ويقال هذه شَرِيكَتي وماء ليس فيه أَشْراك أَي ليس فيه شُركاء واحدهما شِرْك قال ورأَيت فلاناً مُشتركاً إذا كان يُحَدِّث نفسه أن رأيه مُشْتَرَك ليس بواحد وفي الصحاح رأيت فلاناً مُشْتَرَكاً إذا كان يحدِّث نفسه كالمهموم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال الناسُ شُرَكاء في ثلاث الكَلإ والماء والنار قال أَبو منصور ومعنى النار الحَطَبُ الذي يُستوقد به فيقلع من عَفْوِ البلاد وكذلك الماء الذي يَنْبُع والكلأُ الذي مَنْبته غير مملوك والناس فيه مُسْتَوُون قال ابن الأثير أَراد بالماء ماء السماء والعيون والأَنهار الذي لا مالك له وأراد بالكلإِ المباحَ الذي لا يُخَصُّ به أَحد وأَراد بالنار الشجَر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقاً وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثلاثة والصحيح الأول وفي حديث أم معبد تَشارَكْنَ هَزْلى مُخُّهنَّ قَليلُ أَي عَمَّهنَّ الهُزال فاشتركن فيه وفَريضة مُشتَرَكة يستوي فيها المقتسمون وهي زوج وأُم وأَخوان لأم وأخوان لأَب وأُم للزوج النصف وللأم السدس وللأخوين للأم الثلث ويَشْرَكُهم بنو الأب والأُم لأن الأَب لما سقط سقط حكمه وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معاً وهذا قول زيد وكان عمر رضي الله عنه حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأُم ولم يجعل للإخوة للأَب والأُم شيئاً فراجعه الإخوة للأَب والأُم وقالوا له هب أَن أَبانا كان حماراً فأَشْرِكْنا بقرابة أُمنا فأَشَرَكَ بينهم فسميت الفريضةُ مُشَرَّكةً ومُشَرَّكةً وقال الليث هي المُشْتَرَكة وطريق مُشْتَرَك يستوي فيه الناس واسم مُشْتَرَك تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة وقوله أنشده ابن الأَعرابي ولا يَسْتَوِي المَرْآنِ هذا ابنُ حُرَّةٍ وهذا ابنُ أُخُرى ظَهْرُها مُتَشَرَّكُ فسره فقال معناه مُشْتَرَك وأَشْرَك بالله جعل له شَريكاً في ملكه تعالى الله عن ذلك والإسم الشِّرْكُ قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان أنه قال لإبنه يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بالله إن الشِّرْكَ لَظُلم عظيم والشِّرْكُ أَن يجعل لله شريكاً في رُبوبيته تعالى الله عن الشُّرَكاء والأنداد وإِنما دخلت التاء في قوله لا تشرك بالله لأن معناه لا تَعْدِلْ به غيره فتجعله شريكاً له وكذلك قوله تعالى وأَن تُشْرِكوا بالله ما لم يُنَزِّل به سُلْطاناً لأن معناه عَدَلُوا به ومن عَدَلَ به شيئاً من خَلقه فهو كافرّ مُشرِك لأن الله وحده لا شريكَ له ولا نِدَّ له ولا نَديدَ وقال أَبو العباس في قوله تعالى والذين هم مُشْرِكون معناه الذين هم صاروا مشركين بطاعتهم للشيطان وليس المعنى أنهم آمنوا بالله وأَشركوا بالشيطان ولكن عبدوا الله وعبدوا معه الشيطان فصاروا بذلك مُشْركين ليس أَنهم أَشركوا بالشيطان وآمنوا بالله وحده رواه عنه أَبو عُمر الزاهد قال وعَرَضَه على المُبرِّد فقال مُتْلَئِبٌّ صحيح الجوهري الشِّرْك الكفر وقد أَشرك فلان بالله فهو مُشْرِك ومُشْرِكيٌّ مثل دَوٍّ ودَوِّيٍّ وسَكٍّ وسَكِّيّ وقَعْسَرٍ قَعْسَريّ بمعنى واحد قال الراجز ومُشْرِكِيٍّ كافرٍ بالفُرْقِ أَي بالفُرقان وفي الحديث الشّرْك أَخْفَى في أُمتي من دبيب النمل قال ابن الأثير يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله ومنه قوله تعالى ولا يُشْرِكْ بعبادة ربه أَحداً وفي الحديث من حلف بغير الله فقد أَشْرَك حيث جعل ما لا يُحْلَفُ به محلوفاً به كاسم الله الذي به يكون القَسَم وفي الحديث الطِّيَرةُ شِرْكٌ ولكنّ الله يذهبه بالتوكل جعل التَطَيُّرَ شِرْكاً به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر وليس الكفرَ بالله لأنه لو كان كفراً لما ذهب بالتوكل وفي حديث تَلْبية الجاهلية لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ يَعْنون بالشريك الصنم يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل فذلك معنى قوله تملكه وما ملك قال محمد بن المكرم اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان أنظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هُوَلَكَ ولا قولهم تملك وما مع تسميتهم الصنم شريكاً بل حَبِطَ عَمَلهُم بهذه التسمية ولم يصح لهم التوحيد مع الإستثناء ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم إلا ليقرّبونا إلى الله زُلْفى وقوله تعالى وأَشْرِكْهُ في أَمْري أَي اجعله شريكي فيه ويقال في المُصاهرة رَغِبْنا في شِرككم وصِهْرِكم أَي مُشاركتكم في النسب قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول فلان شريك فلان إذا كان متزوجاً بابنته أَو بأُخته وهو الذي تسميه الناس الخَتَنَ قال وامرأة الرجل شَرِيكَتُه وهي جارته وزوجها جارُها وهذا يدل على أَن الشريك جار وأَنه أَقرب الجيران