَقْراق والشِّرَقْراق لغتان طائر يكون في أرض الحَرَم في منابت النخيل كقدر الهُدْهد مرقَّط بحُمْرة وخضرة وبياض وسواد ( شرك ) الشِّرْكَةُ والشَّرِكة سواء مخالطة الشريكين يقال اشترَكنا بمعنى تَشارَكنا وقد اشترك الرجلان وتَشارَكا وشارَك أَحدُهما الآخر فأَما قوله عَلى كُلِّ نَهْدِ العَصْرَيَيْنِ مُقَلِّصٌ وجَرْداءَ يَأْبى رَبُّها أَن يُشارَكا فمعناه أَنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره ويُشارَك يعني يشاركه في الغنيمة والشَّريكُ المُشارِك والشِّرْكُ كالشَّريك قال المُسَيِّب أَو غيره شِرْكاً بماء الذَّوْبِ يَجْمَعهُ في طَوْد أَيْمَنَ في قُرى قَسْرِ والجمع أَشْراك وشُرَكاء قال لبيد تَطيرُ عَدائدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ قال الأَزهري يقال شَريك وأَشْراك كما يقال يتيم وأَيتام ونصير وأَنصار وهو مثل شريف وأَشراف وشُرفاء والمرأة شَريكة والنساء شَرائك وشاركت فلاناً صرت شريكه واشْتركنا وتَشاركنا في كذا وشَرِكْتُه في البيع والميراث أَشْرَكُه شَرِكةً والإسم الشِّرْك قال الجعدي وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنان والجمع أَشْراك مثل شِبْر وأَشبار وأَنشد بيت لبيد وفي الحديث من أَعتق شِرْكاً له في عبد أَي حصة ونصيباً وفي حديث معاذ أَنه أَجاز بين أَهل اليمن الشِّرْكَ أَي الإشتراكَ في الأرض وهو أن يدفعها صاحبها إلى آخر بالنصف أو الثلث أو نحو ذلك وفي حديث عمر بن عبد العزيز إن الشِّركَ جائز هو من ذلك قال والأشْراكُ أَيضاً جمع الشِّرْك وهو النصيب كما يقال قِسْمٌ وأقسام فإن شئت جعلت الأَشْراك في بيت لبيد جمع شريك وإن شئت جعلته جمع شِرْك وهو النصيب

الصفحة 2248