كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 4)

حَرَّ الرَّمْضاءِ فلم يُشْكِنا أَي شَكَوْا إِليْه حرَّ الشَّمْسِ وما يُصِيبُ أَقْدامَهُم منه إِذا خَرجوا إِلى صَلاةِ الظُّهْرِ وسأَلوه تأْخِيرَها قليلاً فلم يُشْكِهِمْ أَي لم يُجِبْهُم إِلى ذلك ولم يُزِلْ شَكْواهم ويقال أَشْكَيْت الرجُلَ إِذا أَزَلْت شَكْواه وإِذا حمَلْته على الشَّكْوى قال ابن الأَثير وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأَجْلِ قول أَبي إسحق أَحد رُواته قيل له في تَعْجيلِها فقال نعَم والفُقَهاء يَذْكرونه في السُّجودِ فإِنَّهم كانوا يَضَعون أَطْرافَ ثِيابهم تحت جباهِهِم في السجود من شِدَّة الحرّ فَنُهُوا عن ذلك وأَنَّهم لمَّا شَكَوْا إليه ما يجدونه من ذلك لم يَفْسَحْ لهُمْ أَن يَسْجُدوا على طَرَف ثِيابِهِمْ واشْتَكَيْته مثلُ شَكَوْته وفي حديث ضَبَّةَ ابنِ مِحْصَنٍ قال شاكَيْتُ أَبا مُوسى في بَعْض ما يُشاكي الرجلُ أَميرَه هو فاعَلْت من الشَّكْوى وهو أَن تُخْبر عن مكروه أَصابَك والشَّكْوُ والشَّكْوى والشَّكاةُ والشَّكاءُ كُلُّه المَرَض قال أَبو المجيب لابن عمِّه ما شَكاتُك يا ابن حَكيمٍ ؟ قال له انتِهاءُ المُدّةِ وانْقضاءُ العِدَّةِ الليث الشَّكْوُ الاشْتِكاءُ تقول شَكا يَشْكُو شَكاةً يُسْتَعْمَل في المَوْجِدَةِ والمرَض ويقال هو شاكٍ مريض الليث الشَّكْوُ المرَضُ نفسُه وأَنشد أَخي إِنْ تَشَكَّى من أَذىً كنتُ طِبَّهُ وإِن كان ذاكَ الشَّكْوُ بي فأَخِي طِبِّي واشَتَكى عُضواً من أَعضائه وتَشَكَّى بمعنىً وفي حديث عمرو بن حُرَيْث دخل على الحسن في شَكْوٍ له هو المرضُ وقد شَكا المرضَ شَكْواً وشَكاةً وشَكْوى وتَشَكَّى واشْتَكى قال بعضهم الشاكي والشكِيُّ الذي يمْرَضُ أَقلَّ المرَض وأَهْوَنه والشَّكِيُّ الذي يَشْتَكي والشَّكِيُّ المشكُوُّ وأَشكى الرجلَ أَتى إِليه ما يَشْكو فيه به وأَشْكاهُ نزَع له من شِكايتِه وأَعْتَبَه قال الراجز يصفُ إِبلاً قد أَتْعَبها السَّيْرُ فهي تَلْوي أَعناقها تارةً وتَمُدُّها أُخْرى وتَشْتَكي إِلينا فلا نُشْكيها وشَكْواها ما غَلَبها من سُوء الحالِ والهُزال فيقوم مقامَ كلامِها قال تَمُدُّ بالأَعْناق أَو تَثْنيها وتَشْتكي لو أَنَّنا نُشْكِيها مَسَّ حَوايا قَلَّما نُجْفيها قال أَبو منصور وللإِشْكاء معنيان آخران قال أَبو زيد شكاني فلانٌ فأَشْكَيْتُه إِذا شَكاكَ فزِدْتَه أَذىً وشكْوى وقال الفراء أَشْكى إِذا صادَفَ حَبيبَه يشكُو وروى بعضُهم قولَ ذي الرُّمَّة يصف الربع ووقوفه عليه وأُشكِيه حتى كاد مما أُبِثُّه تُكَلِّمني أَحجارُه وملاعِبُهْ قالوا معنى أُشْكِيه أَي