كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ وكذلك تَشَعَّرَ وفي الحديث زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته وأَشْعَرَتِ الناقةُ أَلقت جنينها وعليه شَعَرٌ حكاه قُطْرُبٌ وقال ابن هانئ في قوله وكُلُّ طويلٍ كأَنَّ السَّلِي طَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا أَراد كأَن السليط وهو الزيت في شهر هذا الفرس لصفائه والشِّعارُ جمع شَعَرٍ كما يقال جَبَل وجبال أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو كأَنه مدهون بالسليط والمُوَارِي في الحقيقة الشِّعارُ والمُوارَى هو الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب وفيه قول آخر يجوز أَن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه كأَن السليط في حيث وارى الأَديم الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم وهو تحت الأَديم لأَن الأَديم الجلد يقول فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر وإِذا كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله وداهية شَعْراءُ وداهية وَبْراءُ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه جئتَ بها شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه وشَعَرَهُ خفيفة عن اللحياني كل ذلك بَطَّنَهُ بشعر وخُفٌّ مُشْعَرٌ ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه والشَّعِرَةُ من الغنم التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ وقيل هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها وداهيةٌ شَعْراء كَزَبَّاءَ يذهبون بها إِلى خُبْثِها والشَّعْرَاءُ الفَرْوَة سميت بذلك لكون الشعر عليها حكي ذلك عن ثعلب والشَّعارُ الشجر الملتف قال يصف حماراً وحشيّاً وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعارَا يقول اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل وقيل الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ وما أَشبهها يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ يقال أَرض ذات شَعارٍ أَي ذات شجر قال الأَزهري قيده شمر بخطه شِعار بكسر الشين قال وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة وأَما ابن السكيت فرواه شَعار بفتح الشين في الشجر وقال الرِّياشِيُّ الشعار كله مكسور إِلا شَعار الشجر والشَّعارُ مكان ذو شجر والشَّعارُ كثرة الشجر وقال الأَزهري فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر ورَوْضَة شَعْراء كثيرة الشجر ورملة شَعْراء تنبت النَّصِيَّ والمَشْعَرُ أَيضاً الشَّعارُ وقيل هو مثل المَشْجَرِ والمَشاعر كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار قال ذو الرمة يصف ثور وحش يَلُوحُ إِذا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر قال أَبو حنيفة وإِن جعلت المَشْعَر الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ والشَّعْراء الشجر الكثير والشَّعْراءُ الأَرض ذات الشجر وقيل هي الكثيرة الشجر قال أَبو حنيفة الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ والشَّعْراء أَيضاً الأَجَمَةُ والشَّعَرُ النبات والشجر على التشبيه بالشَّعَر وشَعْرانُ اسم جبل بالموصل سمي بذلك لكثرة شجره قال الطرماح شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها شَعْرانُ مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها أَراد شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام كما قال زهير حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ أَي حُجْنٌ مخالبُه وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ هو اسم جبل لهم وشَعْرٌ جبل لبني سليم قال البُرَيْقُ فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا وقيل هو شِعِرٌ والأَشْعَرُ جبل بالحجاز والشِّعارُ ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ وفي المثل هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ يصفهم بالمودّة والقرب وفي حديث الأَنصار أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ والدثار الثوب الذي فوق الشعار وفي حديث عائشة رضي الله عنها إِنه كان لا ينام في شُعُرِنا هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب وإِنما خصتها بالذكر لأَنها أَقرب إِلى ما تنالها النجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد ومنه الحديث الآخر إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا إِنما

الصفحة 2275