كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

يا قَوْمِ ما لي وأَبا ذُؤيْبِ كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه من غَيْبِ يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبي كأَنني أَرَبْته بِرَيْبِ وأَتَوْتُه أَتْوَةً واحدة والأَتْوُ الاسْتِقامة في السير والسرْعةُ وما زال كلامُه على أَتْوٍ واحدٍ أَي طريقةٍ واحدة حكى ابن الأَعرابي خطَب الأَميرُ فما زال على أَتْوٍ واحدٍ وفي حديث الزُّبير كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْن أَي الدفْعةَ والدفْعتين من الأَتْوِ العَدْوِ يريد رَمْيَ السِّهام عن القِسِيِّ بعد صلاة المَغْرب وأَتَوْتُه آتُوه أَتْواً وإِتاوةً رَشَوْتُه كذلك حكاه أَبو عبيد جعل الإِتاوَة مصدراً والإتاوةُ الرِّشْوةُ والخَراجُ قال حُنَيّ بن جابر التَّغْلبيّ ففِي كلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ قال ابن سيده وأَما أَبو عبيد فأَنشد هذا البيت على الإِتاوَةِ التي هي المصدر قال ويقوِّيه قوله مَكْسُ دِرْهَم لأَنه عطف عرَض على عرَض وكلُّ ما أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ على موضعٍ من الجِبايةِ وغيرِها إِتاوَةٌ وخص بعضهم به الرِّشْوةَ على الماء وجمعها أُتىً نادر مثل عُرْوَةٍ وعُرىً قال الطِّرِمَّاح لنا العَضُدُ الشُّدَّى على الناسِ والأُتَى على كلِّ حافٍ في مَعَدٍّ وناعِلِ وقد كُسِّر على أَتاوَى وقول الجَعْدِيّ فَلا تَنْتَهِي أَضْغانُ قَوْمِيَ بينهم وَسَوأَتُهم حتى يَصِيروا مَوالِيا مَوالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرابةٍ ولكنْ قَطِيناً يَسأَلون الأَتاوِيَا أَي هُمْ خدَم يسأَلون الخَراج وهو الإِتاوةُ قال ابن سيده وإِنما كان قِياسُه أَن يقول أَتاوى كقولنا في عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوى وهَراوى غير أَن هذا الشاعر سلَك طريقاً أُخرى غير هذه وذلك أَنه لما كسَّر إِتاوةً حدث في مثال التكسير همزةٌ بعد أَلِفه بدلاً من أَلف فِعالةٍ كهمزة رَسائل وكَنائن فصار التقدير به إلى إِتاءٍ ثم تبدل من كسرة الهمزة فتحة لأَنها عارِضة في الجمع واللام مُعْتلَّة كباب مَطايا وعَطايا فيصير إِلى أَتاأَى ثم تُبْدِل من الهمزة واواً لظُهورها لاماً في الواحد فتقول أَتاوى كعَلاوى وكذلك تقول العرب في تكسير إِتاوةٍ أَتاوى غير أَن هذا الشاعر لو فعلَ ذلك لأَفسد قافِيتَه لكنَّه احتاج إِلى إِقرار الهمزة بحالها لتصِحَّ بعدَها الياءُ التي هي رَوِيٌّ القافيةِ كما مَعها من القَوافي التي هي الرَّوابيا والأَدانِيا ونحو ذلك ليَزول لفظُ الهمزة إِذا كانت العادةُ في هذه الهمزة أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إِذا كانت اللام معتلَّة فرأَى إِبْدال همزة إِتاءٍ واواً ليَزُول لفظُ الهمزةِ التي من عادتها في هذا الموضع أَن تُعَلَّ ولا تصحَّ لما ذكرنا فصار الأَتاوِيا وقولُ الطِّرِمَّاح وأَهْل الأُتى اللاَّتي على عَهْدِ تُبَّعٍ على كلِّ ذي مالٍ غريب وعاهِن فُسِّر فقيل الأُتى جمع إِتاوةٍ قال وأُراه على حذف الزائد فيكون من باب رِشْوَة ورُشيً والإتاءُ الغَلَّةُ وحَمْلُ النخلِ تقول منه أَتَتِ الشجرة والنخلة تَأْتو أَتْواً وإِتاءً بالكسر عن كُراع طلع ثمرها وقيل بَدا صَلاحُها وقيل كَثُرَ حَمْلُها والاسم الإِتاوةُ والإِتاءُ ما يخرج من إِكالِ الشجر قال عبدُ الله بن رَواحة الأَنصاري هُنالِك لا أُبالي نَخْلَ بَعْلٍ ولا سَقْيٍ وإِن عَظُمَ الإِتاءُ عَنى بهنالِك