كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

فمثل أَلف أَلوان وأزواج وكذلك أَلف الجمع في السَّتَهِ وأَما أَلفات الوصل في أَوائل الأَسماء فهي تسعة أَلفَ ابن وابنة وابنين وابنتين وامرئ وامرأَة واسم واست فهذه ثمانية تكسر الأَلف في الابتداء وتحذف في الوصل والتاسعة الألف التي تدخل مع اللام للتعريف وهي مفتوحة في الابتداء ساقطة في الوصل كقولك الرحمن القارعة الحاقَّة تسقط هذه الألفات في الوصل وتنفتح في الابتداء التهذيب وتقول للرجل إذا ناديته آفلان وأَفلان وآ يا فلان بالمد والعرب تزيد آ إذا أَرادوا الوقوف على الحرف المنفرد أَنشد الكسائي دَعا فُلانٌ رَبَّه فَأَسْمَعا
(* قوله «دعا فلان إلخ» كذا بالأصل وتقدم في معي دعا كلانا)
بالخَيْرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرًّا فآ ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلا أَنْ تَآ قال يريد إلا أَن تشاء فجاء بالتاء وحدها وزاد عليها آ وهي في لغة بني سعد إلا أَن تا بأَلف لينة ويقولن أَلا تا يقول أَلا تَجِيء فيقول الآخر بَلَى فَا أَي فَاذْهَبْ بنا وكذلك قوله وإن شَرًّا فَآ يريد إن شَرًّا فَشَرٌّ الجوهري آ حرف هجاء مقصورة موقوفة فإن جعلتها اسماً مددتها وهي تؤنث ما لم تسم حرفاً فإذا صغرت آية قلت أُيَيَّة وذلك إذا كانت صغيرة في الخط وكذلك القول فيما أَشبهها من الحروف قال ابن بري صواب هذا القول إذا صغرت آء فيمن أَنث قلت أُيية على قول من يقول زَيَّيْتُ زاياً وَذَيَّلْتُ ذالاً وأَما على قول من يقول زَوَّيْتُ زَاياً فإنه يقول في تصغيرها أُوَيَّة وكذلك تقول في الزاي زُوَيَّة قال الجوهري في آخر ترجمة أَوا آء حرف يمد ويقصر فإذا مَدَدْتَ نوَّنت وكذلك سائر حروف الهجاء والأَلف ينادى بها القريب دون البعيد تقول أَزَيْدُ أَقبِل بأَلف مقصورة والأَلف من حروف المدّ واللين فاللينة تسمى الأَلف والمتحركة تسمى الهمزة وقد يتجوز فيها فيقال أَيضاً أَلف وهما جميعاً من حروف الزَّيادات وقد تكون الألف ضمير الأثنين في الأفعال نحو فَعَلا ويَفْعَلانِ وعلامةَ التثنية في الأَسماء ودَليلَ الرفع نحو زيدان ورجُلان وحروف الزيادات عشرة يجمعها قولك «اليوم تَنْساه» وإذا تحرّكت فهي همزة وقد تزاد في الكلام للاستفهام تقول أَزَيْدٌ عندك أَم عَمْرو فإن اجتمعت همزتان فَصَلْتَ بينهما بأَلف قال ذو الرمة أَبا ظَبْيةَ الوَعْساء بَيْنَ جُلاجِلٍ وبيْنَ النَّقا آ أَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ؟ قال والأَلف على ضربين أَلف وصل وأَلف قطع فكل ما ثبت في الوصل فهو زلف القطع وما لم يثبت فهو ألف الوصل ولا تكون إلا زائدة وألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام وقد تكون أَصلية مثل أَخَذَ وأَمَرَ والله أَعلم
(أبأ) قال الشيخ أَبو محمد بن بَرِّي رحِمه اللّه الأَبَاءة لأَِجَمَةِ القَصَبِ والجمعُ أَباءٌ قال وربما ذُكر هذا الحرف في المعتلِّ من الصِّحاح وإِن الهمزةَ أَصلها ياءٌ قال وليس ذلك بمذهب سِيبَوَيهِ بل يحمِلها على ظاهرها حتى يقومَ دليلٌ أَنها من الواو أَو من الياءِ نحو الرِّداء لأَنه من الرَّدْية والكِساء لأَنه من الكُسْوة واللّه أَعلم
(أبب) الأَبُّ الكَلأُ وعَبَّر بعضُهم (1)
(1 قوله بعضهم هو ابن دريد كما في المحكم) عنه بأَنه المَرْعَى وقال الزجاج الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُه الماشِية وفي التنزيل العزيز وفاكِهةً وأَبّاً قال أَبو حنيفة سَمَّى اللّهُ تعالى المرعَى كُلَّه أَبّاً قال الفرَّاءُ الأَبُّ ما يأْكُلُه الأَنعامُ وقال مجاهد الفاكهةُ ما أَكَله الناس والأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ فالأَبُّ من المَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للانسان وقال الشاعر
جِذْمُنا قَيْسٌ ونَجْدٌ دارُنا ... ولَنا الأَبُّ بهِ والمَكْرَعُ
[ص 205] قال ثعلب الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ وقال عطاء كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ على وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ وفي حديث أنس أَنَّ عُمر بن الخَطاب رضي اللّه عنهما قرأً قوله عز وجل وفاكِهةً وأَبّاً وقال فما الأَبُّ ثم قال ما كُلِّفْنا وما أُمِرْنا بهذا والأَبُّ المَرْعَى المُتَهَيِّئُ للرَّعْيِ والقَطْع ومنه حديث قُسّ بن ساعِدةَ فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً وأَبَّ للسير يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً تَهَيَّأً للذَّهابِ وتَجَهَّز قال الأَعشى
صَرَمْتُ ولم أَصْرِمْكُمُ وكصارِمٍ ... أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهَبا
أَي صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئي لمُفارَقَتِكم ومن تَهَيَّأَ للمُفارقةِ فهو كمن صَرَمَ وكذلك ائْتَبَّ قال أَبو عبيد أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاًإِذا عَزَمْتَ على المَسِير وتَهَيَّأْتَ وهو في أَبَابه وإِبابَتِه وأَبابَتِه أَي في جَهازِه التهذيب والوَبُّ التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ في الحَرْبِ يقال هَبَّ ووَبَّ إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ قال أَبو منصور والأَصل فيه أَبَّ فقُلبت

الصفحة 3