كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

ذلك شَدُّوا أَنْفَها وعَيْنَيها ثم حَشَوْا خَوْرانَها بدُرْجةٍ مَحْشُوَّةٍ خِرَقاً ومُشاقَة ثم خَلُّوا الخَوْرانَ بِخِلالَيْنِ وتُرِكَتْ كذلك يوماً فَتَظُنُّ أَنها قد مَخِضَتْ للوِلادِ فإِذا غَمَّها ذلك نَفَّسُوا عنها ونزعوا الدُّرْجَة من خَوْرانِها وقد هُيِّئَ لها حُوارٌ فَتَرَى أَنها وَلَدَتْهُ فتَذُرُّ عليه والخَوْرانُ مَجْرَى خروج الطعام من الناس والدواب ويقال للجلد إِذا تشقق وتمزق قد تَشَرَّمَ ولهذا قيل للمشقوقِ الشفة أَشْرَمُ وهو شبيه بالعَلَم وفي حديث كعب أَنه أُتِي عمر بكتاب قد تَشَرَّمَتْ نواحيه فيه التوراة أَي تشققت ابن الأَعرابي يقال للرجل المشقوق الشفة السُّفْلَى أَفْلَحُ وفي العُلْيا أَعْلَمُ وفي الأَنف أَخْرَمُ وفي الأُذُن أَخْرَبُ وفي الجَفْن أَشْتَرُ ويقال فيه كُلِّه أَشْرَمُ وشَرَمَ الثريدَة يَشْرِمُها شَرْماً أَكل من نواحيها وقيل جَرَفَها وقَرَّبَ أَعرابي إِلى قوم جَفْنَةً من ثريد فقال لا تَشرِمُوها ولا تَقْعَرُوها ولا تَصْقَعوها فقالوا وَيحَك ومن أَين نأْكل ؟ فالشَّرْمُ ما تَقَدَّم والقَعْرُ أَن يأْكل من أَسفلها والصقعُ أَن يأْكل من أَعلاها وقول عمرو ذي الكلب فقلتُ خُذْها لا شَوىً ولا شَرَمْ إِنما أَراد ولا شَقٌّ يسيرٌ لا تموت منه إِنما هو شق بالغ يِهْلِكُك وأَراد ولا شَرْمٌ فحرَّك للضرورة والشَّرِيمُ والشَّرُومُ المرأَة المُفْضاة وامرأَة شَرِيم شُقَّ مَسْلكاها فصارا شيئاً واحداً قال يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ أَفْضَلُ من يَومْ احْلِقِي وقُومِي أَراد الشِّدَّةَ وهذا مثل تضربه العرب فتقول لقيت منه يومَ احْلِقِي وقُومي أَي الشدَّةَ وأَصله أَن يموت زوج المرأَة فَتَحْلِق شعرها وتقوم مع النوائح وبَقَّةُ اسم امرأَة يقول يوم شُرمَ جِلْدُها يعني الاقْتِضاضَ وكلُّ شَقٍّ في جبل أَو صخرة لا يَنْفُذُ شَرْمٌ والشَّرْمُ لُجَّة البحر وقيل موضع فيه وقيل هو أَبْعَدُ قَعْره الجوهري وشَرْمٌ من البحر خَلِيجٌ منه ابن بري والشُّروم غَمَراتُ البحر واحدها شَرْمٌ قال أُمَيَّة يصف جهنم فَتَسْمُو لا يُغَيِّبُها ضَراءٌ ولا تَخْبُو فَتَبْرُدُها الشُّرُومُة وعُشْبٌ شَرْمٌ كثير يؤْكل من أَعلاه ولا يحتاج إِلى أَوساطه ولا أُصوله ومنه قول بعض الرُّوَّادِ وَجَدْتُ خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْما والهَرْمَى التي ليس لها دُخان إِذا أُوقِدَتْ من نَفْسها وقِدَمِها وشَرَمَ له من ماله أَي أَعطاه قليلاً وتَشْرِيمُ الصَّيْدِ أَن يَنْفَلِتَ جَرِيحاً وقال أَبو كبير الهُذَليُّ وَهِلاً وقد شََرَعَ الأَسِنَّةَ نَحْوَها من بينِ مُحْتَقٍّ لها ومُشَرِّمِ
( * قوله « وهلاً » كذا بالأصل هنا وفيه في مادة حقق هلا )
مُحْتَقٍّ قد نَفَذَ السِّنانُ فيه فقتله ولم يُفْلِتْ وشُرْمَةُ موضع
( * قوله « وشرمة موضع » كذا بضبط الأصل بضم فسكون والذي في القاموس وياقوت أن اسم الموضع شرمة محركة واسم الجبل بضم فسكون وأنشد ياقوت البيت شاهداً على اسم الجبل ) قال ابن مقبل يصف مَطراً فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكناف شُرْمَةٍ أَجَشُّ سِماكِيٌّ من الوبْلِ أفْضَحُ والشُّرْمَةُ بالضم اسم جبل قال أَوْسٌ وما فَتِئَتْ خيلٌ كأَنَّ غُبارَها سُرادِقُ يومٍ ذي رِياحٍ تَرَفَّعُ تَثُوبُ عليهم من أَبانٍ وشُرْمةٍ وتَرْكَبُ من أَهْلِ القَنانِ وتَفْزَعُ أَبانٌ جبل وشُرْمة موضع والفَزَعُ هنا من الإِصْراخِ والإِغاثَةِ
( شرمح ) الشَّرْمَحُ والشَّرْمَحِيُّ من الرجال القوي الطويل وأَنشد الأَخفش ولا تَذْهَبَنْ عيناكَ في كل شَرْمَحٍ طُوالٍ فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ
( * قوله « فإن الأقصرين أمازره » يريد أَمازرهم أي أَقوياءهم قلوباً كما يأتي في مزر )
التهذيب وهم الشَّرامِحُ ويقال شَرامِحة والشَّرْمَحة من النساء الطويلة الخفيفة الجسم قال ابن الأَعرابي هي الطويلة الجسم وأَنشد والشَّرْمَحاتُ عندها قُعُودُ يقول هي طويلة حتى إِن النساء الشَّرامِحَ ليَصِرْنَ قُعوداً عندها بالإِضافة إِليها وإِن كنّ قائمات والشَّرَمَّحُ كالشَّرْمَحِ قال أَظَلَّ علينا بعد قَوْسَيْنِ بُرْدَه أَشَمُّ طويلُ الساعِدَيْن شَرَمَّحُ ( شرن ) ابن الأَعرابي الشَّرْنُ الشَّقُّ في الصخرة أَبو عمرو في الصخرة شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ وقد شَرِمَ وشَرِنَ إذا انْشَقَّ وذكر ابن بري في هذه الترجمة الشِّرْيانَ وهو شجر صُلْب تتخذ منه القِسِيُّ واحدته شِرْيانة وهو كجِرْيالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ قال وقَوْسُك شِرْيانةٌ ونَبْلُك جَمْرُ الغَضى قال والشُّورَانُ العُصْفُر قال والصحيح عندي أَنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر من فِعْيال قال ولهذا ذكره الجوهري في شري ورأَيت هنا حاشية قال لم يذكر الجوهري الشِّرْيانَ هذا للشجر أَصلاً في كتابه وإِنما ذكر في فصل شري الشِّرْيان واحد الشَّرايين وهي العُروق النابضة

الصفحة 2251