موضعَ الجهاد أَي أَستشهد فأُرْزَق عند الله فلا أُبالي نخلاً ولا زرعاً قال ابن بري ومثله قول الآخر وبَعْضُ القَوْلِ ليس له عِناجٌ كمخْضِ الماء ليس له إِتاءُ المُرادُ بالإِتاء هنا الزُّبْد وإِتاءُ النخلة رَيْعُها وزَكاؤها وكثرة ثَمَرِها وكذلك إِتاءُ الزرع رَيْعه وقد أَتَت النخلةُ وآتَتْ إِيتاءً وإِتاءً وقال الأَصمعي الإِتاءُ ما خرج من الأَرض من الثمر وغيره وفي حديث بعضهم كم إِتاءٌ أَرضِك أَي رَيْعُها وحاصلُها كأَنه من الإِتاوةِ وهو الخَراجُ ويقال للسقاء إِذا مُخِض وجاء بالزُّبْد قد جاء أَتْوُه والإِتاءُ النَّماءُ وأَتَتِ الماشيةُ إِتاءً نَمَتْ والله أَعلم
( أثا ) أَثَوْتُ الرجلَ وأَثَيْتُه وأَثَوْتُ به وأَثَيْتُ به وعليه أَثْواً وأَثْياً وإِثاوةً وشَيْتُ به وسَعَيْتُ عند السلطان وقيل وَشَيْتُ به عند من كان من غير أَن يُخَصَّ به السلطانُ والمصدر الأَثْوُ والأَثْيُ والإِثاوةُ والإثايَة ومنه سميت الأُثايةُ
( * قوله « ومنه سميت الإثاية » عبارة القاموس وإثاية بالضم ويثلث موضع بين الحرمين فيه مسجد نبوي أو بئر دون العرج عليها مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم ) الموضع المعروف بطريق الجُحْفةِ إِلى مكة وهي فُعالةٌ منه وبعضهم يكسر همزتها أَبو زيد أَثَيْتُ به آثي إِثاوةً إِذا أَخبرْتَ بعُيُوبه الناسَ وفي حديث أَبي الحرث الأَزْديّ وغريمه لآتِيَنَّ عَلِيّاً فلآثِيَنَّ بك أَي لأَشِيَنَّ بك وفي الحديث انطلقت إِلى عمر آثي على أَبي موسى الأَشعري الجوهري أَثا بِه يأْثو ويأْثي أَيضاً أَي وَشى به ومنه قول الشاعر ذو نَيْرَبٍ آثِ هكذا أَورده الجوهري قال ابن بري صوابه ولا أَكون لكم ذا نَيْرَبٍ آث قال ومثله قول الآخر وإِنّ امْرَأً يأْثُو بِسادة قَوْمهِ حَريٌّ لعَمْري أَن يُذَمَّ ويُشْتَما قال وقال آخر ولَسْتُ إِذا وَلَّى الصَّديقُ بِوُدِّهِ بمُنْطَلِق آثُو عليه وأَكْذِبُ قال ابن بري والمُؤْتَثي الذي يُكْثِر الأَكلَ فيعطَش ولا يَرْوى
( أثث ) الأَثاثُ والأَثاثةُ والأُثوثُ الكثرة والعِظَمُ من كل شيء أَثَ يَأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثًّا وأَثاثةً فهو أَثٌّ مقصور قال ابن سيده عندي أَنه فَعْلٌ وكذلك أَثِيثٌ والأُنثى أَثِيثة والجمع أَثائِثُ وأَثايِثُ ويقال أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أَثاثةً أَي كثُر والتَفَّ وهو أَثِيثٌ ويوصف به الشَّعَر الكثير والنباتُ المُلْتف قال امرؤ القيس أَثِيثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ وشَعَر أَثِيثٌ غزير طويل وكذلك النبات والفعل كالفعل ولِحْية أَثَّة كَثَّة أَثِيثة وأَثَّتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثًّا عَظُمَتْ عجيزتُها قال الطِّرِمَّاح إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّتْ وإِنْ هي أَقْبَلَتْ فَرُؤْدُ الأَعالي شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ وامرأَةٌ أَثِيثةٌ أَثِيرة كثيرة اللحم والجمع إِثاثٌ وأَثائثٌ قال رؤبة ومن هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائثُ تُمِيلُها أَعجازُها الأَواعِثُ وأَثَّثَ الشيءَ وَطَّأَه ووثَّرَه والأَثاثُ الكثير من المال وقيل كثرةُ المال وقيل المالُ كلُّه والمتاعُ ما كان من لِباسٍ أَو حَشْوٍ لفراشٍ أَو دِثارٍ واحدتُه أَثاثةٌ واشتقه ابن دريد من الشيء المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّر وفي التنزيل العزيز أَثاثاً ورِئْياً

الصفحة 24