كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

امتنع من الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض وطهارةُ الثوب شرطٌ في صحة الصلاة بخلاف النوم فيها وأَما قول النبي صلى الله عليه وسلم لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال أَشْعِرْنَها إِياه فإِن أَبا عبيدة قال معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ والشِّعارُ ما استشعرتْ به من الثياب تحتها والحِقْوَة الإِزار والحِقْوَةُ أَيضاً مَعْقِدُ الإِزار من الإِنسان وأَشْعَرْتُه أَلبسته الشّعارَ واسْتَشْعَرَ الثوبَ لبسه قال طفيل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ وقال بعض الفصحاء أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ طاعَتِه استعمله في العَرَضِ والمَشاعِرُ الحواسُّ قال بَلْعاء بن قيس والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ والشِّعارُ جُلُّ الفرس وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي لزِقَ به كلزوق الشِّعارِ من الثياب بالجسد وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً كذلك وكل ما أَلزقه بشيء فقد أَشْعَرَه به وأَشْعَرَه سِناناً خالطه به وهو منه أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ وبَيْنَنا من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع يريد أَشعرت الذئب بالسهم وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها مِنَ الزَّرَجُونِ دونهما شِعارُ ويقال شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد فكنت لها شعاراً وكانت لك شعاراً ويقول الرجل لامرأَته شاعِرِينِي وشاعَرَتْه ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد والشِّعارُ العلامة في الحرب وغيرها وشِعارُ العساكر أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه وفي الحديث إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الغَزْوِ يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر بالإِماتة واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب وقال النابغة مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا في دِيارهِمُ دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ يقول غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم وشِعارُ القوم علامتهم في السفر وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم جعلوا لأَنفسهم شِعاراً وأَشْعَرَ القومُ نادَوْا بشعارهم كلاهما عن اللحياني والإِشْعارُ الإِعلام والشّعارُ العلامة قالالأَزهري ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ من هذا لأَنها علامات له وأَشْعَرَ البَدَنَةَ أَعلمها وهو أَن يشق جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه وقيل طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ وهو الذي كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ وسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم أَحق بالاتباع وفي حديث مقتل عمر رضي الله عنه أَن رجلاً رمى الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم فقال رجل أُشْعِرَ أَميرُ المؤمنين ونادى رجلٌ آخر يا خليفة وهو اسم رجل فقال رجل من بني لِهْبٍ ليقتلن أَمير المؤمنين فرجع فقتل في تلك السنة ولهب قبيلة من اليمن فيهم عِيافَةٌ وزَجْرٌ وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير المؤمنين فقال ليقتلن وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا أُشْعِرُوا وتقول لِسُوقَةِ الناسِ قُتِلُوا وكانوا يقولون في الجاهلية دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير يريدون دية الملوك فلما قال الرجل أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً فيما توجه له من علم العيافة وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر رضي الله عنه لما صَدَرَ من الحج قُتل وفي حديث مكحول لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ عِلْجاً أَو قتله فأَما من لم يُشعر فلا سلب له أَي طعنه حتى يدخل السِّنانُ جوفه والإِشْعارُ الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة وأَنشد لكثيِّر عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ أَشعراها أَدمياها وطعناها وقال الآخر يَقُولُ لِلْمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ لا تَجْزَعَنَّ فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ وفي حديث مقتل عثمان رضي الله عنه أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به وأَنشد أَبو عبيدة نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ شَعائرَ قُرْبانٍ بها يُتَقَرَّبُ وفي حديث الزبير أَنه قاتل غلاماً فأَشعره وفي حديث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك فصار له كالطعنة في البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ والشَّعِيرة البدنة المُهْداةُ سميت بذلك لأَنه يؤثر فيها بالعلامات والجمع شعائر وشِعارُ الحج مناسكه وعلاماته وآثاره وأَعماله جمع شَعيرَة وكل ما جعل

الصفحة 2276