كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

أَهلِها أَشدَّ حمرةً من الشَّقائِق هو هذا الزهر الأحمر المعروف ويقال له الشَّقِرُ وأصله من الشَّقِيقة وهي الفُرْجة بين الرمال قال الأَزهري والشَّقائِقُ سَحائبُ تَبَعَّجتْ بالأمطار الغَدِقة قال الهذلي فقلت لها ما نُعْمُ إلا كَرَوضةٍ دَمِيثِ الرُّبى جادَت عليها الشَّقائِقُ والشَّقِيقةُ المَطرةُ المُتَّسعة لأن الغيم انْشَقَّ عنها قال عبد الله بن الدُّمَيْنة ولَمْح بعَيْنَيْها كأَنَّ ومِيضَه وَمِيضُ الحَيا تُهْدَىِ لِنَجْدٍ شَقائِقُهْ وقالوا المالُ بيننا شَقَّ وشِقَّ الأبْلمَةِ والأُبْلُمةِ أي الخُوصِة أي نحن متساوون فيه وذلك أَن الخُوصةَ إذا أُخذت فشُقَّت طولاً انْشَقّت بنصفين وهذا شَقِيقُ هذا إذا انْشَقَّ بنصفين فكل واحد منهما شَقِيقُ الآخر أَي أَخوه ومنه قيل فلانٌ شَقِيقُ فلانٍ أَي أَخوه قال أَبو زبيد الطائي وقد صغره يا ابنَ أُمّي ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي أَنتَ خَلَّيْتَني لأمْرٍ شَدِيد والشَّقُّ والمَشَقُّ ما بين الشُّفْرَين من حَيا المرأَة والشَّواقُّ من الطَّلْع ما طال فصار مقدارَ الشِّبْر لأنها تَشُقُّ الكِمامَ واحدتُها شاقَّةٌ وحكى ثعلب عن بعض بني سُواءةَ أَشَقَّ النخلُ طلعت شَواقُّه والشِّقَّةُ الشَّظِيّةُ أَو القِطعةُ المَشْقوقةُ من لوح أو خشب أَو غيره ويقال للإنسان عند الغضب احْتَدَّ فطارت منه شِقَّةٌ في الأَرض وشِقَّةٌ في السماء وفي حديث قيس بن سعد ما كان لِيُخْنِيَ بابِنه في شِقّة من تمر أَي قطعةٍ تُشَقُّ منه هكذا ذكره الزمخشري وأَبو موسى بعده في الشين ثم قال ومنه أَنه غضب فطارت منه شِقَّةٌ أَي قطعة ورواه بعض المتأَخرين بالسين المهملة وهو مذكور في موضعه ومنه حديث عائشة رضي الله عنها فطارت شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّة في الأرض هو مبالغة في الغضب والغيظ يقال قد انْشَقَّ فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنُه به حتى انْشَقَّ ومنه قوله عز وجل تكادُ تَميّزُ من الغيظِ وشَقَّقْتُ الحطبَ وغيره فتَشَقَّقَ والشِّقُّ والشِّقَّة بالكسر نصف الشيء إذا شُقَّ الأخيرة عن أبي حنيفة يقال أَخذت شِقَّ الشاة وشِقّةَ الشاةِ والعرب تقول خُذْ هذا الشِّقَّ لِشِقّةِ الشاةِ ويقال المال بيني وبينك شِقَّ الشَّعْرة وشَقَّ الشعرة وهما متقاربان فإذا قالوا شَقَقْتُ عليك شَقّاً نصبوا قال ولم نسمع غيره والشِّق الناحية من الجبل والشِّقُّ الناحية والجانب من الشَّقِّ أَيضاً وحكى ابن الأَعرابي لا والذي جعل الجبال والرجال حفلة واحدة ثم خرقها فجعل الرجال لهذه والجبال لهذا وفي حديث أُم زرع وجدني في أَهل غُنَيْمةٍ بِشِقِّ قال أَبو عبيد هو اسم موضع بعينه وهذا يروى بالفتح والكسر فالكسر من المَشَقّةِ ويقال هم بِشِقٍّ من العيش إذا كانوا في جهد ومنه قوله تعالى لم تكونوا بالِغِيه إلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ وأَصله من الشِّقِّ نِصْف الشيء كأَنه قد ذهب بنصف أَنْفُسِكم حتى بَلَغْتُموه وأما الفتح فمن الشَّقِّ الفَصْلِ في الشيئ كأَنها أَرادت أنهم في موضع حَرِجٍ ضَيّقٍ كالشَّقِّ في الجبل ومن الأول اتقوا النارَ ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ أي نصفِ تمرة يريد أَن لا تَسْتَقلّوا من الصدقة شيئاً والمُشاقَّةُ والشّقاق غلبة العداوةِ والخلاف شاقَّهُ مُشاقَّةَ وشِقاقاً خالَفَه وقال الزجاج في قوله تعالى إن الظالمين لفي شِقاقٍ بَعِيد الشِّقاقُ العدواةُ بين فريقين والخلافُ بين اثنين سمي ذلك شِقاقاً لأن كل فريق من فِرْقَتَي العدواة قصد شِقَّاً أَي ناحية غير شِقِّ صاحبه وشَقَّ امْرَه يَشُقُّه شَقّاً فانْشَقَّ انْفَرَقَ وتبدّد اختلافاً وشَقَّ فلانٌ العصا أي فارق الجماعة وشَقَّ عصا الطاعة فانْشَقَّت وهو منه وأما قولهم شَقَّ الخوارجُ عصا المسلمين فمعناه أَنهم فرَّقوا جَمْعَهم وكلمتَهم وهو من الشَّقِّ الذي هو الصَّدْع وقال الليث الخارجيُّ يَشُقُّ عصا المسلمين ويِشاقُّهم خلافاً قال أَبو منصور جعل شَقَّهم العصا والمُشاقَّةَ واحداً وهما مختلفان على ما مر من تفسيرهما آنفاً قال الليث انشَقَّت عصاهما بعد الْتئامِها إذا تَفَرَّق يقال وانْشَقَّت العصا بالبَيْنِ وتَشَقَّقت قال قيس بن ذريح وناحَ غُرابُ البَيْنِ وانْشَقَّت العصا بِبَيْنٍ كما شَقَّ الأَدِيمَ الصَّوانِعُ وانْشَقَّت العصا أَي تفرّق الأَمرُ وشَقَّ عليَّ الأمرُ يَشقُّ شَقّاً ومَشقّة أَي ثَقُل عليّ والاسم الشِّقُّ بالكسر قال الأَزهري ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لولا أَن أَشُقَّ علي أُمّتي لأَمَرْتُهم بالسِّواك عند كلِّ صلاة المعنى لولا أَن أُثَقِّلَ على أُمتي من المَشَقّة وهي الشدة والشِّقُّ الشقيقُ الأَخُ ابن سيده شِقُّ الرجلِ وشَقِيقُه أخوه وجمع الشَّقِيقِ أَشِقَّاءُ يقال هو أَخي وشِقِّ نَفْسِي وفيه النساءُ شَقائِقُ الرجال أَي نظائرُهم وأمثالهم في الأَخْلاقِ والطِّباع كأنهن شُقِقْنَ منهم ولأن حَوّاء خلقتْ من

الصفحة 2301