الجَزاءُ وقيل العَطاءُ ( شكد ) الشُّكْدُ بالضم العَطاءُ وبالفتح المصدر شَكَدَه يَشْكُدُه شَكْداً أَعطاه أَو منحه وأَشْكَدَ لغة قال ابن سيده وليست بالعالية قال ثعلب العرب تقول منا من يَشْكُدُ ويَشْكُمُ والاسم الشُّكْد وجمعه أَشْكادٌ والشُّكْدُ ما يُزَوَّدُه الإِنسان من لبن أَو أَقط أَو سمن أَو تمر فيخرج به من منازلهم وجاء يَسْتَشْكِدُ أَي يطلب الشُّكْدَ وأَشْكَدَ الرجلَ أَطْعمه أَو سقاه من اللبن بعد أَن يكون موضوعاً والشُّكْدُ ما كان موضوعاً في البيت من الطعام والشراب والشُّكْدُ ما يعطى من التمر عند صرامه ومن البر عند حَصادِه والفِعْلُ كالفِعْل والشُّكْدُ الجزاء والشُّكْدُ كالشُّكْرِ يمانية يقال إِنه لشاكر شاكد قال والشُّكْد بلغتهم أَيضاً ما أَعْطَيْتَ من الكُدْس عند الكيل ومن الحُزُم عند الحَصْدِ يقال جاء يَسْتَشْكِدُني فأَشْكَدْتُه ابن الأَعرابي أَشْكَدَ الرجلُ إِذا اقْتَنَى رديءَ المالِ وكذلك أَسْوَكَ وأَكْوَسَ وأَقْمَزَ وأَغْمَزَ
( شكر ) الشُّكْرُ عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه وهو الشُّكُورُ أَيضاً قال ثعلب الشُّكْرُ لا يكون إِلاَّ عن يَدٍ والحَمْدُ يكون عن يد وعن غير يد فهذا الفرق بينهما والشُّكْرُ من الله المجازاة والثناء الجميل شَكَرَهُ وشَكَرَ له يَشْكُرُ شُكْراً وشُكُوراً وشُكْراناً قال أَبو نخيلة شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ منَ التُّقَى وما كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي قال ابن سيده وهذا يدل على أَن الشكر لا يكون إِلا عن يد أَلا ترى أَنه قال وما كل من أَوليته نعمة يقضي ؟ أَي ليس كل من أَوليته نعمة يشكرك عليها وحكى اللحياني شكرت اللهوشكرت لله وشَكَرْتُ بالله وكذلك شكرت نعمة الله وتَشَكَّرَ له بلاءَه كشَكَرَهُ وتَشَكَّرْتُ له مثل شَكَرْتُ له وفي حديث يعقوب إِنه كان لا يأْكل شُحُومَ الإِبل تَشَكُّراً لله عز وجل أَنشد أَبو علي وإِنِّي لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ واسْتيجابَ ما كان في الغَدِ أَي لِتَشَكُّرِ ما مضى وأَراد ما يكون فوضع الماضي موضع الآتي ورجل شَكورٌ كثير الشُّكْرِ وفي التنزيل العزيز إِنه كان عَبْداً شَكُوراً وفي الحديث حين رُؤيَ صلى الله عليه وسلم وقد جَهَدَ نَفْسَهُ بالعبادة فقيل له يا رسول الله أَتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأَخر ؟ أَنه قال عليه السلام أَفَلا أَكونُ عَبْداً شَكُوراً ؟ وكذلك الأُنثى بغير هاء والشَّكُور من صفات الله جل اسمه معناه أَنه يزكو عنده القليلُ من أَعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء وشُكْرُه لعباده مغفرته لهم والشَّكُورُ من أَبنية المبالغة وأَما الشَّكُورُ من عباد الله فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأَدائه ما وَظَّفَ عليه من عبادته وقال الله تعالى اعْمَلُوا آلَ داودَ شُكْراً وقليلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ نصب شُكْراً لأَنه مفعول له كأَنه قال اعملوا لله شُكْراً وإِن شئت كان انتصابه على أَنه مصدر مؤكد والشُّكْرُ مثل الحمد إِلا أَن الحمد أَعم منه فإِنك تَحْمَدُ الإِنسانَ على صفاته الجميلة وعلى معروفه ولا تشكره إِلا على معروفه دون صفاته والشُّكْرُ مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته ويعتقد أَنه مُولِيها وهو من شَكَرَتِ الإِبل تَشْكُر إِذا أَصابت مَرْعًى فَسَمِنَتْ عليه وفي الحديث لا يَشْكُرُ الله من لا يَشْكُرُ الناسَ معناه أَن الله لا يقبل شكر العبد على إِحسانه إِليه إِذا كان العبد لا يَشكُرُ إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر وقيل معناه أَن من كان من طبعه وعادته كُفْرانُ نعمة الناس وتركُ الشُّكْرِ لهم كان من عادته كُفْرُ نعمة الله وتركُ الشكر له وقيل معناه أَن من لا يشكُر الناس كان كمن لا يشكُر الله وإِن شَكَرَهُ كما تقول لا يُحِبُّني من لا يُحِبُّك أَي أَن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أَحبني يحبك ومن لم يحبك لم يحبني وهذه الأَقوال مبنية على رفع اسم الله تعالى ونصبه والشُّكْرُ الثناءُ على المُحْسِنِ بما أَوْلاكَهُ من المعروف يقال شَكَرْتُه وشَكَرْتُ له وباللام أَفصح وقوله تعالى لا نريد منكم جزاءً ولا شُكُوراً يحتمل أَن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً ويحتمل أَن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرُود وكُفْرٍ وكُفُورٍ والشُّكْرانُ خلاف الكُفْرانِ والشَّكُور من الدواب ما يكفيه العَلَفُ القليلُ وقيل الشكور من الدواب الذي يسمن على قلة العلف كأَنه يَشْكُرُ وإِن كان ذلك الإِحسان قليلاً وشُكْرُه ظهورُ نمائه وظُهُورُ العَلَفِ فيه قال الأَعشى ولا بُدَّ مِنْ غَزْوَةٍ في الرَّبيعِ حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقَاحَ الشَّكُورَا والشَّكِرَةُ والمِشْكارُ من الحَلُوباتِ التي تَغْزُرُ على قلة الحظ من المرعى ونَعَتَ أَعرابيٌّ ناقةً فقال إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ فأَما المشكار فما ذكرنا وأَما المعشار والمغبار فكل منهما مشروح في بابه