كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

والتَّشْعيثُ التفريق والتمييزُ كانْشِعاب الأَنهار والأَغصان قال الأَخطل تَذَرَّيْتَ الذَّوائبَ من قُرَيْشٍ وإِنْ شُعِثُوا تَفَرَّعْتَ الشِّعابا قال شُعِثُوا فُرِّقُوا ومُيِّزُوا والتَّشْعيثُ في عَروضِ الخَفيفِ ذَهابُ عين فاعلاتن فيبقى فالاتن فينقل في التقطيع إِلى مفعولن شبهوا حذف العين ههنا بالخرم لأَنها أَوَّلُ وَتِدٍ وقيل إِن اللام هي الساقطة لأَنها أَقرب إِلى الآخر وذلك أَن الحذف إِنما هو في الأَواخر وفيما قَرُبَ منها قال أَبو إِسحق وكلا القولين جائز حَسَنٌ إِلاّ أَن الأَقيس على ما بَلَوْنا في الأَوتاد من الخَرْم أَن يكون عينُ فاعلاتن هي المحذوفة وقياسُ حذف اللام أَضعفُ لأَن الأَوتاد إِنما تحذف مِن أَوائلها أَو مِن أَواخرها قال وكذلك أَكثر الحذف في العربية إِنما هو من الأَوائل أَو من الأَواخر وأَما الأَوساط فإِن ذلك قليل فيها فإِن قال قائل فما تنكر من أَن تكون الأَلف الثانية من فاعلاتن هي المحذوفة حتى يبقى فاعلَتُن ثم تسكن اللام حتى يبقى فاعلْتن ثم تنقله في التقطيع إِلى مفعولن فصار مثل فعلن في البسيط الذي كان أَصله فاعلن ؟ قيل له هذا لا يكون إِلا في الأَواخر أَعني أَواخر الأَبيات قال وإِنما كان ذلك فيها لأَنها موضع وقف أَو في الأَعاريض لأَن الأَعاريض كلها تتبع الأَواخر في التصريع قال فهذا لا يجوز ولم يقله أَحد قال ابن سيده والذي أَعتقده مُخالَفةُ جميعهم وهو الذي لا يجوز عندي غيره أَنه حذفت أَلف فاعلاتن الأُولى فبقي فعلاتن وأُسكنت العين فصار فعْلاتن فنقل إِلى مفعولن فإِسكان المتحرّك قد رأَيناه يجوز في حشو البيت ولم نرَ الوتد حُذف أَوّله إِلا في أَوّل البيت ولا آخرُه إِلا في آخر البيت وهذا كله قول أَبي إِسحق والأَشْعَثُ رجلٌ والأَشاعِثةُ والأَشاعِثُ منسوبون إِلى الأَشْعَث بدل من الأَشْعَثيين والهاء للنسب وشَعْثاءُ اسم امرأَة قال جرير أَلا طَرَقَتْ شَعْثاءُ والليلُ دُونَها أَحَمَّ عِلافِيّاً وأَبْيَضَ ماضِيَا قال ابن الأَعرابي وشَعْثاء اسم امرأَةِ حَسَّانَ بن ثابت وشُعَيْث اسم إِما أَن يكون تصغير شَعَثٍ أَو شَعِثٍ أَو تصغير أَشْعَثَ مُرَخَّماً أَنشد سيبويه لَعَمْرُكَ ما أَدْري وإِن كنتُ دارياً شُعَيْثُ بنُ سَهْم أَمْ شُعْيْثُ بنُ مِنْقَرِ ورواه بعضهم شُعَيْبٌ وهو تصحيف
( شعذ ) الشَّعْوَذَةُ خِفَّةٌ في اليد وأُخْذٌ كالسحر يُري الشيءَ بغير ما عليه أَصله في رأْي العين ورجل مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وليس من كلام البادية والشَّعْوَذَةُ السُّرْعَةُ وقيل هي الخفة في كل أَمْرٍ والشَّعْوَذِيُّ رسول الأُمراء في مهاتهم على البريد وهو مشتق منه لسرعته وقال الليث الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مستعمل وليس من كلام أَهل البادية( شعر ) شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً الأَخيرة عن اللحياني كله عَلِمَ وحكى اللحياني عن الكسائي ما شَعَرْتُ بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان وحكي عن الكسائي أَيضاً أَشْعُرُ فلاناً ما عَمِلَهُ وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله قال وهو كلام العرب ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ قال سيبويه قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة كما قالوا ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء مع الأَب خاصة وحكى اللحياني عن الكسائي ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ وأَنشد يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا وأَنشد ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْ رٍو ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ وفي الحديث ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع فحذف الخبر وهو كثير في كلامهم وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به أَعلمه إِياه وفي التنزيل وما يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون أَي وما يدريكم وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى وشَعَرَ به عَقَلَه وحكى اللحياني أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه وأَشْعَرْتُ به أَطْلَعْتُ عليه وشَعَرَ لكذا إِذا فَطِنَ له وشَعِرَ إِذا ملك
( * قوله « وشعر إِذا ملك إِلخ » بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس ) عبيداً وتقول للرجل اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً غَشِيَهُ به ويقال أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً والشِّعْرُ منظوم القول غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية وإِن كان كل عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع والعُودُ على المَندَلِ والنجم على

الصفحة 2273