كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

النخلِ فِراخُه وشَكِرَ النخلُ شَكَراً كثرت فراخه عن أَبي حَنيفة وقال يعقوب هو من النخل الخُوصُ الدر حول السَّعَفِ وأَنشد لكثيِّر بُرُوكٌ بأَعْلى ذِي البُلَيْدِ كأَنَّها صَرِيمَةُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها مغطئل كثير متراكب وقال أَبو حنيفة الشكير الغصون وروي الأَزهري بسنده أَن مَجَّاعَةَ أَتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال قائلهم ومَجَّاعُ اليَمامَةِ قد أَتانا يُخَبِّرُنا بِمَا قال الرَّسُولُ فأَعْطَيْنا المَقادَةَ واسْتَقَمْنا وكانَ المَرْءُ يَسْمَعُ ما يَقُولُ فأَقْطَعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وكتب له بذلك كتاباً بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ كَتَبَهُ محمدٌ رسولُ الله لِمَجَّاعَةَ بنِ مُرارَةَ بن سَلْمَى إِني أَقطعتك الفُورَةَ وعَوانَةَ من العَرَمَةِ والجَبَل فمن حاجَّكَ فإِليَّ فلما قبض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وَفَدَ إِلى أَبي بكر رضي الله عنه فأَقطعه الخِضْرِمَةَ ثم وَفَدَ إِلى عمر رضي الله عنه فأَقطعه أَكثر ما بالحِجْرِ ثم إِن هِلالَ بنَ سِراجِ بنِ مَجَّاعَةَ وَفَد إِلى عمر بن عبد العزيز بكتاب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعدما استخلف فأَخذه عمر ووضعه على عينيه ومسح به وجهه رجاء أَن يصيب وجهه موضع يد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَمَرَ عنده هلالٌ ليلةً فقال له يا هلال أَبَقِيَ من كُهُولِ بني مَجَّاعَةَ أَحدٌ ؟ ثقال نَعَمْ وشَكِيرٌ كثير قال فضحك عمر وقال كَلِمَةٌ عربيةٌ قال فقال جلساؤه وما الشَّكير يا أَمير المؤمنين ؟ قال أَلم تَرَ إِلى الزرع إِذا زكا فأَفْرَخَ فنبت في أُصوله فذلكم الشَّكيرُ ثم أَجازه وأَعطاه وأَكرمه وأَعطاه في فرائض العيال والمُقاتِلَةِ قال أَبو منصور أَراد بقوله وشَكِير كثير أَي ذُرِّيَّةٌ صِغارٌ شبههم بشَكِيرِ الزرع وهو ما نبت منه صغاراً في أُصول الكبار وقال العجاج يصف رِكاباً أَجْهَضَتْ أَولادَها والشَّدِنِيَّاتُ يُسَاقِطْنَ النَّغَرْ خُوصُ العُيونِ مُجْهِضَاتٌ ما اسْتَطَرْ مِنْهُنَّ إِتْمامُ شَكِيرٍ فاشْتَكَرْ ما اسْتَطَرَّ من الطَّرِّ يقال طَرَّ شَعَرُه أَي نبت وطَرَّ شاربه مثله يقول ما اسْتَطَرَّ منهنَّ إِتمام يعني بلوغ التمام والشَّكِيرُ ما نبت صغيراً فاشْتَكَر صار شَكِيراً بِحاجِبٍ ولا قَفاً ولا ازْبأَرْ مِنْهُنَّ سِيساءٌ ولا اسْتَغْشَى الوَبَرْ والشَّكِيرُ لِحاءُ الشجر قال هَوْذَةُ بنُ عَوْفٍ العامِريّ على كلِّ خَوَّارِ العِنانِ كأَنها عَصَا أَرْزَنٍ قد طارَ عَنْهَا شَكِيرُها والجمع شُكُرٌ وشُكُرُ الكَرْمِ قُضْبانَه الطِّوالُ وقيل قُضبانه الأَعالي وقال أَبو حنيفة الشَّكِير الكَرْم يُغرَسُ من قضيبه والفعل كل ذلك أَشْكَرَتْ واشْتَكَرَت وشَكِرَتْ والشَّكْرُ فَرْجُ المرأَة وقيل لحم فرجها قال الشاعر يصف امرأَة أَنشده ابن السكيت صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها جَوادٌ بِقُوتِ البَطْنِ والعِرْضُ وافِرُ وفي رواية جَوادٌ بزادِ الرَّكْبِ والعِرْق زاخِرُ وقيل الشَّكْرُ بُضْعُها والشَّكْرُ لغة فيه وروي بالوجهين بيت الأَعشى خَلَوْتُ بِشِكْرِها وشَكرها
( * قوله « خلوت إلخ » كذا بالأَصل )
وفي الحديث نَهَى عن شَكْرِ البَغِيِّ هو بالفتح الفرج أَراد عن وطئها أَي عن ثمن شَكْرِها فحذف المضاف كقوله نهى عن عَسِيبِ الفَحْلِ أَي عن ثمن عَسْبِهِ وفي الحديث فَشَكَرْتُ الشاةَ أَي أَبدلت شَكْرَها أَي فرجها ومنه قول يحيى بن يَعْمُر لرجل خاصمته إِليه امرأَته في مَهْرِها أَإِنْ سأَلَتْكَ ثمن شَكْرِها وشَبْرِك أَنْشأْتَ تَطُلُّها وتَضْهَلُها ؟ والشِّكارُ فروج النساء واحدها شَكْرٌ ويقال للفِدرَة من اللحم إِذا كانت سمينة شَكْرَى قال الراعي تَبِيتُ المَخالي الغُرُّ في حَجَراتِها شَكارَى مَراها ماؤُها وحَدِيدُها أَراد بحديدها مِغْرَفَةٍ من حديد تُساطُ القِدْرُ بها وتغترف بها إِهالتها وقال أَبو سعيد يقال فاتحْتُ فلاناً الحديث وكاشَرْتُه وشاكَرْتُه أَرَيْتُه أَني شاكِرٌ والشَّيْكَرانُ ضرب من النبت وبَنُو شَكِرٍ قبيلة في الأَزْدِ وشاكر قبيلة في اليمن قال مُعاوِيَ لم تَرْعَ الأَمانَةَ فارْعَها وكُنْ شاكِراً للهِ والدِّينِ شاكِرُ أَراد لم تَرْعَ الأَمانةَ شاكرٌ فارعها وكن شاكراً لله فاعترض بين الفعل والفاعل جملةٌ أُخرى والاعتراض للتشديد قد جاء بين الفعل والفاعل والمبتدإِ والخبر والصلة والموصول وغير ذلك مجيئاً كثيراً في

الصفحة 2307