( شقا ) الشَّقاءُ والشَّقاوةُ بالفتح ضدُّ السعادة يُمَدُّ ويُقْصَرُ شَقِيَ يشَقَى شَقاً وشَقاءً وشَقاوةً وشَقْوةً وشِقْوةً وفي التنزيل العزيز ربَّنا غَلَبَتْ علينا شِقْوَتُنا وهي قراءة عاصم وأَهل المدينة قال الفراء وهي كثيرةٌ في الكلام وقرأَ ابن مسعود شَقاوَتُنا وأَنشد أَبو ثروان كُلِّفَ مِنْ عَنائهِ وشِقْوَتِهْ بِنتَ ثماني عَشْرَةٍ من حِجَّتِهْ وقرأَ قتادة شِقاوتُنا بالكسر وهي لغة قال وإنما جاء بالواو لأَنه بُنِي على التأْنيث في أَوَّلِ أَحواله وكذلك النهايةُ فلم تكن الياء والواو حرفي إعراب ولو بُنِيَ على التذكير لكان مهموزاً كقولهم عَظاءةٌ وعَباءَةٌ وصَلاءَة وهذا أُعِلَّ قبلَ دُخولِ الهاء تقول شَقِيَ الرجلُ انقلبت الواوُ ياءً لكسرة ما قبلَها ويَشْقَى انقَلبتْ في المضارع أَلِفاً لفتحة ما قبلَها ثم تقولُ يَشْقَيانِ فيكونانِ كالماضي وقوله تعالى ولم أَكُنْ بدُعائِكَ رَبِّ شَقِيّاً أَراد كنتُ مُسْتَجابَ الدَّعْوة ويجوز أَن يكون أَراد مَنْ دَعاكَ مخلِصاً فقد وحَّدَكَ وعَبَدَك فلم أَكنْ بعِبادَتِكَ شَقِيّاً هذا قولُ الزجاج وشاقَاهُ فشَقَاهُ كان أَشَدَّ شَقاءً منه ويقال شاقانى فلان فشَقَوْته أَشْقُوه أَي غَلَبْته فيه وأَشْقاه اللهُ فهو شَقِيٌّ بيِّنُ الشِّقْوة بالكسر وفتحُه لغة وفي الحديث الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بطْنِ أُمِّه وقد تكَرَّرِ ذِكْرُ الشَّقِيِّ والشَّقاءِ والأَشقِياء في الحديث وهو ضد السَّعِيد والسُّعداءِ والسَّعادةِ والمعنى أَنَّ مَنْ قَدَّرَ اللهُ عليه في أَصْلِ خِلْقَته أَن يكون شَقِيّاً فهو الشَّقِي على الحقيقة لا مَنْ عَرَض له الشَّقاء بعدَ ذلك وهو إِشارة إِلى شَقاءِ الآخرة لا الدنيا وشاقَيْت فلاناً مُشاقاةً إِذا عاشَرْتَه وعاشَرَك والشَّقاءُ الشِّدةُ والعُسْرةُ وشاقَيّْته أَي صابَرْته وقال الراجز إِذ يُشاقي الصَّابِراتِ لم يَرِثْ يكادُ مِنْ ضَعْفْ القُوى لا يَنْبَعِثْ يعني جَمَلاً يصابرُ الجِمالَ مَشْياً ويقال شاقَيتُ ذلك الأَمر بمعنى عانيْتُه والمُشاقاةُ المُعالَجة في الحرْب وغيرها والمُشاقاةُ المُعاناةُ والمُمارسَةُ والشَّاقي حَيْدٌ من الجَبل طويلٌ لا يُسْتَطاع ارْتِقاؤُه والجمْعُ شُقْيانٌ وشَقا نابُ البَعِيرِ يَشْقى شَقْياً طَلع وظَهَر كشَقَأَ
( شكأ ) الشُّكاءُ بالقصر والمدّ شِبْه الشُّقاقِ في الأَظفار وقال أَبو حنيفة أشْكَأَتِ الشجرةُ بغُصُونِها أَخْرَجَتْها الأَصمعي إِبلٌ شُوَيْقِئةٌ وشُوَيْكِئةٌ حين يَطْلُع نابُها من شَقَأَ نابُه وشَكَأَ وشاكَ أَيضاً وأَنشد
على مُسْتَظِلاَّت العُيونِ سَواهِمٍ ... شُوَيْكِئةٍ يَكْسُو بُراها لُغامُها أَراد بقوله شُوَيْكِئة شُوَيْقِئة فقُلِبت القاف كافاً من شَقَأَ
نابُهُ إِذا طلع كما قيل كُشِطَ عن الفرس الجُلُّ وقُشِطَ وقيل شُوَيْكِيةٌ بغير همز إِبل منسوبة ( 1 )
( 1 قوله « منسوبة » مقتضاه تشديد الباء ولكن وقع في التكملة في عدة مواضع مخفف الياء مع التصريح بانه منسوب لشويكة الموضع أو لابل ولم يقتصر على الضبط بل رقم في كل موضع من النثر والنظم خف إشارة إِلى عدم التشديد )
التهذيب سلمة قال به شُكَأٌ شديد تَقَشُّر وقد شَكِئَتْ أَصابعه وهو التَقَشُّر بين اللحم والأَظفار شَبيه بالتَّشَقُّقِ مهموز مقصور وفي أَظْفاره شَكَأٌ إِذا تشَقَّقَت أَظفارُه الأَصمعي شَقَأَ نابُ البعير وشَكَأَ إِذا طَلَعَ فَشَقَّ اللحمَ
( شكب ) التهذيب روى بعضهم قول وِعاس ( 1 )
( 1 قوله « قول وعاس » هكذا في الأصل والذي في التكملة وشرح القاموس أبي سهم الهذلي )
وهُنَّ مَعاً قِيامٌ كالشُّكُوبِ وقال هي الكَراكيُّ ورواه بعضهم كالشُّجُوبِ وهي عَمَد من أَعمِدَةِ البيت الأَزهري في الثلاثي والشُّكْبانُ شِبَاكٌ يُسَوِّيها الحَشَّاشونَ في البادِية من اللِّيفِ والخُوصِ تُجْعَلُ لها عُرًى واسعةٌ يَتَقَلَّدُها الحَشَّاشُ فيَضَعُ فيها الحَشيشَ والنُّونُ في شُكْبان نونُ جَمْعٍ وكأَنها في الأَصل شُبْكَانٌ فقُلِبَت إِلى الشُّكْبان وفي نوادر الأَعراب الشُّكْبانُ ثوبٌ يُعْقَدُ طَرَفاهُ من وراءِ الحِقْوَينِ والطَّرفانِ في الرأْسِ يَحُشُّ فيه الحَشَّاشُ على الظَّهْر ويُسَمَّى الحالَ قال أَبو سليمان الفَقْعَسِي لمَّا رأَيتُ جَفْوَةَ الأَقارِبِ تُقَلِّبُ الشُّقْبَانَ وهْوَ رَاكِبي أَنتَ خَليلٌ فالْزَمَنَّ جانِبي وإِنما قال وهو راكِبي لأَنه على ظَهرِه ويقالُ له الرِّفَلُّ وقاله بالقاف وهُما لُغتان شُكْبان وشُقْبان قال وسماعي من الأَعراب شُكْبان والشُّكْبُ لغة في الشُّكْمِ وهو