كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

قال الأَصمعي إِنما هو أَتيٌّ فينا الأَتيُّ الرجل يكون في القوم ليس منهم ولهذا قيل للسيل الذي يأْتي من بلَد قد مُطر فيه إِلى بلد لم يُمْطر فيه أَتيٌّ ويقال أَتَّيْت للسيل فأَنا أُؤَتِّيه إِذا سهَّلْت سبيله من موضع إِلى موضع ليخرُج إِليه وأَصل هذا من الغُرْبة أَي هو غَريبٌ يقال رجل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ أَي غريبٌ يقال جاءنا أَتاوِيٌّ إِذا كان غريباً في غير بلاده ومنه حديث عثمان حين أَرسل سَلِيطَ بن سَلِيطٍ وعبدَ الرحمن ابن عتَّاب إِلى عبد الله بن سَلام فقال ائْتِياه فتَنَكَّرا له وقولا إِنَّا رجُلان أَتاوِيَّان وقد صَنَع الله ما ترى فما تأْمُر ؟ فقالا له ذلك فقال لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن ولكنكما فلان وفلان أَرسلكما أَميرُ المؤمنين قال الكسائي الأَتاويُّ بالفتح الغريب الذي هو في غير وطنه أَي غريباً ونِسْوة أَتاوِيَّات
( * قوله « أي غريباً ونسوة أتاويات » هكذا في الأصل ولعله ورجال أتاويون أَي غرباء ونسوة إلخ وعبارة الصحاح والأتاوي الغريب ونسوة إلخ ) وأَنشد هو وأَبو الجرَّاح لحميد الأَرْقَط يُصْبِحْنَ بالقَفْرِ أَتاوِيَّاتِ مُعْتَرِضات غير عُرْضِيَّاتِ أَي غريبة من صَواحبها لتقدّمهنّ وسَبْقِهِنَّ ومُعْتَرِضات أَي نشِيطة لم يُكْسِلْهُنَّ السفر غير عُرْضِيَّات أَي من غير صُعُوبة بل ذلك النَّشاط من شِيَمِهِنَّ قال أَبو عبيد الحديث يروى بالضم قال وكلام العرب بالفتح ويقال جاءنا سَيْلٌ أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ إِذا جاءك ولم يُصِبْكَ مَطَره وقوله عز وجل أَتَى أَمْرُ اللهِ فلا تسْتَعْجِلوه أَي قرُب ودَنا إِتْيانُه ومن أَمثالهم مَأْتيٌّ أَنت أَيها السَّوادُ أَو السُّوَيْدُ أَي لا بُدَّ لك من هذا الأَمر ويقال للرجل إِذا دَنا منه عدوُّه أُتِيتَ أَيُّها الرجلُ وأَتِيَّةُ الجُرْحِ وآتِيَتُه مادَّتُه وما يأْتي منه عن أَبي عليّ لأَنها تأْتِيه من مَصَبِّها وأَتَى عليه الدَّهْرُ أَهلَكَه على المثل ابن شميل أَتَى على فلان أَتْوٌ أَي موت أَو بَلاء أَصابه يقال إِن أَتى عليَّ أَتْوٌ فغلامي حُرٌّ أَي إِن مُتُّ والأَتْوُ المَرَض الشديد أَو كسرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ ويقال أُتيَ على يَدِ فلان إِذا هَلَكَ له مالٌ وقال الحُطَيئة أَخُو المَرْء يُؤتَى دونه ثم يُتَّقَى بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصى كالجَمامِحِ قوله أَخو المرء أَي أَخُو المقتول الذي يَرْضى من دِيَةِ أَخيه بِتُيوس يعني لا خير فيما يُؤتى دونه أَي يقتل ثم يُتَّقَى بتُيوس زُبِّ اللّحَى أَي طويلة اللحى ويقال يؤتى دونه أَي يُذهب به ويُغلَب عليه وقال أَتَى دون حُلْوِ العَيْش حتى أَمرَّه نُكُوبٌ على آثارِهن نُكُوبُ أَي ذهَب بحُلْو العَيْشِ ويقال أُتِيَ فلان إِذا أَطلَّ عليه العدوُّ وقد أُتِيتَ يا فلان إِذا أُنْذِر عدوّاً