شَرْواها من الغنم أَي مِثْلَها وفي حديث عمر رضي الله عنه في الصدقة فلا يأْخذ إلاَّ تلك السِّنَّ مِن شَرْوَى إبلِه أَو قيمةَ عَدْلٍ أَي من مِثْلِ إبلهِ وفي حديث شريح قَضَى في رجلٍ نَزَع في قَوْسِ رجلٍ فكسَرها فقال له شَرْواها وفي حديث النخعي في الرجلِ يبيعُ الرجلَ ويشترط الخَلاصَ قال له الشَّرْوَى أَي المِثْلُ وفي حديث أُمِّ زرعٍ قال فَنَكَحْتُ بعده رجلاً سَرِيّاً رَكِبَ شَرِيّاً وأَخذَ خَطِّيّاً وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَريّاً قال أَبو عبيد أَرادت بقولِها رَكِبَ شَرِيّاً أَي فرساً يَسْتَشْرِي في سيرهِ أَي يَلِجُّ ويَمْضِي ويَجِدُّ فيه بلا فُتورٍ ولا انكسارٍ ومن هذا يقال للرجل إذا لَجَّ في الأَمر قد شَريَ فيه واسْتَشْرى قال أَبو عبيد معناه جادُّ الجَرْي يقال شَرِيَ الرجلُ في غَضَبِهِ واسْتَشْرَى وأَجَدَّ أَي جَدَّ وقال ابن السكيت رَكِبَ شَرِيّاً أي فرَساً خِياراً فائقاً وشَرَى المالِ وشَراتُه خيارهُ والشَّرَى بمنزلة الشَّوَى وهما رُذالُ المال فهو حرف من الأَضداد وأَشراءُ الحَرَمِ نواحِيه والواحِد شَرىً مقصور وشَرَى الفُراتِ ناحيتهُ قال القطامي لُعِنَ الكَواعِبُ بَعْدَ يومَ وصَلْتَني بِشَرَى الفُراتِ وبَعْدَ يَوْمِ الجَوْسَقِ وفي حديث ابن المسيب قال لرجلٍ انْزِلْ أَشْراءَ الحَرَمِ أَي نواحيَه وجَوانِبَه الواحدُ شَرىً وشَرِيَ زِمامُ الناقةِ اضطَربَ ويقال لزِمامِ الناقة إذا تتابَعَتْ حركاته لتحريكها رأْسَها في عَدْوِها قد شَرِيَ زمامُها يَشْرَى شَرىً إذا كثُر اضطرابهُ وشَرِيَ الشرُّ بينهم شَرىً اسْتَطارَ وشَرِيَ البرق بالكسر شَرىً لَمَع وتتابَع لمَعانُه وقيل اسْتَطارَ وتَفَرَّق في وجه الغَيْمِ قال أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يغْتَمِضْ يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقَا وكذلك اسْتَشْرَى ومنه يقال للرجلِ إذا تمَادَى في غَيِّهِ وفسادِه شَرِيَ بَشْرَى شَرىً واسْتَشْرَى فُلانٌ في الشَّرِّ إذا لَجَّ فيه والمُشاراةُ المُلاجَّةُ يقال هو يُشارِي فلاناً أي يُلاجُّه وفي حديث عائشة في صفة أَبيها رضي الله عنهما ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينه أي لَجَّ وتَمادَى وجَدَّ وقَوِيَ واهْتَمَّ به وقيل هو مِنْ شَريَ البرقُ واسْتَشْرَى إذا تتابَع لمَعانهُ ويقال شَرِيَتْ عينهُ بالدَّمْعِ إذا لَجَّت وتابَعَت الهَمَلان وشَرِيَ فلانٌ غَضَباً وشَرِيَ الرجل شَرىً واسْتَشرَى غَضِبَ ولَجَّ في الأَمْرِ وأَنشد ابن بري لابن أَحمر باتَتْ عَلَيه ليلةٌ عَرْشِيَّةٌ شَرِبَت وباتَ عَلى نَقاً مُتَهَدِّمِ شَرِيَتْ لَجَّتْ وعَرْشِيَّةٌ منسوبة إلى عَرْشِ السِّماكِ ومُتَهَدِّم