أُبِثُّه شَكْواي وما أُكابدُه من الشَّوْق إِلى الظاعِنِين عن الرَّبْعِ حين شَوَّقَتْني معاهِدُهُم فيه إِليهم وأَشْكى فلاناً من فلانٍ أَخذَ له منه ما يَرْضى وفي حديث خَبَّاب بن الأَرَتِّ شكَوْنا إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّمْضاءَ فما أَشْكانا أَي ما أَذِنَ لنا في التخلُّف عن صلاة الظَّهيرة وقتَ الرَّمْضاء قال أَبو عبيدة أَشْكَيْتُ الرجل أَي أَتَيْتُ إِليه ما يشْكوني وأَشْكَيتُه إِذا شَكا إِليكَ فرَجَعْت له من شِكايتِه إِيَّاكَ إِلى ما يُحِبُّ ابن سيده وهو يُشْكى بكذا أَي يُتَّهَمُ ويُزَنُّ حكاه يعقوبُ في الأَلْفاظِ وأَنشد قالت له بَيْضاءُ من أَهلِ مَلَلْ رَقْراقةُ العَيْنين تُشْكى بالغَزََلْ وقال مُزاحِم خلِيلَيَّ هل بادٍ به الشَّيْبُ إِن بكى وقد كان يُشْكى بالعَزاء مَلُول والشَّكِيّ أَيضاً المُوجِع وقول الطِّرِمَّاح بن عَدِيٍّ أَنا الطَّرِمَّاحُ وعَمِّي حاتِمُ وسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ كالبَحر حينَ تَنْكَدُ الهَزائِمُ وسْمي من السِّمَةِ وشَكيٌّ موجِعٌ والهزائمُ البئارُ الكثيرة الماءِ وسمي شَكِيٌّ أَي يُشْكى لذْعُه وإِحْراقُه التهذيب سلمة يقال به شَكأٌ شديدٌ تَقَشُّرٌ وقد شَكِئَتْ أَصابعُه وهو التَّقَشُّر بين اللحمِ والأَظفارِ شَبيةٌ بالتشققِ ويقالُ للبعير إذا أَتعبَه السَّير فمدَّ عنُقَه وكثر أَنِينُه قد شَكا ومنه قول الراجز شكا إِليَّ جملي طولَ السُّرى صبراً جُمَيْلي فكِلانا مُبْتَلى أَبو منصور الشَّكاةُ تُوضع موضع العَيب والذَّمِّ وعيَّر رجلٌ عبد الله بنَ الزُّبَيرِ بأُمِّه فقال ابن الزبير
( * قوله « بأمه فقال ابن الزبير إلخ » هكذا في الأصل وعبارة التهذيب وعير رجل عبد الله بن الزبير بأمه فقال يا ابن ذات النطاقين فتمثل بقول الهذلي وتلك شكاة إلخ )
وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها أَراد أَن تعييرَه إِيَّاه بأَن أُمَّه كانت ذات النطاقَين ليس بعارٍ ومعنى قوله ظاهرٌ عنك عارُها أَي نابٍ أَراد أَن هذا ليس عاراً يَلزَق به وأَنه يُفتَخر بذلك لأَنها إِنما سميت ذات النِّطاقَين لأَنه كان لها نِطاقانِ تحْمِلُ في أَحدهما الزاد إِلى أَبيها وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغارِ وكانت تَنْتَطِق بالنطاق الآخر وهي أَسماءُ بنتُ أَبي بكرٍ الصديقِ رضي الله عنهما الجوهري ورجلٌ شاكي السلاح إِذا كان ذا شَوْكةٍ وحدٍّ في سلاحه قال الأَخفش هو مقلوبٌ من شائك قال والشَّكِيُّ في السلاحِ مُعَرَّبٌ وهو بالتركَّية بش ابن سيده كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ

الصفحة 2314