أَشرفَ عليه قال الله عز وجل فأَتَى الله بُنْيانَهم من القواعِد أَي هَدَم بُنْيانَهم وقلَع بُنْيانهم من قَواعِدِه وأَساسه فهدَمه عليهم حتى أَهلكهم وفي حديث أَبي هريرة في ا لعَدَوِيِّ إِني قلت أُتِيتَ أَي دُهِيتَ وتغَيَّر عليك حِسُّك فتَوَهَّمْت ما ليس بصحيح صحيحاً وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ فعَلَه واسْتأْتَتِ الناقة اسْتِئتاءً مهموز أَي ضَبِعَتْ وأَرادت الفَحْل ويقال فرس أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ ومؤَتّى ومُسْتأْتي بغير هاء إِذا أَوْدَقَت والإِيتاءُ الإِعْطاء آتى يُؤَاتي إِيتاءً وآتاهُ إِيتاءً أَي أَعطاه ويقال لفلان أَتْوٌ أَي عَطاء وآتاه الشيءَ أَي أَعطاه إِيَّاه وفي التنزيل العزيز وأُوتِيَتْ من كلِّ شيء أَراد وأُوتِيَتْ من كل شيء شيئاً قال وليس قولُ مَنْ قال إِنَّ معناه أُوتِيَتْ كل شيء يَحْسُن لأَن بِلْقِيس لم تُؤتَ كل شيء أَلا ترَى إِلى قول سليمان عليه السلام ارْجِعْ إِليهم فلنَأْتِيَنَّهم بجنودٍ لا قِبَل لهم بها ؟ فلو كانت بِلْقِيسُ أُوتِيَتْ كلَّ شيء لأُوتِيَتْ جنوداً تُقاتلُ بها جنود سليمان عليه السلام أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بعد ذلك مع سليمان عليه السلام وآتاه جازاه ورجل مِيتاءٌ مُجازٍ مِعْطاء وقد قرئ وإِن كان مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ أَتَيْنا بها وآتينا بها فأَتَيْنا جِئنا وآتَيْنا أَعْطَينا وقيل جازَيْنا فإِن كان آتَيْنا أَعْطَيْنا فهو أَفْعَلْنا وإِن كان جازَيْنا فهو فاعَلْنا الجوهري آتاهُ أَتَى به ومنه قوله تعالى آتِنا غَداءَنا أَي ائْتِنا به وتقول هاتِ معناه آتِ على فاعِل فدخلت الهاء على الأَلف وما أَحسنَ أَتْيَ يَدَي الناقة أَي رَجْع يدَيْها في سَيْرِها وما أَحسن أَتْوَ يَدَيِ الناقة أَيضاً وقد أَتَتْ أَتْواً وآتاهُ على الأَمْرِ طاوَعَه والمُؤَاتاةُ حُسْنِ المُطاوَعةِ وآتَيْتُه على ذلك الأَمْر مُؤاتاةً إِذا وافَقْته وطاوَعْته والعامَّة تقول واتَيْتُه قال ولا تقل وَاتَيْته إِلا في لغة لأَهل اليَمن ومثله آسَيْت وآكَلْت وآمَرْت وإِنما جعلوها واواً على تخفيف الهمزة في يُواكِل ويُوامِر ونحو ذلك وتأَتَّى له الشيءُ تَهَيَّأَ وقال الأَصمعي تَأَتَّى فلان لحاجته إِذا تَرَفَّق لها وأَتاها من وَجْهها وتَأَتَّى للقِيام والتَّأَتِّي التَّهَيُّؤُ للقيام قال الأَعْشى إِذا هِي تَأَتَّى قريب القِيام تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهِيرا
( * قوله « إذا هي تأتي إلخ » تقدم في مادة بهر بلفظ إذا ما تأتى تريد القيام )
ويقال جاء فلان يَتأَتَّى أَي يتعرَّض لمَعْروفِك وأَتَّيْتُ الماءَ تَأْتِيَةً وتَأَتِّياً أَي سَهَّلت سَبيله ليخرُج إِلى موضع وأَتَّاه الله هَيَّأَه ويقال تَأَتَّى لفُلان أَمرُه وقد أَتَّاه الله تَأْتِيَةً ورجل أَتِيٌّ نافِذٌ يتأَتَّى للأُمور ويقال أَتَوْتُه أَتْواً لغة في أَتَيْتُه قال خالد بن زهير

الصفحة 23