مُتهافِت لا يَتماسك والشُّراة الخَوارِجُ سُمُّوا بذلك لأَنَّهم غَضِبُوا ولَجُّوا وأَمّا هُمْ فقالوا نحن الشُّراةُ لقوله عز وجل ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْرِي نفسَه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ أَي يَبِيعُها ويبذُلُها في الجهاد وثَمَنُها الجنة وقوله تعالى إنَّ اللهَ اشْتَرَى من المؤْمنين أَنفَسَهم وأَموالَهم بأَنَّ لهُم الجنةَ ولذلك قال قَطَرِيُّ بن الفُجاءَة وهو خارجيٌّ رأْْت فِئةً باعُوا الإلهَ نفوسَهُم بِجَنَّاتِ عَدْنٍ عِندَهُ ونَعِيمِ التهذيب الشُّراةُ الخَوارِجُ سَمَّوْا أَنفسهم شُراةً لأَنهم أرادوا أنهم باعُوا أَنفسهم لله وقيل سُموا بذلك لقولهم إنَّا شَرَيْنا أَنفسنا في طاعةِ الله أَي بعناها بالجنة حين فارَقْنا الأَئِمَّةَ الجائِرة والواحد شارٍ ويقال منه تَشَرَّى الرجلُ وفي حديث ابن عمر أنه جمع بَنِيهِ حين أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابنِ الزُّبَيْر وخَلَعُوا بَيْعَةَ يزيدَ أَي صاروا كالشُّراةِ في فِعْلِهم وهُم الخَوارجُ وخُروجِهم عن طاعةِ الإمامِ قال وإنما لزمَهم هذا اللقَبُ لأَنهم زعموا أَنهم شَرَوْا دُنْياهم بالآخرةَ أَي باعُوها وشَرَى نفسَه شِرىً إذا باعَها قال الشاعر فلَئِنْ فَرَرْتُ مِن المَنِيَّةِ والشِّرَى والشِّرَى يكون بيعاً واشْتِراءً والشارِي المُشْتَرِي والشاري البائِعُ ابن الأَعرابي الشراء ممدودٌ ويُقْصَر فيقال الشرا قال أَهلُ نجدٍ يقصُرونه وأَهل تهامَة يَمُدُّونه قال وشَرَيْت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أَيديهم إلى عَدُوِّهم فقاتَلْتَهم أَو إلى السلطان فَتَكَلَّمْت عنهم وقد شَرَى بنفسه إذا جَعَل نفسه جُنَّةً لهم شمر أَشْرَيْتُ الرجلَ والشَّيءِ واشْتَرَيْتُه أَي اخْتَرْتُه وروي بيت الأَعشى شَراة الهِجانِ وقال الليث شَراةُ أَرضٌ والنَِّسبة إليها شَرَوِيّ قال أَبو تراب سمعت السُّلَمِيَّ يقول أَشْرَيْتُ بين القومِ وأَغْرَيْتُ وأَشْرَيْتهُ به فَشَرِيَ مثلُ أَغْرَيْتهُ به ففَرِيَ وشَرِيَ الفَرَسُ في سَيْره واسْتَشْرَى أَي لَجَّ فهو فَرَسٌ شَرِيٌّ علي فعيل ابن سيده وفَرَسٌ شَرِيٌّ يَسْتَشْرِي في جَرْيِهِ أَي يَلِجُّ وشاراهُ مُشاراةً لاجَّهُ وفي حديث السائب كان النبي صلى الله عليه وسلم شَريكي فكان خير شَريكٍ لا يُشارِي ولا يُمارِي ولا يُدارِي المُشاراةُ المُلاجَّةُ وقيل لا يشارِي من الشَّرِّ أَي لا يُشارِرُ فقلب إحدى الراءَيْن ياءً قال ابن الأَثير والأَول الوجه ومنه الحديث الآخر لا تُشارِ أَخاك في إحدى الروايتينِ وقال ثعلب في قوله لا يُشارِي لا يَستَشْري من الشَّرِّ ولا يُمارِي لا يُدافِعُ عن الحقِّ ولا يُرَدِّدُ